الأحد , 29 ديسمبر 2024

عون يبدأ غدا زيارة رسمية للكويت: نرحب بنصائح الكويت في المجال النفطي ونعول على دعمها لموقفنا من مسألة النازحين

يبدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا الثلثاء زيارة رسمية لدولة الكويت تلبية لدعوة من أميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح تستمر يومين، يجري خلالها محادثات تتناول سبل تعزيز العلاقات اللبنانية-الكويتية وتطويرها في المجالات كافة. كما ستتناول المحادثات المواضيع التي تهم البلدين، اضافة الى التطورات الاقليمية والدولية الراهنة.
ويرافق عون في زيارته وفد رسمي يضم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ووزير الاتصالات جمال الجراح، ووزير الدولة لشؤون حقوق الانسان ايمن شقير، ووزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عز الدين، على ان ينضم الى الوفد من الكويت القائم بالاعمال اللبناني ماهر خير. ويرافق عون ايضا في زيارته المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ورئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل الجسر وعدد من المستشارين والاداريين.

والى المحادثات مع امير دولة الكويت، ستكون لرئيس الجمهورية لقاءات مع رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، والمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الوزير السابق عبد الوهاب احمد البدر والمدير العام للصندوق الكويتي العربي السيد عبد اللطيف يوسف الحمد.
وسيلتقي أبناء الجالية اللبنانية في الكويت خلال لقاء حاشد دعا اليه القائم بالاعمال اللبناني.

وعشية الزيارة، أكد رئيس الجمهورية في مقابلة اجرتها معه وكالة الانباء الكويتية الرسمية “كونا” نشرت صباح اليوم، ان “مواقف امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح منذ ان كان وزيرا للخارجية ورئيسا للجنة السداسية العربية في قمة تونس عام 1989 وحتى اليوم تجعل الكويت قريبة جدا من الدول الشقيقة والصديقة على حد سواء”.

وقال: “صحيح ان زيارتي لدولة الكويت هي الاولى لي كرئيس للجمهورية اللبنانية، لكن الكويت ليست بغريبة عني، فهي تحظى بمكانة مرموقة في قلوب اللبنانيين والعرب”.

واضاف: “ان الرسالة التي احملها معي الى الكويت لا تختلف عن تلك التي حملتها للدول التي زرتها منذ انتخابي رئيسا للجمهورية، والتي سأزورها ايضا، وتتضمن رغبة لبنانية صادقة في الانفتاح والتعاون مع الجميع، انما ضمن المعايير والمفاهيم المعتمدة التي تحفظ لكل بلد حقوقه واستقلاليته وسيادته واحترام خصوصيته”.

وتابع: “انها رسالة قائمة على المودة والاحترام المتبادل وتعكس خصائص لبنان الذي لم يعتد يوما على أحد، بل غالبا ما كان المعتدى عليه والذي صبر وكافح وناضل ولم يستسلم كي يحافظ على مبادئه وقيمه التي حفظت دوره المميز في الشرق، وان ما احمله معي هو صورة لبنان القوي وعزيمة أبنائه التي وقفت سدا منيعا امام محاولات استهدافه وتقويض استقراره وامنه ووحدته بكل الوسائل”.

واعتبر رئيس الجمهورية ان “الكويت تتفهم الوضع اللبناني ربما أكثر من غيرها لكونها عانت عام 1990 غزوا لأراضيها، وكان لسمو الامير حين كان وزيرا للخارجية في ذلك الوقت دور أساسي في تحريرها من الاحتلال وإعادتها الى دورها الفاعل والاساسي في المنطقة والعالم”.

وأكد ان العلاقات بين لبنان والكويت راسخة وثابتة وتاريخية “وطموحنا دائم للسعي الى تعزيز هذه العلاقات في المجالات كافة كي تعكس حقيقة التقارب اللبناني- الكويتي ليس فقط على مستوى البلدين بل ايضا على مستوى الشعبين”.

وقال: “ان العلاقة الاخوية بين لبنان والكويت قد تشكل مدخلا لتحقيق ما تنادي به البلدان من وحدة وتضامن عربي لمواجهة التحديات، وهذا يوجب حصول وفاق سياسي ومقاربة المشاكل السائدة حاليا بنظرة حوارية منفتحة، لأن الخطر يهدد الجميع”.

وأكد أن “لبنان مدعو مع الكويت الى العمل على عدم استغلال اي طرف للخلافات السائدة بين المجموعة العربية من أجل القضاء على قضية تاريخية هي القضية الفلسطينية وتهويد مدينة القدس “التي نريد الابقاء على قدسيتها فيما يتم العمل حاليا على تجريدها من هويتها الحقيقية واعطائها هوية مزيفة ومنع الفلسطينيين من نيل حقوقهم المشروعة ومنها حق العودة”.

وأشار عون الى أنه “لطالما عملت الكويت واميرها من اجل تقريب وجهات النظر بين الاطراف المتباعدة على الساحة العربية، ونحن نقف الى جانب هذا المسار ونضع يدنا بيد سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح للوصول الى هذا الهدف”.

وعن التطمينات التي يقدمها لبنان لعودة السياحة الكويتية بشكل خاص والخليجية بشكل عام الى طبيعتها في لبنان، قال: “إن أمن السياح من أمن لبنان، ولا حاجة الى الخوف لان الامن ممسوك والاخوة العرب سيجدون ان طبيعة لبنان وطريقة عيش اللبنانيين لا تزال على حالها، معززة بوعي تام للاجهزة الامنية وسهر دائم لمنع اي استهداف للاستقرار”.
وأضاف: “الوضع السائد في لبنان والاستقرار الذي يعيشه هو شهادة عملية وميدانية بأن الاستقرار فيه خط أحمر لا يمكن تجاوزه بإرادة لبنانية وبعزيمة الجيش اللبناني والقوى الامنية التي تقوم بدورها على أكمل وجه، باعتراف العالم اجمع”، مؤكدا ان “لبنان يعتبر حاليا واحة أمنية مستقرة، وهو أمر تحقق نتيجة ارادة لبنانية قوية”.

وردا على سؤال عما إذا كان لبنان سيطلب من الكويت باعتبارها دولة نفطية رفده بخبرات بعد دخوله عمليا في التلزيمات النفطية والغازية، أعرب عون عن ترحيبه بكل النصائح في هذا المجال “نظرا الى الخبرة والتجربة الرائدة التي تملكها الكويت في المجالات النفطية، وما يمكن ان تضيء عليه من نواح ومواضيع تفيد لبنان في هذه التجربة الحديثة العهد”.

واعتبر أن دخول لبنان نادي الدول النفطية “كان حلما بعيد المنال وها هو يتحول اليوم الى واقع ملموس يتطلع اليه اللبنانيون بكثير من التفاؤل”.

وأضاف: “إن شركات عديدة من مختلف دول العالم قدمت طلباتها من اجل المشاركة في التنقيب عن النفط والغاز، وهو امر يعول عليه لبنان من اجل الانتقال من حالة الى أخرى”، لافتا الى ان “المسار طويل إنما الاصعب قد تحقق، ويبقى ان نعبد الطريق امام الاهم وهو استخراج النفط والغاز وبيعه ليستفيد اللبنانيون جميعا من مردوده”.

وتطرق عون الى مسألة النازحين السوريين معتبرا انها “حساسة جدا بالنسبة الى لبنان نظرا الى مساحته الجغرافية الصغيرة التي لا تسمح له باستيعاب هذا العدد الهائل والذي يتخطى المليون و820 الف نازح منذ بداية الحرب في سوريا، إضافة الى وضعه الاقتصادي الحرج وكذلك التحديات الامنية التي تترافق مع هذا العدد من النازحين”. وقال: “لقد أثبتت الفترة الاخيرة أن الوعود التي تلقاها لبنان بمساعدته ماديا لم تحترم، ومن هنا حملنا دعوتنا الى عودة النازحين الى الاماكن الآمنة في سوريا”.

ولفت الى ان هذه الدعوة “نابعة من منطلق انساني، اذ من الظلم ان تبقى العائلات مشتتة اذا ما توافرت عوامل اعادة لم شملها مجددا، ومن منطلق الحاجة اللبنانية الى تخفيف العبء الكبير الذي يلقي بثقله على اللبنانيين ويهدد ظروف عيشهم ومن منطلق بديهي بعودة النازح الى بلده بشكل آمن وسليم وقطع الطريق بالتالي امام اية افكار خارجية مبيتة لاستغلال وضع هؤلاء النازحين وتوطينهم في الدول التي تستقبلهم”.

وأكد أن “لبنان يعول على دعم دولة الكويت لموقفه في هذا المجال وضم صوتها الى صوته، خصوصا أن الكويت لطالما دعمت لبنان في المحافل الاقليمية والدولية وأيدت مطالبه المحقة”.

وأوضح عون أن “لبنان يتحضر لإطلاق خطة اقتصادية تؤمن الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتح”، مؤكدا “توفير كل أسباب النجاح للخطة عبر تدعيمها بنصائح شركات ومؤسسات دولية معروفة ومكافحة الفساد والهدر وتحسين البنى التحتية كركيزة لهذا العمل الضخم”.

ولفت الى ان “دولة الكويت لطالما واكبت لبنان في مسيرته الطويلة وعبر مختلف المراحل التي تخطاها، وأنا على يقين أنها ستستمر بهذه المواكبة وستقدم كل الدعم اللازم، خصوصا أن الرؤية التي وضعناها هي رؤية واعدة ومبشرة”.

وأضاف رئيس الجمهورية: “دولة الكويت ليست بغريبة عن المنطقة وما تشهده من تطورات وأحداث، وهي بالتالي تدرك جيدا أن التحديات التي يواجهها لبنان فرضت عليه كما على غيره من الدول”، مؤكدا أن “للكويت دورا اساسيا نعتمد عليه ونثق به” في المؤتمرات الدولية التي يتم التحضير لها لدعم لبنان خلال الفترة المقبلة.

واعتبر أن “العالم أدرك أن هناك مصلحة له في ابعاد لبنان عن اتون النار المشتعلة من حوله، كما أدرك اللبنانيون ان المصائب التي طرقت ابوابهم لم تكن عابرة، وقد تكون الاخطر في تاريخ لبنان المعاصر، وهي تتزامن مع خطر دائم على الحدود متمثل بأطماع اسرائيلية ونياتها الخبيثة تجاه لبنان المتجسدة بتهديدات شبه يومية وخروق دائمة للقرارات الدولية، وهي تدرك انها لن تحاسب عليها على الصعيد الدولي”.

وختم: “إن اللبنانيين اتخذوا بسبب هذه المخاطر القرار التاريخي بالوصول الى قاعدة مشتركة تنهي الازمة السياسية التي كانت سائدة، وبمقاربة كل التعقيدات على الصعيد الداخلي عبر الحوار في ما بينهم والالتفاف حول جيشهم والسعي الى تأمين كل الدعم المعنوي واللوجستي له لتمكينه من القيام بواجبه”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *