إستقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، رئيس حزب “الحوار الوطني” النائب فؤاد مخزومي يرافقه المدير العام لمؤسسة مخزومي سامر صفح، مهنئا بعيد الفطر السعيد، وشاكرا له مجددا وضعه أرض دار الفتوى في تصرف القرية الرمضانية التي ترعاها مؤسسة مخزومي وتديرها جمعية بيروتيات.
وأعلن مخزومي انه وضع المفتي دريان في أجواء انتخابات نقابة الأطباء التي فاز فيها عضو “حوار الأطباء” في حزب الحوار الدكتور دريد عويدات، وبارك له بهذا الفوز وهنأه على نجاح القرية الرمضانية وحسن احترام الشهر الفضيل والناس التي أمته طوال هذا الشهر. وكذلك وضع مفتي الجمهورية في أجواء حراكه سواء في مجلس النواب أم في المجلس البلدي لبلدية بيروت عبر ممثلة الحزب عضو المجلس السيدة هدى الأسطة قصقص أم في انتخابات نقابة الأطباء”.
وقال مخزومي: “إن زيارة سماحة المفتي هي لتقييم الأوضاع العامة بعد الهجوم الإرهابي في مدينة طرابلس عشية عيد الفطر”، مجددا “إدانته للارهاب”. واشار الى انه وضع المفتي في أجواء زيارته لطرابلس ونقل له هواجس الطرابلسيين الذين التقاهم في مواقع الهجمات.
أضاف: “إن الحديث عن اهتزاز للتسوية التي تمت قبل سنتين ونصف السنة بين القوى السياسية الفاعلة على الساحة السياسية، وخصوصا بين “تيار المستقبل” من جهة و”التيار الوطني الحر” و”حزب الله” من جهة أخرى، والتي أنتجت حلا للفراغ الرئاسي وحكومة ولدت قيصريا بعد 9 أشهر كادت تذهب بالتسوية، ومن ثم جيء ببيان وزاري، ارتضيناه على ضعفه، وصولا إلى قانون للانتخاب، على الرغم من أنه اعتمد النسبية، عمدت القوى السياسية عينها، وذلك عبر الصوت التفضيلي، إلى حفظ حصصها النيابية بالتكافل والتضامن. فلماذا تهتز اليوم هذه التسوية بين أفرقاء يشهد البلد بأسره أنهم فشلوا في إحداث التغيير المنشود والإصلاح وكبح الفساد المطلوبين داخليا وخارجيا، وهم على قاب قوسين أو أدنى من التوافق على موازنة لا تغني التغيير بشيء ولا تسمن الاقتصاد ولا تنقذه من انهيار، بل هي خطوط عريضة لإرضاء الخارج من دون أي مفاعيل إيجابية على اقتصاد البلد”.
وتابع: “نرفض المساس باتفاق الطائف الذي كلف اللبنانيين دما، فكيف إذا كان هذا الاتفاق نجح في وضع حد للحرب الأهلية المشؤومة وبات دستورا للبلاد. وهو أتى باتفاق مختلف القوى السياسية حوله؟ فلماذا الآن يجري على ضفافه العبث بالسلم الأهلي وباستقرار البلد، وذلك بدلا من بذل الجهود لاستكمال تنفيذه؟ إننا نقول وبالفم الملآن اتفاق الطائف هو سياج البلد في مواجهة “دلع” الداخل وأعاصير الخارج الإقليمي وكذلك الدولي، فليس بالحرتقات السياسية تضرب التسويات ولا بالشعبويات تعدل التسويات؟”.
ورأى “ان الأوضاع في البلد تحتاج إلى رجال يواجهون بندية في مختلف الظروف، سواء أكانت ظروف تسوية أم اهتزاز لتسوية أو حتى إسقاط لتسوية، فالبلاد تحتاج إلى مواقف وطنية تحفظ البلاد والعباد والثوابت التي تحفظ الأوطان في آن واحد”.
وأشار إلى أن “هنالك مطالبات بتثبيت اتفاق الطائف، لكن في أي حال فإن المطلوب تثبيت هذا الاتفاق وتطبيقه، ومسؤولية ذلك تقع كل الأطراف والقوى السياسية وإلا فالبلد يتجه إلى الفوضى التي تعم المنطقة وحتى بعض أنحاء العالم”.
وختم بالقول: “إن الطائفة السنية ولادة، ويجب أن تحفظ نفسها عبر التعددية السنية التي لطالما كانت تتسم بها الطائفة، وحتى الثنائية، وذلك لتحسين الشراكة مع القوى الأخرى التي تجاهر بطائفيتها، بل لتحصين الشراكة من انهيارات تتهددها كل حين، وبوقف انحدار الوضع السني يمكن لنا أن ننطلق إلى رحاب الوطن لنحميه واللبنانيين جميعا ونحصنه في مواجهة أعاصير المنطقة”.