دشن وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب الشباك الإلكتروني الموحد لتسجيل وإنجاز معاملات المعادلات للشهادات ما قبل الجامعية والامتحانات الرسمية والبوابة الإلكترونية، وذلك في الطبقة الأولى من مبنى الوزارة حيث تم تجهيز مساحة واسعة جدا ومقسمة ومضاءة بحسب النظم الإدارية الحديثة لجهة التسجيل الإلكتروني للطلبات والترقيم، وتخصيص مكان لائق للإنتظار، ثم متابعة الرقم على الشاشة لتسلم الشهادة أو المعادلة، كما دشن الموقع الإلكتروني للوزارة الذي تحول إلى بوابة إلكترونية جاهزة لتقديم طلبات المعاملات والمعادلات والشهادات ومتابعة القرارات والأخبار المتعلقة بوزارة التربية والتعليم العالي والمديريات والوحدات التابعة لها.
شارك في الافتتاح كبار موظفي التربية والمستشارين، وتحدثت أمينة سر لجنة المعادلات للمرحلة ما قبل الجامعية، رئيسة دائرة الإمتحانات الرسمية أمل شعبان، فرحبت بالوزير وعددت أنواع الخدمات التي تتوافر للمواطنين والتسهيلات التي أصبحت متاحة للجميع مباشرة أو عبر الخدمات الإلكترونية، وأكدت أن “النظام المبرمج مع الرقم المتسلسل يسهل على المواطن إنجاز معاملته، فيشعر بأنه يصل إلى حقه بطريقة حضارية وشفافة، ويحس بالاهتمام من خلال مساعدته وتوجيهه”. وشرحت كيفية تقسيم واجهة الاستقبال إلى أقسام متخصصة منها للمعادلات ومنها للشهادات الرسمية، وأكدت إمكان تقديم الطلب للمعادلة أو الشهادة بواسطة الإنترنت وأنه يعرف تاريخ تسلمه للمعادلة فورا، كما أن أصحاب العلاقة يمكنهم تقديم طلب المعادلة للبكالوريا الفرنسية والبكالوريا الدولية وإبلاغ صاحب الطلب بوقت إنجاز المعادلة من دون تكبيده عناء الانتظار أو السؤال.
وأشارت إلى أن “العمل مستمر لكي يتمكن المواطن من تقديم طلب معادلة الفرشمن بالطريقة نفسها”، وأكدت أن “الوزارة جهزت المناطق التربوية لكي تتمكن في مهلة شهرين من تسليم أصحاب العلاقة الشهادات الرسمية ومصادقة النسخ وإعداد الشهادة بدل عن ضائع لتخفيف عناء الإنتقال إلى الوزارة من المناطق البعيدة”.
وشكرت الوزير والمدير العام وفريق العمل على الدعم والتعاون للوصول إلى هذا الإنجاز، ووحدة المعلوماتية والصيانة على تلبية كل الحاجات، وطمأنت التلامذة إلى أن “الإمتحانات الرسمية ستكون عادلة وشفافة كما كانت دائما”. ودعتهم إلى “الاجتهاد والدرس لكي يحققوا أفضل النتائج”.
وتحدث المدير العام للتربية فادي يرق فوجه الشكر إلى الوزير “الذي أصدر القرار بتنفيذ الخطوات المؤدية إلى إتمام هذا الإنجاز”، وخص بالتقدير أمل شعبان وفريق العمل في دائرة الإمتحانات الرسمية ودائرة المعادلات للجهود التي بذلوها بالتعاون مع وحدة المعلوماتية برئاسة المهندس توفيق كرم “لتحقيق هذا الإنجاز في وقت قياسي”. ولفت إلى أن “الأسبوع المقبل سيشهد انضمام معاملات التعليم الخاص، إذ إن نحو 150 معاملة يوميا يتم تسجيلها في مصلحة التعليم الخاص، وسوف تسهل هذه التجهيزات الإلكترونية تسجيل هذه المعاملات في الشباك الموحد أيضا”.
وأمل “أن يتم تسجيل معاملات التعليم العالي في الغرف الأخرى لتخفيف العناء والإفادة من الإمكانات التقنية المتاحة، على أن تنضم في وقت لاحق المعاملات المتعلقة بمديرية التعليم الإبتدائي ومديرية التعليم الثانوي”. وأكد أن “هذا النظام يوفر الراحة والاحترام للجميع من مواطنين وإداريين، مشيرا إلى أن “المراقبة المباشرة لهذا الشباك الموحد تتيح لنا الإطلاع على مدى حصول المواطن على الخدمة من جانب الموظف، وبالتالي التسهيل بكل دقة وشفافية”.
وتحدث شهيب مرحبا بالجميع ومهنئا “بهذه الخدمة التي توفر لكل مواطن حقه بكرامة وبسرعة ومن دون تعب”، وأكد أنها “خطوة جديدة في مسار الحداثة، فيحصل المواطن على الخدمة بسرعة واحترام بعيدا عن التعقيد”. وقال: “أخيرا أصبحت المعادلة والمصادقة تتم عبر الإنترنت والبوابة الإلكترونية، وهذا الأمر يساعد المواطن والإدارة ويخفف أعباء الصعود إلى الطبقات العليا، ويعزز اللامركزية الإدارية من خلال إعطاء دور أكبر للمناطق التربوية، وأهم ما في هذا الموضوع هو إنجاز الشباك الموحد الذي يهدف إلى خدمة المواطن بما يحفظ حقه ووقته وكرامته، وهذا حق علينا للمواطن. وأود توجيه التحية إلى صديق العمر معالي الوزير مروان حماده الذي بدأت هذه الخطوات في عهده، وشكرا للمدير العام ولدوره ولفريق المديرية العامة في دائرة الإمتحانات ودائرة المعادلات ووحدة المعلوماتية، إذ إن كلا منهم قد وضع إمكاناته وطاقاته في خدمة هذا المشروع مع فريق العمل الذي تم تدريبه وتأهيله لتقديم هذه الخدمات، وآمل أن تبقى أمل شعبان وفريق العمل بهذا النشاط وأن تبقى هذه الوجوه المبتسمة في وجه المواطنين مما يعطي الأمل والارتياح لكل صاحب طلب”.
أضاف: “تم في الآونة الأخيرة نشر أجواء عن تأخير معاملات المصادقات والمعادلات في التعليم العالي، فهناك شق من هذا الملف أصبح في القضاء وإننا ننتظر أحكام القضاء في هذا الموضوع، ولكننا في هذا الوقت نسرع الخطى لتشكيل لجان جديدة لتسهيل مهمة المواطن. أما أساتذة التعليم الثانوي الذين أنهوا تأهيلهم في كلية التربية بالحصول على شهادة الكفاءة وذلك بعد نجاحهم في مباراة مجلس الخدمة المدنية، والذين أعلنوا الإضراب غدا نتيجة عدم حصولهم على رواتبهم المتأخرة بعدما انتقلوا من عهدة كلية التربية إلى ملاك وزارة التربية، فإن معالي وزير المالية وعدني منذ فترة أسبوعين بإنجاز نقل الإعتماد لتغطية رواتب الشهرين المتأخرين، وآمل أن يأخذ الأساتذة في الإعتبار أنهم حصلوا على حقوقهم بسرعة فائقة وأن يتذكروا أن للتلامذة حقا عليهم لأنهم المربون المسؤولون، وبالتالي يمكنهم الإنتظار قليلا لأن حقوقهم ستصلهم كاملة، وأتمنى أن لا يعلن الإضراب المفتوح، باعتبار أن عددهم نحو ألفي أستاذ من أصل أربعة آلاف أستاذ في التعليم الثانوي، خصوصا وأن الإمتحانات على الأبواب”.
وتابع شهيب: “لقد بدأت حياتي مدرسا، وعندما تكلمت في بداية تسلمي مهام هذه الوزارة عن إعادة الإعتبار الى الشهادة، فإنني أؤكد أن الأسئلة ستكون من ضمن المنهج، إذ إنه لا يمكن لأحد أن يطرح أسئلة الامتحانات من خارج المنهج، لكننا لا يمكن أن نساوي ما بين طالب جاد ومجتهد وطالب آخر غير جاد وغير مجتهد، كما أنه لا يمكننا أن نساوي بين مدرسة تبذل جهودا كبيرة مع إدارتها وأساتذتها وتلامذتها وتحترم الشهادة وإمكانات الطلاب، ومدرسة لا تحترم كل هذه الأسس وتعمل للتجارة فقط، وأيضا لا يمكن أن نساوي بين الأهل الساهرين على مستويات اولادهم والأهل الذين يهملون أولادهم. فالامتحانات جدية بالتأكيد لجهة المراقبة والمتابعة ووضع الأسئلة والتصحيح، إنما من ضمن المناهج، وبالتالي فإن من جد وجد”.
واجتمع شهيب مع رئيسة لجنة التربية النائبة بهية الحريري ترافقها رئيسة منظمة البكالوريا الدولية الدكتورة سيفا كوماري، في حضور يرق ومستشار الوزير صلاح تقي الدين، وتناول البحث الإجراءات الإدارية والتربوية لإنجاز معادلة البكالوريا الدولية في لبنان.