أحيت عائلة الشهيد الرائد وسام عيد، الذكرى العاشرة لاستشهاده ورفيقه اسامه مرعب، في دارتها في دير عمار، في حضور ممثل الرئيس سعد الحريري النائب كاظم الخير، الوزير معين المرعبي، ممثل سفير تركيا كشطاي ارجيس الاستاذ ممدوح الدايه، النواب نضال طعمه، رياض رحال، قاسم عبد العزيز، خضر حبيب وأحمد فتفت ممثلا بنجله سامي، الأمين العام للهيئة العليا للاغاثه اللواء محمد الخير، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد الركن محمد علم الدين، ممثل رئيس شعبة المعلومات خالد حمود العقيد زاهر عاصي، منسق “تيار المستقبل” في المنية خليل الغزاوي، رئيس إتحاد بلديات المنية عماد مطر، رئيس بلدية المنية ظافر زريقة، رئيس بلدية دير عمار خالد الدهيبي وفاعليات وحشد من أبناء البلدة.
بعد ترحيب من المسؤول التنظيمي في “تيار المستقبل” شفيق العتر، والنشيد الوطني، القى كلمة العائلة الدكتور مازن الخطيب، وقال فيها: “إنها الذكرى العاشرة، عشر وقفات استحضرت فيها المؤسسة العسكرية ذكرى ابنها وسام عيد بالأكاليل والكلمات، واستذكره اللبنانيون، بالحزن والأسف والدعاء، شريفا مخلصا قضى على مذبح الوطن. عقد من الزمن، عاشته العائلة انتظارا ثقيلا، وألفته دوائر السلطة أقصر من التأريخ اللبناني المعهود للتحقيقات الجنائية، وأقل من أن يتولى أحدهم بث الحرارة في هاتف طال انتظاره، عله يشي ببعض ما توصل إليه التحقيق في جريمة الاغتيال، هاتف لم تسمع رنته أبدا. هو في عليائه لم يعد بحاجة لخطيب مفوه يعدد خصاله وشمائله، أكثر منه لدعوة أو طلب رحمة صادق في ظهر غيب. وإنما الذكرى هي المناسبة ليسأل القائمون على كشف جريمة اغتيال وسام عيد: هل بادلتموه بما قام به من أجل كشف جريمة العصر، جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”؟.
أضاف: “لم يتوان الشهيد وسام عيد عن القيام بعمل أو بذل جهد دعي إليه أو ألزم به نفسه، وهو في هذا وذاك آل على نفسه تحمل المخاطر والأعباء والمتاعب، ولم يعبأ إلا بمصلحة الوطن والمواطن، فكان:
– الباحث عن التقنيات الحديثة للفرع الفني في شعبة المعلومات الذي كان يرأسه، والمسافر للتعلم على استعمالها، ومن ثم وضعها قيد العمل، والتدريب عليها.
– القائم بوضع الخطط الأمنية في الرصد والتحري والتعقب والاستكشاف، والمبادر إلى تنفيذها، فبرز اسمه في كشف العديد من شبكات التجسس لصالح العدو الإسرائيلي، وفي إماطة اللثام عن جريمة عين علق، وفي رصد أنشطة تنظيم فتح الإسلام في مخيم نهر البارد.
– السباق والجندي الأول في تنفيذ المهمات الأمنية، فكان أول المهاجمين وأول المصابين في مداهمة وكر الإرهابيين في شارع المئتين في طرابلس.
إنه وسام عيد، الذي قبل أن يكون حجر الزاوية في ملف التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولم تكن إصابات العقيد حينها سمير شحادة جراء محاولة اغتياله قد غادرت ناظريه بعد. إنه الالتزام والمناقبية والحب والوفاء، الالتزام بالمهنة، وبشرف المؤسسة التي ينتمي إليها، والحب والوفاء لرجل الشهامة والوفاء، شهيد لبنان، الرئيس رفيق الحريري. إنها قصة حب عاشها وسام لشخص الرئيس الشهيد الذي تعهده ليتم دراسته الجامعية في هندسة الكمبيوتر، الرئيس القائم بالإنماء وإعادة الإعمار والازدهار، والرئيس الباني لآمال اللبنانيين ببلد مستقر، مزدهر وعصري، المحب لمن تجسدت طموحات الشباب فيه، ولم لا وهو الذي لطالما آمن بالشباب سبيلا لقيامة الأوطان”.
وتابع: “يغيب وسام عيد، ولا يتردد عارف أو متابع للأحداث في لبنان عن الجزم في أن اغتياله قد نفذ من الجهة ذاتها التي اغتالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأن ذلك قد أتى بهدف منع التحقيق من الوصول إلى القتلة المجرمين، وتشاء سخرية الأقدار أن تمنح المحكمة الدولية صلاحية النظر في جرائم الاغتيال التي هزت لبنان بين تشرين الأول 2004 وكانون الأول 2005، وأن تكف يدها عن جريمة الاغتيال الوحيدة المرتبطة ارتباطا عضويا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري! الآن، وبعد عشر سنوات من اغتيال ابننا وسام، نسأل عدالتنا الموقرة التي لطالما تغنى البعض بنزاهتها مقابل التهجم والتشكيك بنوايا المحاكم الدولية وأهدافها: أين أنتم اليوم؟ إلام توصلتم؟ وما هي الخطوات اللاحقة؟ أثمة فحوص إضافية لحفرة التفجير، أو نوع المتفجرات، أو كاميرات المراقبة؟ متى ستتوفر لديكم الكفاية من المعلومات التي تمكنكم من مخاطبة عائلة الشهيد والشعب اللبناني، عل بقية ثقة، ولو قليلة، تدفع وساما آخر للتضحية بنفسه فداء لهذا الوطن. إن وسامنا، الذي لم تثنه محاولتا اغتيال تعرض لهما، حبا وفداء لشهيد لبنان الكبير، كان يعلم يقينا أن للعدالة مكانا آخر، وأن الانجاز النوعي الذي وضعه بتصرف المحكمة الدولية قد لا يتكرر، وهو قد اختار عن كبير إيمان وسابق رضى العودة بسيارته برفقة صاحبه ورفيقه الشهيد أسامة مرعب، موقنا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه”.
وختم: “إن إيمان وسام، رحمه الله، بلبنان، وسعيه للنيل من قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يقابله ثقة راسخة منا، نحن عائلة الشهيد وسام عيد، بنجل الراحل الكبير الرئيس الشهيد رفيق الحريري، دولة الرئيس سعد الحريري، حفظه الله ورعاه، يقينا منا بالثوابت التي تربى عليها وبالنهج الذي جسده في ممارسة المهام والمسؤوليات الجسام التي يضطلع بها في لبنان والمنطقة. وإننا نتطلع من دولته، بعد عقد من الانتظار العقيم، ومن منطلق الوحدة في الشهادة، والتلازم ما بين الجريمتين، العمل على الطلب رسميا من الجهة الدولية الصالحة ضم جريمة اغتيال الرائد وسام عيد إلى ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واتخاذ ما يلزم بهذا الشأن بأسرع وقت ممكن. نستسمحك يا وسام، نحن الأحياء الضعفاء، عن إلحاحنا واستعجالنا طلب عدالة الأرض، وأنت الغني بإذن الله تزهو بعدالة الحق العادل جل في علاه. دعاؤنا بالرحمة لروحك وروح رفيقك أسامة مرعب وجميع شهداء الحرية والحقيقة والموقف الوطني الصادق، وإلى نفسك الطاهرة ونفوس من استشهدوا معك كل السلام والرضوان”.
ثم ألقى الخير كلمة الحريري، وجاء فيها: “نلتقي اليوم في الذكرى العاشرة لاغتيال الشهيد البطل وسام عيد ورفيقه أسامة مرعب، نلتقي وذكرى وسام ترافقنا يوميا. ترافقنا بانجازات شعبة المعلومات. ترافقنا بتوقيف شبكات التجسس وشبكات الارهاب. ترافقنا بنجاحات كشف الجريمة المنظمة وفرض الامن وبسط الاستقرار. وسام عيد سيبقى وساما على صدور كل الأحرار والوطنيين. لقد عمل وأعطى وابدع في مجال كشف جريمة باني الدولة الحديثة في لبنان الشهيد رفيق الحريري ومسلسل الاغتيالات حتى قدم روحه شهيدا. ستبقى انجازاتك يا وسام التي كانت برعاية مؤسس شعبة أمن لبنان اللواء الشهيد وسام الحسن تلاحق المجرمين حتى تحقيق العدالة. وحتى يهدأ قلب أمك وأبيك وكل فرد من عائلتك الصغيرة وقلوب محبيك على امتداد الوطن”.
أضاف: “اغتالوا وسام الحسن ووسام عيد لخشيتهم من هذه المؤسسة الأمنية المحترفة التي تطورت بسرعة قياسية في مجال كشف الجرائم والمخططات والمؤامرات على أمن لبنان واللبنانيين. إلا أن هذه المؤسسة استمرت بهمة قادتها وعناصرها حتى أضحت منارة يحتذى بها في مجال الامن بقيادة اللواء عماد عثمان والعقيد خالد حمود. حلم الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان بناء لبنان القوي بمؤسساته وباقتصاده واستقراره. وسيبقى هذا الحلم حيا وحاضرا ومستمرا حتى يتحقق وينعم به كل لبناني. وهو المشروع الذي يكمله حامل الأمانة، الرئيس سعد الحريري الحريص على تثبيت الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، وجعل هذه العناوين جدول أعمال الحكومة داخليا وكما جعل حركته المكوكية على الصعيد الدولي لتأمين الدعم للبنان عبر مؤتمرات دولية”.
وختم الخير: “إن حماية لبنان وكسب ثقة الأشقاء والأصدقاء ليست كلاما نردده صباحا ومساء، بل عمل والتزامات ونأي بالبلد عن التدخل بالشؤون الداخلية للآخرين، خصوصا الأشقاء الذين ما تأخروا يوما في مساعدة هذا البلد والوقوف إلى جانبه. نريد اقتصادا قويا ينعكس رخاء في حياة الناس، ونريد استقرارا سياسيا وأمنيا يبعد شبح الحروب والاضطرابات، ونريد عدالة لكل شهيد حتى تستقر حياتنا الوطنية. في ذكرى الشهادة والبطولة، كل الكلام لا يفي حق الأبطال. للوسامين الخلود، ولجميع الأجهزة الامنية التحية. عشتم وعاشت دير عمار مقلع الابطال وعاش لبنان”.