حسن فضل الله: لم يعد مقبولا أن يكون لدينا في لبنان سلطة سياسية تتواطأ مع احتلال أو تسكت عن عدوانه

رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “الحلف الثلاثي الاستكباري الذي شن عدوانه على سوريا، لا يجرؤ بكل جبروته وترسانة أسلحته على فتح حرب شاملة في المنطقة، وقد اعترفوا بهذا الأمر حينما قالوا إننا لا نريد أن نوسع نطاق المواجهة، وذلك ليس لأنهم يمتلكون ذرة من الإنسانية أو لأنهم لا يريدون أن يقتلوا الشعوب، بل لأنهم خائفون من المقاومة وقدراتها”.

وشدد خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة الطيري الجنوبية، على أن “اللبنانيين المؤمنين بخيار المقاومة يستطيعون اليوم أن يفتخروا ويعتزوا أن بلدهم أصبح قادرا على إحداث توازن رعب ليس فقط مع العدو الإسرائيلي، وإنما أيضا مع هذه الدول الاستكبارية، فهم كانوا حريصين على عدم استهداف حلفاء سوريا، لأنهم يخشون من توسعة نطاق المواجهة”، مشيرا إلى أنه “صحيح ان هذه الضربة فشلت، ولكنها عدوان ونتعاطى معها على هذا الأساس، ولا يمكن لهذه المقولات التافهة عن النأي بالنفس أن تمنعنا من التصدي لمثل هذا الأمر في الموقف والرأي، فعندما يكون العدوان أميركيا وإسرائيليا، والاستهداف الخارجي لدولة عربية شقيقة ولشعب عربي شقيق، لا مكان لشيء اسمه النأي بالنفس وعدم القيام بالمسؤولية الوطنية، خصوصا أن العدوان الإسرائيلي على سوريا تم من الأجواء اللبنانية، وهذا يرتب مسؤوليات على الحكومة والمسؤولين وكل القوى في لبنان، بأن يسمعوا العالم أجمع بأن هذا الأمر لا يمكن السكوت عنه”.

واعتبر أن “الاستحقاق النيابي هو بالنسبة إلينا جزء من المواجهة مع أولئك المستكبرين الذين يعتدون على دولنا وبلادنا وسيادتنا وحقوقنا، فعندما فشلوا في الميدان في لبنان وسوريا، وعندما استطاعت المقاومة أن تنتصر مع حلفائها عليهم، يريدون اليوم أن يستهدفوا هذه المقاومة من المدخل السياسي، من خلال العمل على إضعافها في الداخل على مستوى التمثيل داخل مؤسسات الدولة اللبنانية، لاسيما وأن المؤسسة الأم هي المجلس النيابي، ففي أيام الشهداء الأوائل، كان لدينا مجلس نيابي صادق على اتفاق 17 أيار، وكانت لدينا حكومة تواطأت آنذاك مع الاحتلال الاسرائيلي والأطلسي، وكنا جميعا في تلك المرحلة نتطلع إلى صوت أي نائب يقف في المجلس النيابي ويواجه ويرفض، ومع أن الكهرباء والمياه كانتا مقطوعتين ولا يوجد فرص عمل، وكان هناك اضطراب أمني حينها، إلا أن كل ما كان يهمنا هو أن نسمع صوتا واحدا يقف في وجه اتفاق 17 أيار، وفي وجه تلك السياسة التي اعتمدها المجلس النيابي آنذاك، لأن المجلس النيابي دوره الأساسي هو الدور السياسي في التشريع والرقابة وإعادة انتاج السلطة، وأما اليوم وفي هذا الزمن، فإنه لم يعد مقبولا أن يكون لدينا في لبنان سلطة سياسية تتواطأ مع احتلال أو تغطيه أو تسكت عن عدوانه، وبالتالي فإننا نذهب إلى هذا الاستحقاق من أجل أن يكون لهذه المقاومة وشعبها وجمهورها من يعبر عن التطلعات والموقف وصرخة هؤلاء الناس ونبض دماء الشهداء”.

وختم فضل الله: “ان الهجمة السياسية الخارجية التي تتقاطع مع بعض الأصوات والاتجاهات في الداخل، تريد أن تعوض في السياسة والانتخابات عما عجزت عنه في الميدان”، معتبرا أن “المشاركة في الانتخابات هي مشاركة في فعل مقاوم، وأن الصوت هو صوت لرصاصات المقاومين والمجاهدين ولنبض دماء الشهداء، وأن الانتخاب هو من أجل إحداث تغيير ولو جزئي على مستوى هذه التركيبة، وقد أصبح لدينا أمل حقيقي بأن نحدث ولو بعض التغيير، لأن هذا القانون الانتخابي جعل لكل صوت أهمية حتى الذي سيبقى في البيت ويظن أنه لا يشارك، فإنه سيكون مؤثرا على الحاصل الانتخابي، وعمليا يصوت للائحة يمكن أن تفوز من خلال تخفيض الحاصل الانتخابي ويساعد الآخرين، وهذا الأمر معروف بالقانون”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *