ميقاتي: لبنان أمانة في اعناقنا جميعا وأسعى لتشكيل لائحة متكاملة تضم شخصيات من طرابلس والضنية والمنية

جدد الرئيس نجيب ميقاتي التأكيد “خوض الانتخابات النيابية المقبلة بلائحة متكاملة، تضم شخصيات من مدينة طرابلس والضنية والمنية، وتعكس النسيج الحقيقي للمنطقة، وتعبر عن هواجس المواطنين”.

وقال في احتفال اقيم في طرابلس تكريما لعشرة فنانين تشكيليين: “إنني سعيد اليوم بان أكون حاضرا وراعيا لهذه المجموعة التي ترفع الرأس، وتعبر عن دور مدينة طرابلس في الثقافة والعلم. الحضارات تدمرها الحروب، ولكنها تبنى بأيادي الفنانين الذين يؤمنون بالعمل، ويعكسون صورة ناصعة عن مدينتهم وأهلهم. أثناء جولتي في المعرض، شاهدت تعدد الألوان وتنوعها، وهذا التعدد يمثل المدينة في إيمانها بالتعددية والقبول بالآخر وبخصوصياته. التعددية ضرورة في المجتمع، لأنه، من خلالها، نستطيع إنتاج أفكار جيدة ومتنوعة وثقافات متعددة تغني المجتمع وتساهم في نهضته”.

وقال: “التنوع مطلوب وضروري، أما التلون والتلوين فهو أحيانا غير مرغوب، لأنه لا يصح إلا الصحيح. لا تلون ولا تلوين، بل وسطية دائما لكي نعبر بالوطن إلى بر الأمان. هذا هو نهجنا وهذا ما ثابرنا عليه، ويتبين يوما بعد يوم، بأن السياسة التي إتبعناها في أصعب الظروف، وتمكنا من خلالها من نقل لبنان من مرحلة إلى أخرى، سواء إبان الحكومة الأولى عام 2005، أو الثانية عام 2011، حفظت لبنان من العواصف والأحداث المحيطة به، وباتت هذه السياسة محور اجماع لا سيما ممن انتقدونا في السابق”.

أضاف: “نحن اليوم أمام استحقاقات كبيرة، وفي مقدمها الاستحقاق الانتخابي، وإنني أدعو الجميع إلى عدم التقاعس عن القيام بدورهم. صحيح أن فهم القانون يبدو صعبا لدى البعض، ولكنه في الواقع سهل جدا، فعلى كل مواطن أن يختار اسما واحدا، من قائمة يختارها، ليمنحه الصوت التفضيلي، وهكذا أصبح لصوت المواطن وزن، وهذا الدور ينبغي ان تقوموا به، وأن تصوتوا لمن ترتاحون اليه وتثقون بتاريخه في خدمة المدينة والعمل الوطني والسياسي على الصعد كافة. إنني أؤكد لكم أنني أسعى لتشكيل لائحة متكاملة تضم شخصيات من مدينة طرابلس والضنية والمنية تعكس النسيج الحقيقي للمنطقة، وتعبر عن هواجس المواطنين”.

وقال: “في الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، نتوجه بالدعاء بالرحمة للرئيس الشهيد ورفاقه، ولا يمكن الا أن نستذكر هذا الرجل الذي لا تزال بصماته واضحة في كل منطقة من لبنان. إننا ندعو له بالرحمة، ونؤكد أن المسار الذي انتهجه هو المسار الصحيح، لا سيما على الصعيد الانمائي ما ساهم في بناء الدولة الحديثة في لبنان. نتمنى على الجميع، ولا أقصد شخصا معينا أو عائلة بعينها، أن يكونوا دائما على قدر هذه الأمانة، وأن يضعوا نصب اعينهم أن لبنان أمانة في اعناقنا جميعا، وهو وطننا النهائي، وطن العيش المشترك، وعلينا أن نقبل الآخر ونعيش معه جنبا إلى جنب”.

وتوجه إلى نائب الرئيس الأسبق لجمعية الفنانين اللبنانيين الدكتور الياس ديب بالقول: “أشكر وجودكم الطيب معنا، هذا الوجود القيم الذي يعطي المزيد من الدفع للفن والمسار الذي نعمل عليه جميعا، سواء بالرسم، بالنحت، أو المحافظة على تراث مدينتنا. وأتمنى أن تقوم بجولة في أسواق طرابلس القديمة، ونحن في “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية”، وخصوصا من خلال قطاع العزم الإنمائي، نقوم بعملية تأهيل لهذه الأسواق لنظهر القيمة الحقيقية للتراث الذي تختزنه، والذي يزداد قيمة وفرادة على مستوى المنطقة. وأتمنى أن نحافظ عليه جميعا، وأن نسعى للمحافطة على السلام والمحبة في الأسواق وخارجها”.

وكان حفل تكريم “الفنانين العشرة” اقيم على مسرح الرابطة الثقافية بطرابلس، بدعوة من “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية”، بحضور سامي رضا ممثلا وزير العمل محمد كبارة، عبد الله ضناوي ممثلا الوزير السابق فيصل كرامي، سعد الدين فاخوري ممثلا الوزير السابق أشرف ريفي، السيدة لبنى عبيد ممثلة الوزير السابق جان عبيد، النائب السابق جهاد الصمد، المشرف العام على الجمعية عبد الإله ميقاتي، مدير الجمعية رياض علم الدين، الدكتور محمد نديم الجسر، السيد توفيق سلطان، الدكتور خلدون الشريف، رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري، إضافة إلى أساتذة من الجامعة اللبنانية، وحشد من منسقي ومنتسبي منتديات وقطاعات العزم.

والقى الرئيس الأسبق لجمعية الفنانين اللبنانيين الياس ديب كلمة أشاد فيها بمسيرة الفنانين المكرمين. وقال: “لست أدري إذا كانت مجموعة العشرة هي التي أنشأت معهد الفنون الجميلة في طرابلس أم هو الذي أنشأها، لأن الجهود التي بذلوها لإنشاء المعهد في طرابلس كانت مميزة فاتحة خير للثقافة والفن في المدينة. لقد أوصل اجتهاد الأساتذة المعهد لأن يكون أساس انطلاق الحركة الثقافية والفنية في المدينة. نشكر الجمهور في طرابلس، عاصمة العلم والثقافة”.

وفي ختام الحفل، قدم الرئيس ميقاتي دروعا تكريمية للفنانين السادة: محمد غالب، د.فضل زيادة، عبد اللطيف بارودي، د.فيصل سلطان، د.عدنان خوجة، د.محمد عزيزة، د.عبد الرحيم غالب الذي تسلم الدرع بالنيابة عنه ابن شقيقه العميد غالب غالب، الفنان الراحل محمد الحفار الذي تسلمت ابنته مي الحفار الدرع التكريمية، والفنان الراحل بسام الديك، وقد تسلم الدرع شقيقه رياض. ثم قدم الرئيس ميقاتي درعين تكريميتين إلى كل من الدكتور الياس ديب ومخرج الفيلم الوثائقي عن “مجموعة العشرة” حسام خياط. كما قدم الفنان محمد غالب درعا تقديرية إلى الرئيس ميقاتي.

وفي الختام، عرض فيلم وثائقي حول المسيرة الفنية والعملية لمجموعة العشرة. وكان سبق الحفل افتتاح الرئيس ميقاتي معرضا تشكيليا لأعمال الفنانين المكرمين.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *