أخبار عاجلة

فضل الله: لا يفكرن أحد أن بإمكانه البدء بمعالجة الأزمة من جيوب الفقراء والمحتاجين

رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله أن “هناك أزمة حقيقية حادة اليوم في البلد تتعلق بمالية الدولة والوضع الاقتصادي والمعيشي، تؤثر على حياة اللبنانيين ومستوى الخدمات التي تقدمها مؤسسات الدولة، وعلى فرص العمل وغيرها من الأمور، وهذا يتطلب معالجة جادة للحد من الأزمة، ولكن على قاعدة اختيار الاجراءات الصحيحة وليس استهداف جيوب الفقراء وذوي الدخل المحدود”.

كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” للشهيد أحمد محمود حمدان في حسينية بلدة كفرا الجنوبية، في حضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في “حزب الله” عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.

واعتبر فضل الله أنه “لا بد من إجراءات تتخذ لإعادة وضع الأمور على الطريق الصحيح، وهذا يحتاج إلى وقت في حال كان هناك نية صادقة للمعالجة، ولكن هناك قواعد وثوابت لا بد من الالتزام بها”، قائلا: “لا يمكن حل الأمور خلال يوم أو يومين، فهذا مسار طويل، لا سيما وأننا ندفع ثمن تراكم الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي لسنوات طويلة”.

أضاف: “إننا على مستوى “حزب الله” طرحنا معركة وأولوية جديدة تتعلق بحماية المال العام ومال الشعب ومكافحة الفساد والحد من الهدر، وأيضا بتصويب مسار المالية العامة، ونحن سنستمر بهذا الأمر، ولكن هناك استحقاقات داهمة، وقلق عند الكثيرين حول الإجراءات التي يمكن أن تتخذ للحد من عجز الموازنة، وهناك أيضا قلق ومراجعات من العاملين في القطاع العام والمتقاعدين وذوي الدخل المحدود واستفسارات حول الذي يحصل ويحكى في البلد بأن الحل سيصيب بحقوق مكتسبة وبالأخص أصحاب الدخل المحدود، وبأن الإجراءات ستطاول الفئات الشعبية الفقيرة”.

وتابع فضل الله: “حتى الآن لم يصلنا شيء من الحكومة، وهناك حوار قائم على مستوى الحكومة والكتل السياسية، ونحن جزء من هذا الحوار، ونناقش مع الجهات الرسمية المعنية، وهناك أفكار يتم التداول فيها لم تتبلور حتى الآن إلى إجراءات وبنود محددة، وعليه، فإننا لن نتخذ موقفا مسبقا من أي أمر يطرح في الإعلام، فنحن نأخذ موقفا عندما تصبح الطروحات والأفكار رسمية، وكذلك ننتظر مناقشة الموازنة في الحكومة لتحويلها إلى المجلس النيابي لنرى ما هي الإجراءات التي ستتخذ في هذه الموازنة ومن ستطال.
هناك أمور أساسية سنصر عليها، ألا وهي مكافحة الهدر والفساد، وشفافية التلزيمات ووضع حد للانفاق غير المجدي، والقروض غير المجدية، ومعالجة فوائد الدين العام وعجز الكهرباء. وإذا كان هناك جدية ونية لإصلاح جاد فنحن حاضرون، ولكن لا يفكرن أحد من كل القوى المعنية أن بإمكانه أن يبدأ معالجة الأزمة من جيوب الفقراء والمحتاجين وأصحاب الدخل المحدود، بل يجب أن نبدأ من المكان الصحيح. ونحن لدينا رؤية في هذا الموضوع، واقتراحات قوانين موجود بعضها في جلسة مجلس النواب القادمة تتعلق بالانفاق الذي لا داعي له، وكله من جيوب ومال شعبنا”.

وإذ أكد أن “هذا الموضوع أصبح اليوم أولوية وطنية”، قال: “سنسعى من خلال موقعنا الحكومي والنيابي لتصويب المسار وفق الرؤية التي نؤمن بها من أجل مصلحة اللبنانيين جميعا وفي مقدمتهم الفقراء والمعدمين والمظلومين وأصحاب الدخل المحدود، فضلا عن مصلحة بلدنا ومال هذا الشعب. ونحن في أي موقع سنكون، سندافع عن مال شعبنا وحقوقه ومكتسباته وانجازاته، لأن هذا جزء من تكليفنا ودورنا ووظيفتنا”.

وأشار فضل الله إلى أنه “بعدما خسر الأميركيون ومن معهم في الحرب العسكرية والإعلامية، لجأوا اليوم إلى الحرب الاقتصادية وواحدة منها العقوبات المالية والاقتصادية على هذه المقاومة تحت عنوان تجفيف التمويل وضرب بيئة المقاومة واستهداف ما يمسونه مصادر تمويل مقاومة، وتبدأ هذه الحرب من إيران إلى لبنان”.

وختم: نعم هناك صعوبات، ولكنها لا تغير أبدا في القناعات أو التوجه أو القرار، وهذه المقاومة تزيد تشبثا بخياراتها، لأن هذا يدل على حجم الألم الذي نسببه لهم، فضلا عن إحباط مشاريعهم. وبالتالي مهما تكن الصعوبات، نحن مستمرون وباقون، وشعبنا إلى جانب مقاومتنا، والجميع يرى مظاهر كثيرة في هذا المجال على صعيد هذا التعاطف والاحتضان والتأييد والاستعداد لمزيد من الدعم والتأييد، لأن من لا يبخل بتقديم الدماء، لا يبخل بأي شيء آخر، وهذه مظاهر قوة وعزة لمجتمعنا”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *