اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان “استقلال السلطة القضائية لا يبرر مطلقا اعتكافها عن احقاق الحق وتعطيل العدالة”، مشيرا الى ان “استمرار اعتكاف عدد من القضاة على ابواب عطلة قضائية يضرب هيبة القضاء ويزيد معاناة المتقاضين ويرفع منسوب الخطر على حقوقهم”. ودعا مجلس القضاء الاعلى الى “معالجة الوضع القائم حفاظا على سمعة القضاء من جهة وحرصا على استقلاليته من جهة اخرى، لاسيما ان مشروع موازنة 2019 أبقى على الكثير من المكتسبات المعطاة للقضاة ما ينفي اسباب استمرار الحركة الاعتراضية”.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد مع رؤساء غرف التمييز، الذين أطلعوه على البرنامج النهائي للاحتفال الذي سيقام في 12 حزيران المقبل لمناسبة مئوية محكمة التمييز ووجهوا له الدعوة لترؤس هذا الاحتفال في القاعة الكبرى لمحكمة التمييز في قصر العدل في بيروت. وقال القاضي فهد ان برنامج المئوية يتضمن ثلاثة مؤتمرات ولقاء مع الحقوقيين الشباب، المؤتمر الاول في 10 و11 حزيران وهو لرؤساء المحاكم العليا العربية حيث ستتم مناقشة تراث المحاكم العليا العربية واطلاق مشروع انشاء شبكة تجمع المحاكم العليا في العالم العربي، والثاني لرؤساء المحاكم العليا في البلدان الفرانكوفونية حيث ستتم مناقشة كيفية نشر الاحكام القضائية في زمن الانترنت، اما المؤتمر الثالث فهو لشبكة مجالس القضاء في البلدان الفرانكوفونية حيث سيناقش العلاقة بين القضاء والسلطة التنفيذية لان الاستقلال لا يمكن ان يكون مطلقا باعتبار انه سيؤدي الى ديكتاتورية le pouvoir doit arrêter le pouvoir. وبالتالي سوف نحاول تحديد الرابط الذي يجب ان يربط السلطة القضائية بالسلطتين التشريعية والتنفيذية بشكل يمكن القضاء من اداء مهامه باستقلالية ودون تعسف.
واشار الى ان “اللقاء مع الحقوقيين الشباب يهدف بالدرجة الاولى الى اشعارهم بالانتماء الى قضاء بلادهم والى الروابط التي يجب العمل دوما على تقويتها بين الجامعات اللبنانية والمحاكم وسوف يتم توقيع بروتوكول تفاهم مع جامعة القديس يوسف التي واكبت محكمة التمييز منذ تأسيسها في العام 1919 على تدريب طلاب السنتين الثالثة والرابعة في محكمة التمييز”.
وخلص الى القول: “لقد رشحتم لبنان فخامة الرئيس ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والاعراق امام الجمعية العامة للامم المتحدة في 21 ايلول 2017، والحضارات تتضمن التراث القانوني والقضائي وسوف يجتمع ممثلو هذه الحضارات المختلفة العربية والاوروبية والافريقية والاميركية تحت رعايتكم في محكمة التمييز يوم الاربعاء في 12 حزيران ففخر لنا تشريفكم ورعايتكم لاحتفال مرور مئة عام على حراسة محكمة التمييز لدولة القانون في لبنان”.
وتمنى الرئيس عون النجاح للمؤتمرات التي ستعقد على هامش الاحتفال بمئوية محكمة التمييز، معتبرا ان “مشاركة رؤساء المحاكم العليا في الدول العربية والبلدان الفرنكوفونية يعكس مدى اهمية الدور الذي يلعبه لبنان في الحقل القضائي”.
وعلى الأثر عرض الرئيس عون مع الوفد القضائي اوضاع القضاء والخلل الذي اصاب عمل بعض المحاكم نتيجة اعتكاف عدد من القضاة. كما تطرق البحث الى دور السلطة القضائية والحقوق المكتسبة للقضاة والاعتمادات المخصصة للجسم القضائي في مشروع موازنة 2019.
واستقبل الرئيس عون، وفدا ضم نواب تكتل بعلبك- الهرمل حسين الحاج حسن وعلي المقداد والوليد سكرية وابراهيم الموسوي ورئيس نقابة اتحاد البلديات نصر الله عثمان والمختار علي عثمان ورئيس نقابة اصحاب المؤسسات والمحال التجارية في البقاع محمد كنعان والسيدين عامر الحاج حسن وغالب الجمال، الذين عرضوا الاوضاع الامنية في منطقة بعلبك- الهرمل والاجراءات التي ادت الى تحسنها، اضافة الى الحاجات الانمائية للمنطقة.
ووجه الوفد دعوة للرئيس عون لرعاية وحضور “مهرجان التسوق والسياحة الحادي والعشرين” الذي تنظمه النقابة بهدف تطوير السياحة والثقافة والاقتصاد والصناعة والزراعة.
ويضم المهرجان نشاطات عدة اهمها معرض بعلبك الدولي من 28 تموز الى 11 آب والاصدار السنوي للنقابة ” دليل البقاع 2019″، اضافة الى عرس جماعي لاكثر من 200 عريس وعروس وجوائز وهدايا عينية ونقدية، ونشاطات ثقافية وفنية ورياضية وكشفية وغداء تراثي بالتعاون مع الجمعيات الاهلية ونقابة الفنانين في البقاع وفرق فلكلورية والنوادي الرياضية والكشفية. ويشارك في المهرجان كافة القطاعات من الوزارات والسفارات وغرف التجارة والصناعة والزراعة والمجالس البلدية والادارات الرسمية والتربوية، والشركات والمؤسسات التجارية، والصناعية والسياحية والزراعية اللبنانية والعربية والاجنبية والمنشآت السياحية.
وهنأ الرئيس عون القيمين على تنظيم المهرجان، لافتا الى أن “صيف لبنان هذه السنة سيكون واعدا، والحركة السياحية فيه ستشهد تطورا بارزا، لاسيما أن نسبة الحجوزات في الفنادق قاربت المئة في المئة، والنشاطات السياحية والثقافية ستعم المناطق اللبنانية كافة”.
ولفت الى أن “الاستقرار الذي ينعم به لبنان منذ ثلاث سنوات، اعاده الى خارطة السياحة العالمية والدينية كما عاد ليكون مقرا لمؤتمرات عدة اقليمية ودولية”.
وفي قصر بعبدا النائب البطريركي الماروني العام المطران بولس الصياح ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم والدكتور الياس صفير والعميد الركن المتقاعد انطوان حريق، الذين شكروا رئيس الجمهورية على مواساة البطريركية المارونية وعائلة صفير بوفاة المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير.