شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الاجتماع الوزاري الاستثنائي لحفظ الكرامة وتشارك المسؤولية وحشد العمل الجماعي من أجل “الأونروا”، الذي عقد في روما. وألقى كلمة لبنان، وقال: “عندما وصل اللاجئون الفلسطينيون عام 1948 الى لبنان، استقبلناهم بقلب دام على حكايات المجازر التي قامت بها عصابات الروهينغا الإسرائيلية وغيرها. فوجئنا بأن الذين تعرضوا لبطش ديكتاتور الماني، إمتلأوا حقدا فجروه على شعب فلسطين.
حصل ذلك تحت نظر المجتمع الدولي وتعويضا عما صنعه البعض في الحرب العالمية، أو خوفا من فيل كبير في الغرفة بافتعال حرب جديدة إذا لم يتم إنشاء كيانه الغاصب. فاجتمعت الإرادات الدولية شرقا وغربا، على سرقة أرض ووهبها لمنظمة عالمية فئوية، رغم كونها أرضا عربية الهوية والحاضنة الأساسية لليهودية والمسيحية والإسلام. ثم أتت فلول المقاتلين من أوروبا محملة بوعد بائس مارسته بفاشية لا نزال نعانيها الى اليوم، “إنتصرت يومها الآحادية على التعددية”.
أضاف: “إستقبلنا أهل فلسطين عملا بقواعدنا الإنسانية، كما نفعل مع السوريين الآن، على أساس موقت يقضي بوقف القتل وتأمين العودة أمميا، وأنشئت الأونروا لتأمين حاجاتهم الأنسانية الى حين العودة، فتبين أن القتل استمر وأن الهدف هو دمج اللاجئين تحضيرا للترانسفير الكبير”.
وتابع: “لن أعيد سرد ما سببه إنشاء دولة إسرائيل على المنطقة والبشرية من ويلات وحروب ومن تطرف يهودي لا يزال يغذي تطرفا إسلاميا وتخاذلا مسيحيا. وأخيرا أتانا رئيس دولة عظمى قرر منح القدس لأسرائيل متناسيا أن القدس الشريف هي لنا، لليهود والمسيحيين والمسلمين ولأبنائنا من بعدنا ولا يمكن لمال ومغريات العالم كله أن تكون ثمنا لقدسيتها ورمزيتها. إن لبنان الذي استقبل خمسمئة الف لاجئ فلسطيني لسبعين سنة ومليون ونصف مليون سوري لسبع سنوات، ليس هنا ليستجدي مالا، بل ليطالب بحق شرعي لشعب بالعودة الى وطنه وبحد أدنى من مساعدته هو الى حين ذلك تجنبا لمزيد من الفقر والتطرف يتغلغل في مجتمعاتنا جميعا”.
ودعا وكالة “الأونروا” الى “شطب كل لاجئ فلسطيني من قيودها في حال تغيبه عن الأراضي اللبنانية أو في حال استحصاله على جنسية بلد آخر، وذلك حتى تخفف من أعبائها المالية من جهة، ولكي تساهم في خفض أعداد اللاجئين في لبنان من دون التعرض لحق العودة الذي هو مقدس. وفي حال أردنا مقاربة الأمر كما يفعل المجتمع الدولي معنا في موضوع النازحين السوريين، فإننا ندعو هذا المجتمع الدولي نفسه الى تنظيم حملة العودة الطوعية للاجئين الفلسطينيين، حيث أن كل مقومات العودة الآمنة والكريمة متوافرة في الحالة الفلسطينية. يكفي سياسة الكيل بمكيالين، ويجب العودة الى الضمير الإنساني لحل مشكلة الأونروا واللاجئين الفلسطينيين”.
وختم: “إن لبنان مدرسة في الإنسانية وصاحب أعلى سجل في الاستضافة، لكنه لا يريد استنساخ تجربة الفلسطينيين على السوريين. فكيف لمجتمع دولي عاجز عن الإيفاء بإلتزاماته تجاه الأونروا، أن يطلب من لبنان إدماج النازحين السوريين فيما هو يلغي المنظمة التي تعنى باللاجئين الفلسطينيين، وكأنه ينبئنا أن السيناريو نفسه سيتكرر: النازح واللاجىء يبقى على أرضنا فيما الوعود تتبخر تاركة لبنان وحيدا (في تحمل الأعباء والنتائج). كفوا ايديكم عن بلدي لبنان وافتحوها للعطاء بدل إقفالها لتسديد اللكمات اليه”.