تابع وزير الخارجية جبران باسيل، جولته في الكورة يرافقه وزير العدل ألبرت سرحان والنائب جورج عطالله، فزاروا قاعة جامع صلاح الدين الايوبي في بلدة دده حيث كان في استقبالهم الشيخ عمر خليل الايوبي، كاهن البلدة الاب عبدالله متى، رئيس البلدية ميشال الزاخم، مخاتير، مناصرون وابناء البلدة.
بعد النشيد الوطني، رحب الايوبي بالحضور وبالوزير باسيل وقال: “في شهر رمضان شهر الرحمة وهم اولى الناس بالرحمة وباهتمام الدولة حيث الموازنة والتوجه للنهضة من مداخيل الدولة”، موضحا “ان غالبية الشعب اللبناني من الطبقة الفقيرة وهم يحتاجون لرعاية الدولة لرفع التفكك والمآسي والسرقات”، وتوجه للوزير باسيل مطالبا ب”إنجاز شبكة المياه وتنفيذ مد شبكة الصرف الصحي” لافتا الى “ان الفساد عشش في الدولة وهذا ما يفسر معاناة اللبنانيين”.
وأعرب باسيل عن سروره لزيارته بلدة دده للمرة الثانية التي له فيها “الكثير من الاحبة والاصدقاء ولزيارته للجامع الذي يحمل اسم صلاح الدين الايوبي الذي عرف بتساميه وهذا ما يتلاءم مع اهالي البلدة وتعايشهم مع بعضهم البعض مسيحيين ومسلمين بالايام الصعبة والحروب حيث ساعد ابناء البلدة بعضهم البعض، لذلك نرى الالفة بينهم حتى يومنا هذا”.
وشكر باسيل للشيخ الايوبي استقباله وعلى “الفرصة التي اتاحت لنا ان نلتقي بهذا المكان حيث الجامع يبعد فقط نحو خمسمئة متر عن كنيسة مارالياس وهذا هو لبنان وبلدة دده والكورة، لذلك بهذه الزيارة خصصنا زيارة لهذه البلدة لمعانيها وتآلفها، وهذا هو التيار الوطني الحر الذي هو تيار علماني ويسعى لان تكون هناك دولة مدنية في لبنان يتساوى فيها المسلمين والمسيحيين في الحقوق والواجبات لاننا سنبقى دوما في صراع مستمر في الطائفية يربح واحد منا اليوم ويخسر غدا والعكس صحيح، ظرف داخلي او خارجي قد يساعده، ولكن من ربح على الآخر ستكون الرسالة اللبنانية خاسرة، ومهما تفاوتت الموازين اذا كان هناك قناعة عند البعض بحتمية العيش يمكننا ذلك مع كل الصعوبات، وهذا ما يميزنا كلبنانيين، العيش معا والاختلاف مع بعض وثم الاتفاق مع بعض، وهذا ما يحرص عليه التيار والمسلمون بالنسبة لنا قيمتهم كبيرة، ونطمح اليوم ان يزيد ناسنا وشعبيتنا ضمن الطوائف الاسلامية وخاصة في منطقة الكورة حيث يعرف الناس معنى الالفة ليتعايشوا مع بعضهم، فعندما يتوجع احدهم ويصرخ لا تأخذوا بخلفية سيئة بل ان احدهم حريص على نفسه وعلى غيره، لذلك نجد التيار موجودا دوما عندما تصدر اي صرخة، هناك اوقات يشوهون صورته وعمله”.
وقال: “نحن ناس ندافع عن حقوق المظلومين لاننا اذا سكتنا عن ظلم احد ما علينا ان نسكت عن ظلم الجميع، لكن اذا عرفنا ان احدا من التيار يقف الى جانب المظلوم فعلينا ان نطمئن، في هذا البلد لا يمكن ان يعيش احد مظلوما، من الطبيعي ان يعلو صوتنا مع الظلم الاقتصادي الذي يعيشه الناس لذلك صوتنا اعلى من الاخرين ويزعج بعضهم، هذا هو الوضع السيئ الذي يجب ان نخرج منه لذلك علينا ان نشرح للناس حقيقة الوضع وكيف يجب ان نساعد ونضحي وألا نبقى في “المهوار” لا أحد يريد ان يصارح الناس بالواقع”.
وتابع: “عندما كان السوري او الاسرائيلي كل الناس مشوا معهم، وعندما كان يعلو صوتنا كانوا يقولون لنا اننا عكس التيار، كل اللبنانيين مظلومون بسبب السياسات الاقتصادية المعتمدة في لبنان من سنين، لذلك ستسمعون صوتنا اكثر من غيرنا وعندما تنتهي هذه المرحلة ستفهمون ماذا فعلنا لتنتهي الازمة التي ستطال كل الناس مسيحيين ومسلمين لانه لا يوجد احد لا يستفيد من إزدهار لبنان، لذلك فنحن دارسون الوضع كما يجب لمصلحة البلد، وسآتي لازوركم لاحقا وتكون الاوضاع في الكورة جيدة”.
وتابع: “نحن ملتزمون في الكورة وخاصة في ما خص وزارة الطاقة، فنحن وضعنا خطة للكورة من زمن وننفذها، لكن مساحة الكورة كبيرة وفيها بلدات عديدة ومشاكل المياه كثيرة ونحن نحاول تنفيذ الخطة التي وضعناها لها بقدر الامكان ولها الاولوية بالنسبة لنا ومحافظة الشمال لان اهل الكورة الاكثر التزاما بواجباتهم ويدفعون مستحقاتهم وواجباتهم. ونتمنى ان نحقق مشروع سد المياه وفتح طرقات جديدة، ويمكن الاعتماد على النواب والوزراء لان هذه واجباتهم”.
وقال باسيل: “أنا حساس كثيرا على المجموعات التي لا تمثيل سياسيا لها وهناك الكثير من المناطق لا تمثيل لمجموعاتها واقلياتها وعلينا ان نقوم بأدوارنا ونتساعد مع بعضنا البعض” لافتا الى “ان اي قانون انتخابي لا يمكنه اعطاء التمثيل مئة بالمئة للجميع”.