وضعت وزارة الاشغال العامة إصبعها على الجرح عندما باشرت بتأهيل وصيانة طريق حبوش – النبطية، الشريان الحيوي الذي يربط صيدا بالنبطية ويتفرع نحو مرجعيون وحاصبيا وذلك بعد ازدياد حوادث السير على تلك الطريق والتي كثرت في الاسبوع الاخير لتبلغ 7 حوادث وكانت نتيجتها القتيل علي جابر و6 جرحى، ووفق قوى الامن الداخلي ان العام 2018 شهد الطريق المذكور مقتل 8 مواطنين في 40 حادث سير.
ونتيجة الاحتجاجات والاعتصامات التي قام بها ذوو القتيل وشباب حبوش وكفرتبنيت ويحمر والدوير استنكارا لازدياد الحوادث على الطريق المذكور، وبعد اتصالات قام بها نائب النبطية هاني قبيسي وقيادة حركة “أمل” مع وزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس ومطالبته صيانة الطريق للحد من حوادث السير باشرت الوزارة العمل الذي يتطلب اسبوعين لمسافة 250 مترا تحت جسر حبوش حيث نقطة الحوادث وباشراف المديرية الاقليمية للوزارة في الجنوب والتعاون والتنسيق بين البلدية وحركة أمل”.
وقد التقت “الوكالة الوطنية للاعلام” المدير الاقليمي لوزارة الاشغال العامة في الجنوب المهندس علي حب الله الذي قال: “لقد أعددنا دراسة خاصة للطريق والمشاكل التي تعاني منها وهي الانخساف ومياه المجاري الصحية وأحيانا بقع من المازوت واتفقنا مع البلدية والتنسيق مع حركة أمل التي تطوع مهندسوها في اعداد الدراسة. وبدأنا اليوم صيانة وتأهيل الطريق وهي شريان حيوي للجنوب ونعمل قدر المستطاع على الحد من السرعة والتخفيف من حوادث السير حفاظا على السلامة العامة وعلى السلامة المرورية. وباشرت فرق الصيانة في الوزارة رفع الضرر عن الطريق واضاءة أعمدة الانارة خلال الليل لتعطي الامان والاطمئنان للسائقين والمارين، وبالفعل ابلغتنا بلدية حبوش انها ستمنع تسرب المازوت الى الطريق ما يرفع الحوادث. كذلك ستمنع تدفق مياه المجارير الى تلك الطريق وهي طريق دولية تقع المسؤولية في تأهيلها على وزارة الاشغال العامة تحديدا”.
ولفت إلى “أننا اصطدمنا بنبع ماء وسط الطريق نعمل على تحويله الى الوادي القريب على الا تبقى مياهه وسط الطريق”.
بدوره، قال رئيس بلدية حبوش الدكتور علي نعمة للوطنية: “إن الطريق من مسؤولية وزارة الاشغال لأنها طريق دولية ورغم ذلك نتعاون مع المهندسين على الارض المولجين عملية الصيانة والتأهيل، ونحن كبلدية كنا منذ العام 2008 والعام 2010 قد ارسلنا مرات عدة للوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة وشرحنا مكامن الخطر على السلامة المرورية والعامة تحت جسر حبوش وخصوصا وان الاعمدة من دون انارة منذ العدوان الاسرائيلي على الجنوب في تموز من العام 2006 حيث استهدفت احدى الغارات كابل الانارة عندما استهدف العدو الاسرائيلي جسر حبوش ، والكابل بحاجة للتأهيل ، كما ان هناك ينابيع تحت الطريق ومجرور في ساقية نقوم بصيانة الساقية. نتمنى ان تكون الاعمال التي بدأتها وزارة الاشغال تأخذ طريقها الى التنفيذ النهائي ونخفف من حوادث السير”.
وأوضح مسؤول الخدمات الاجتماعية في حركة “أمل” – اقليم الجنوب المهندس حسان صفا للوطنية ان “الحركة فرزت عددا من مهندسي الطرق العاملين لديها لمساعدة مهندسي الوزارة وهو واجب علينا أن نقوم به لخدمة اهلنا بتوجيهات من الرئيس نبيه بري ونائب النبطية هاني قبيسي وقيادة الحركة، ونحن علمنا ان مجلس الانماء والاعمار وضع دراسة لكامل طريق الزهراني النبطية لصيانتها وتأهيلها وابعاد الاذى عن المارة من خلال انارة تلك الطريق”.
بدوره تمنى عضو المجلس البلدي لبلدية دير الزهراني قاسم طفيلي في حديث لـ “الوطنية” “على مفرزة سير النبطية العمل على الحد من السرعة الجنونية التي تعتبر واحدة من اهم اسباب الحوادث التي تحصل يوميا”، طالبا “وضع رادارات سرعة ظاهرة للعلن في المناطق الحيوية للاوتوستراد داخل البلدات التي يقطعها وعند التقاطعات. وكذلك استقدام عناصر من شرطة السير على تقاطع النافعة حبوش و مفرق رومين في ديرالزهراني”.
وسأل: “من هو المسؤول عن صيانة الطريق؟ هذه الطريق التي باتت أشبه بمدينة ملاه لكثرة التعرجات والانخسافات بها. واين هو دور نواب المنطقة وبلدياتها للضغط على وزارة الأشغال بعد عقدين من غياب الصيانة على هذا الاوتوستراد؟ من هو المسؤول عن إنارة الطريق؟ لماذا هناك اكثر من 30 عمودا تعرضت لحوادث الاصطدام ما زالت في ارضها وتشكل خطرا اضافيا على المواطنين واين تذهب الاموال التي تدفع عن هذه الاعمدة بعد الاصطدام بها إن كان عبر شركات التأمين أو المواطنين. لماذا لا تذهب أموال محاضر السير الى صندوق مستقل لصيانة الطرقات فقط عوض ان تقسم بين هذا وذاك”.
أضاف: “اسئلة كثيرة لكن الثابت ان 40 في المئة من الحوادث سببها السرعة الجنونية واهمال السائق وعدم مبالاته واحترامه لحياة اخيه الانسان. غياب العقاب الجدي والفعال للجاني والعمل بمبدأ ناس بسمنة وناس بزيت أوصلنا الى هنا. فهل تصحو ضمائرنا قبل فوات الأوان؟. نحن كبلدية عملنا على صيانة اعمدة الانارة على الرغم من أن كل هذه الاشغال من صلاحيات وزارة الاشغال”.
ولفت إلى أن “مشكلة عكس السير على تقاطع ديرالزهراني مفرق رومين تتسبب بحوادث خطيرة. كما مشكلة مقطع النافعة في حبوش”، موجها نداء الى اتحاد بلديات الشقيف النبطية للتوعية على مخاطر حوادث السير والسرعة واستعمال الهاتف اثناء القيادة واجب ضروري ونحن بأمس الحاجة اليه اليوم في ظل ما يحصل على اوتوستراد الزهراني _النبطية”.
وختم: “كلنا نعلم ان للبلديات الحق في استثمار 10 في المئة من اللوحات الاعلانية التابعة لشركات الاعلانات ضمن نطاقها البلدي على طول الطريق وبشكل مجاني. اليوم وقبل الغد، على اتحادكم الكريم الايعاز لكل البلديات بضرورة البدء بحملة اعلانية واسعة على طريق الزهراني النبطية وذلك لتوعية كافة السائقين بضرورة الالتزام بقوانين السير وبالسرعة المطلوبة توخيا لحوادث السير المميتة التي تحصل يوميا على الطريق- من هو المسؤول عن تطبيق قانون السير على اوتوستراد الزهراني النبطية؟”.
وانارت بلدية زفتا الاعمدة الممتدة من مفرق كفرزوة حتى مفرق الكيان، وفق أحد المواطنين الذي وصف طريق الزهراني النبطية بـ”طريق الموت”، داعيا نواب النبطية والبلديات على جانبيه إلى “وضع دراسة لصيانة الطريق الحيوي والدولي”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام