الراعي في قداس الشعانين: اشركنا الله بملوكيته بواسطة سري المعمودية والميرون لكي نبني مجتمعاتنا العائلية والاجتماعية والوطنية على التواضع والمحبة والسلام

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس أحد الشعانين على مذبح الباحة الخارجية للصرح البطريركي “كابيلا القيامة” عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران حنا علوان، الآباء: بول مطر، توفيق ابو هادير وبول كرم، في حضور قائد القوى السيارة في قوى الامن الداخلي العميد فؤاد خوري، رئيس مكتب الامن العام في كسروان الرائد رامي رومانوس، عضو المؤسسة المارونية للانتشار بيار مسعد، رئيس مؤسسة “مواطنون جدد” المحامي انطوان صفير وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “خرجوا الى لقائه حاملين اغصان النخل والزيتون” (يو12: 13)، تناول فيها معاني الشعانين، وقال: “1.ها نحن اليوم خرجنا من بيوتنا مع اطفالنا وشبيبتنا، كما في كل الارض، حاملين شموع ايماننا المستنير، واغصان النخل والزيتون، لنستقبل ملكنا السماوي يسوع المسيح، ملك التواضع والمحبة والسلام، مرددين الهتاف الذي اُطلق منذ الفي سنة، وتردد عبر الاجيال: “هوشعنا، مبارك ملكنا الآتي باسم الرب” (يو12: 13).
2. يسعدني ان احييكم جميعا، واقدم لكم اطيب التهاني بعيد الشعانيين، واهنىء بخاصة الاطفال، فهو عيدهم، وقد علت اصواتهم في استقبال يسوع داخلا الى اورشليم، حتى اغتاظ منهم الفريسيون ومعلموا الشريعة ورؤساء الكهنة، وطلبوا من يسوع ان يُسكتهم. اما هو فأجاب: “ان سكت هؤلاء، نطقت الحجارة، إذ تتم فيهم النبوئة:” من فم الاطفال والصغار اخرجت لكم مجدا” راجع(متى 21: 15-16).
3. بدخول يسوع الى اورشليم واستقباله العفوي باغصان النخل، كانت العلامة انه ملك، كما هي السعادة في استقبال الملوك، وباغصان الزيتون للدلالة انه ملك السلام والمحبة، وبدخوله راكبا جحشا لا فرسا علامة انه ملك التواضع الذي صار مثل البشر، لكي يرفعهم الى ملوكية الالوهة. ولقد اشركنا بملوكيته بواسطة سري المعمودية والميرون، لكي نبني مجتمعاتنا: العائلية والاجتماعية والوطنية، على التواضع والمحبة والسلام، بهذا النهج اعطى الرب يسوع للسلطة في الكنيسة والمجتمع والدولة مفهومها ونهجها وغايتها.
4. لقد وصلنا الى هذا اليوم، عيد البهجة باستقبال الرب يسوع ملكا على قلوبنا وعقولنا، وملكا على عائلاتنا وكنيستنا ووطننا، بعد مسيرة ستة اسابيع من الصوم والصلاة واعمال المحبة والرحمة وتوبة القلب. هذا الوصول تشبهه الكنيسة بوصول السفينة الى ميناء الامان. السفينة هي الكنيسة، وميناء الامان هو يسوع المسيح. ولذا، تقام في مساء هذا اليوم، في جميع كنائس الرعايا والاديار والمؤسسات “صلاة الوصول الى الميناء”.
5. وندخل مع الرب في مسيرة الاسبوع العظيم المقدس: اسبوع آلامه وموته وقيامته، وتأسيس سري الكهنوت والقربان من اجل استمرارية ذبيحة الفداء ووليمة جسده ودمه لحياة العالم، واستمرارية حضوره حيا في الكنيسة من اجل تقديسنا بثمار الفداء بمجبة الآب وبفعل الروح القدس.
اننا ما نتمناه لكم اسبوعا غنيا بالنعم، يصل بنا جميعا الى الفصح الحقيقي، فصح عبورنا بنعمة المسيح الى انسان جديد وحياة جديدة. نمجد بها ونسبح الثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس الآن والى الابد، آمين”.

ثم، بارك أغصان الزيتون وأقيم زياح الشعانين في الباحة الخارجية للصرح حيث حمل الأطفال الشموع وأغصان الزيتون مرددين “هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *