أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن “لبنان مر بتجارب قاسية الا اننا نجحنا في تجاوزها بعد التفاهم على حفظ الكيان والدفاع عن الوطن على رغم الخلافات السياسية، ونأمل أن يتجاوز الشعب العراقي الشقيق كل الصعوبات وينطلق من جديد لبناء دولته”.
بدوره، أكد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري أن “بين العراق ولبنان تشابها من حيث نوعية التحديات التي يواجهانها، مثل التنظيمات الارهابية وتجربتهما في مكافحتها. ونوه بسعي البلدين الى ترسيخ مبادىء التعايش السلمي ومنح الحقوق لجميع المكونات والاقليات ضمن مبدأ المواطنة والعدالة والمساواة”، مشددا على “أهمية مساهمة لبنان في مرحلة إعادة إعمار العراق وتوسيع آفاق التعاون الثنائي على المستوى الاقتصادي والتنموي والتبادل التجاري”.
مواقف الرئيس عون والرئيس الجبوري جاءت خلال لقاء عقداه ظهر اليوم في منزل الجبوري حضره عن الجانب اللبناني الى الرئيس عون، اعضاء الوفد المرافق وزراء: الصناعة حسين الحاج حسن، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني، السياحة اواديس كدنيان، النائب آغوب بقرادونيان، سفير لبنان لدى العراق علي حبحاب، والمستشارون: الوزير السابق الياس بو صعب، السيدة ميراي عون الهاشم، والمديرة العامة لوزارة العدل القاضية ميسم النويري، ورئيس مجلس رجال الاعمال اللبناني – العراقي السيد عبد الودود نصولي، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا. وعن الجانب العراقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب عبد الباري الزيباري، وعدد من اعضاء اللجنة النواب: احمد الجبوري، احلام الحسيني، الدكتور غافر العاني، إضافة الى وزير الثقافة رئيس بعثة الشرف فرياد راوندوزي.
الجبوري
في مستهل اللقاء، تحدث الرئيس الجبوري مرحبا بالرئيس عون، مؤكدا أن “بين العراق ولبنان تشابها من حيث نوعية التحديات التي يواجهانها، مثل التنظيمات الارهابية، وتجربة البلدين في مكافحتها. وأكد على أهمية سعي البلدين الى ترسيخ مبادئ التعايش السلمي ومنح الحقوق لجميع المكونات والاقليات ضمن مبدأ المواطنة والعدالة والمساواة، إضافة الى أهمية مساهمة لبنان في مرحلة إعادة إعمار العراق وتوسيع آفاق التعاون الثنائي على المستوى الاقتصادي والتنموي والتبادل التجاري”.
وتم التأكيد خلال اللقاء على “ضرورة تسهيل اجراءات منح سمات الدخول بين البلدين لما في ذلك من انعكاس ايجابي على تنمية اقتصادهما وتفعيل لقطاع السياحة والطيران فيهما . وجرى التفاهم، من جهة أخرى، على التنسيق في مجال مكافحة الارهاب وملاحقة عصابات تنظيم “داعش” المجرمة والسعي المشترك لتحقيق الاستقرار في المنطقة”.
وأكد الجبوري “دعم التضامن العربي وتنسيق المواقف حيال القضايا العربية وتطوير التعاون البرلماني عبر تأسيس لجان صداقة لتعزيز الدور الرقابي والتشريعي وتبادل الخبرات والتجارب.
عون
بدوره، شكر الرئيس عون الرئيس الجبوري على حفاوة الاستقبال وعلى مشاركة وفد نيابي من لجنة العلاقات الخارجية في اللقاء، مؤكدا “أهمية وحدة العراق وتماسكه”، معتبرا أنها “كفيلة بمواجهة كل التحديات”.
وقال الرئيس عون:”لقد مررنا في لبنان بتجارب قاسية الا اننا نجحنا في تجاوزها بعد التفاهم على حفظ الكيان والدفاع عن الوطن على رغم الخلافات السياسية، ونأمل أن يتجاوز الشعب العراقي الشقيق كل الصعوبات وينطلق من جديد لبناء دولته”.
ثم تطرق الحديث الى “كيفية مواجهة لبنان والعراق الارهاب وضرورة العمل على سد اي منفذ يمكن ان يستعمله الارهابيون من جديد سياسيا، اجتماعيا او امنيا. وشدد الرئيس عون على “اهمية الحوار والتفاهم، وعلى الارادة الوطنية التي، متى توفرت، يزول الكثير من الصعوبات، وانا واثق بأن لدى الشعب العراقي هذه الارادة الصلبة”.
وتحدث رئيس اللجنة وأعضاؤها حول العلاقات اللبنانية -العراقية، وضرورة تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات. وكان هناك تأكيد على دور الجامعة العربية في اعادة إحياء التضامن العربي، منوهين بدور الرئيس عون ومسيرته في المحافظة على السيادة الوطنية ونضاله من اجل كرامة لبنان واللبنانيين.
ورد الرئيس عون شاكرا النواب على عاطفتهم، وقال إنه “عاش تجربة شخصية كاد معها البعض ييأس من عودته الى لبنان، “لكنني كنت متمسكا بالامل، فاستمر النضال وعدنا، وعندما يتوافر الامل فإن كل الصعاب تهون”.
وطلب الرئيس الجبوري من الرئيس عون أن ينقل تحياته الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، لافتا الى التعاون القائم بين مجلسي النواب في العراق ولبنان.
نصب الجندي المجهول
وكان رئيس الجمهورية استهل يومه الثاني والاخير من زيارته الرسمية للعراق بزيارة نصب الجندي المجهول في بغداد حيث وصل والوفد المرافق عند الساعة العاشرة صباحا، وكان في استقباله ممثل وزير الدفاع العراقي الفريق الركن صلاح الدين، ممثل وزير الداخلية الفريق موفق عبد الهادي، محافظ بغداد عطوان العطوان، امينة بغداد ذكرى علوش.
وبعد مراسم التشريفات وعزف لحن الموتى ومعزوفة الشهداء، توجه الرئيس عون نحو نصب الجندي المجهول حيث وضع اكليلا من الزهر، وحيا الشهداء بانحناءة من رأسه، وتم الوقوف دقيقة صمت عن ارواحهم.