أخبار عاجلة

حاصباني خلال اطلاق حملة التوعية على التشوهات الخلقية الفموية: إمكانات العلاج وإعادة التأهيل متاحة ومستعدون لتغطية أكبر عدد من العمليات

أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني الحملة الوطنية للتوعية على التشوهات الخلقية الفموية والمعروفة بالشفة الأرنبية، في احتفال في وزارة الصحة حضره نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، ورئيس دائرة العناية الطبية في الوزارة الدكتور جوزف حلو، ورئيس قسم الجراحة في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور جمال حب الله، ورئيس جمعية Global Smile Foundation رمزي الحافظ، ورئيس قسم الجراحة الترميمية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور غسان أبو ستا، والدكتور برنار جرباقة، وسفيرة حملة التوعية على التشوهات الخلقية كليمانس أشقر وحشد من المعنيين.

بداية النشيد الوطني، ثم تحدثت أشقر فلفتت إلى أن “أي أم لا تقبل أن يعاني طفلها سيكولوجيا من نظرة سلبية أو من عزلة اجتماعية بسبب مشكلة من الممكن معالجتها”، وقالت: “أنا ببساطة كأم لا أقبل بهذا الأمر لابني ولعائلتي، ولذلك سأسعى بكل جهدي في خلال هذه السنة للإضاءة أكثر على هذا الموضوع المهم بهدف إعطاء أمل أكبر لعائلاتنا وضحكة أحلى لأطفالنا”.

ونوهت بأن “الحملة الإعلامية التي بدأتها جمعية Global Smile Foundation العام الماضي كانت ناجحة على أصعدة عدة وخصوصا على صعيد الإعلان التلفزيوني الذي نجح في لفت الناس إلى مشكلة التشوهات الفموية الخلقية وضرورة معالجتها”.

بعد ذلك، أوضح الدكتور أبو ستا أن “التشوه الخلقي الفموي هو عبارة عن تشوه خلقي في الوجه والفم وهو من أكثر التشوهات الخلقية شيوعا”. ولفت الى أن “هذا التشوه الخلقي يحدث للجنين قبل ولادته ما بين الأسبوعين الخامس والتاسع من شهور الحمل عندما يبدأ الوجه والشفة العلوية بالنمو، وفي أكثر الأحيان يرافق ما يعرف بالشفة الأرنبية “شق الحنك”. يتم تشخيصها بالموجات الصوتية قبل الحمل وفي الحالات الواضحة والفحوص بعد الولادة. وان نسبة حدوث هذا التشوه الخلقي الفموي هي حال من بين 600-700 طفل يولد يوميا”.

وشدد على أن “طرق المعالجة تكمن بالعمل الجراحي على مراحل عدة بحسب درجة التشوه الخلقي”. وأوضح ان “العملية الأولى للشفة المشقوقة تجرى في عمر ثلاثة أشهر وعند بلوغ وزن الطفل خمسة كيلوغرامات، وتجري العملية الأولى لسقف الحلق المشقوق في عمر تسعة أشهر”.

وقال: “إن الطفل الذي لديه سقف الحلق المشقوق يعاني عادة ارتجاع السوائل أو المأكولات من أنفه وهو في حاجة إلى المتابعة مع اختصاصيي النطق عندما يبدأ باللفظ. كما أن الطفل الذي لديه شق في اللثة بحاجة إلى المتابعة مع اختصاصيي تقويم الأسنان”.

بدوره، لفت الحافظ إلى أن “الجمعية أجرت في السنة الأولى لتأسيسها في العام 2014 ثلاث عمليات، وفي السنة التالية 15 عملية، وفي السنة الثالثة 100 عملية، والآن باتت جمعية Global Smile Foundation تتلقى مئات الطلبات لهذه العمليات”، وقال: “إن هذا الأمر يكشف أن عدد المصابين بالتشوهات الخلقية الفموية كبير في لبنان إلا أن الحالات كانت مخبأة في المنازل والغرف، فيما المطلوب معالجتها”.

وأضاف: “إن هذا التشوه ليس جماليا فقط بل فيه تشوه ميكانيكي في الفم ويؤدي إلى تشوه غذائي لأن الطعام يخرج من الفم ويضطر الأم إلى البقاء بجانب ولدها والتوقف عن العمل خارجًا والإنتاج. كما أن التشوه إجتماعي وإنساني وحله بسيط يتطلب حفنة من الدولارات ومن المعلومات لإبلاغ المجتمع أن هذه المشكلة غير مستعصية”.

وقال الدكتور حب الله: “إن منطقتنا معرضة لهذه الحالات بنسبة ليست بضئيلة تقارب 1-2 بالألف من كل ولادة”. وشدد على أن “هناك طرقا للمعالجة تتطلب وجود فريق طبي وخبير من اختصاصات عدة تشمل الجراحة الترميمية والتجميلية، جراحة الأنف والأذن والحنجرة، جراحة الفم، جراحة طب الأسنان، البنج والتخدير، طب الأطفال، علاج النطق والطب النفسي”.

ونوه بأن “المركز الطبي في الجامعة الأميركية مجهز بالخبرة اللازمة لتقديم النتائج المرجوة”، شاكرا ل”وزارة الصحة والجمعيات الخيرية والمتطوعين دعمهم المتواصل”.

وختاما، ألقى حاصباني كلمة قال فيها إن مشكلة “التشوهات الخلقية الفموية” تتمثل في عيب خلقي يتكون في مرحلة تكوين الجنين وهو في أحشاء أمه، وهذا العيب هو التشوهات الخلقية التي تصيب الفم وسقف الحلق، وله تداعيات جدية على نمو الطفل في مجالات التغذية والتنفس والنطق والسمع والإندماج في المجتمع، وتاليا فإن التداعيات إقتصادية واجتماعية وإنسانية تصيب المجتمع ككل”.

وأورد “بعض الإحصاءات الموجودة لدى وزارة الصحة العامة من الشبكة الوطنية للمعلومات عن الولادة وما بعدها. وهي تظهر أن 10 في المئة من حالات التشوه الخلقي عند الأطفال هي للشفة المشقوقة، و 28 في المئة من هذه الحالات بسبب عدم إستعمال حمض الفوليك خلال فترة الحمل وهذه مسؤولية تقع على الوالدة والطبيب المعالج، و 37 في المئة بسبب زواج القربى وهذه مسؤولية تقع على المجتمع، كما أن للتدخين تأثيرا كبيرا على هذا العيب الخلقي وهذه مسؤولية تقع على جميع المدخنين ولا سيما الأمهات الحوامل، بالإضافة لأمراض أخرى التي ممكن أن تصيب الجنين”.

ولفت الى أن “إمكانات العلاج متاحة وكذلك إعادة التأهيل من خلال توفير عملية بسيطة لتصحيح هذا العيب الخلقي”، وقال: “نحن سعداء أن نتشارك جميعا في إطلاق حملة التوعية هذه، وزارة الصحة، وجمعية “غلوبال سمايل للشرق الاوسط وشمال افريقيا” ممثلة برئيسها السيد رمزي الحافظ، والمركز الطبي في الجامعة الأميركية، وبالأخص الدكتور غسان أبو ستا، الذي يقوم بالعمليات الترميمية الضرورية لتصحيح هذا العيب الخلقي. وهنا أتوجه الى الجامعة الأميركية في بيروت بشخص رئيسها الدكتور فضلو الخوري ممثلا بالدكتور جمال حب الله، بالتحية والتقدير لما قدمته ولم تزل تقدمه للبنان والمنطقة العربية والعالم من رجال دولة وخبراء واختصاصيين في كل مجالات الحياة، حتى أصبح تاريخها جزءا اساسيا من تاريخ الوطن وشعبه، وللمركز الطبي في الجامعة الاميركية التحية، والذي لنا معه لقاءات عدة ومتنوعة في مجال الصحة العامة، وبما يعود بالخير والنفع على مواطنينا”.

واعتبر أن إنشاء الجمعية المتخصصة “غلوبال سمايل للشرق الاوسط وشمال افريقيا”، والتي هي فريدة من نوعها في لبنان والمنطقة أمر بالغ الأهمية، ويعطي الأمل الجدي في مواجهة هذه المشكلة الصحية علاجا وتأهيلا نفسيا واجتماعيا للمصاب بالشفة المشقوقة”.

واضاف: “إن الوزارة وفرت الدعم للعمليات الجراحية خلال السنوات الأخيرة على الشكل الآتي:
– عام 2015 تم تأمين التغطية لـ 16 عملية.
– عام 2016 لـ 23 عملية.
– عام 2017 لـ 14 عملية.

وذلك في أكثر من 20 مستشفى في لبنان 6 منها مستشفيات حكومية، وبكلفة وسطية للعملية الواحدة تبلغ نحو 2,200,000 ليرة لبنانية فقط”.

وتمنى أن “يكون هناك إقبال أكبر على هذه العمليات لأن عدد المصابين بهذا التشوه الخلقي كبير”.

واكد “استعداد وزارة الصحة لتطوير إمكاناتها وتغطية اكبر عدد من العمليات الجراحية على نفقتها”، مشددً على” أهمية الدور المتعاظم للتوعية الصحية التي هي عماد أي نظام صحي متكامل، فضلا عن ضرورة التركيز على الاكتشاف المبكر للأمراض والتدخل لعلاجها باسرع وقت”.

وختم وزير الصحة العامة كلمته موجها التحية الى “سفيرة الحملة السيدة كليمانس أشقر وجمعية “غلوبال سمايل” والمركز الطبي في الجامعة الأميركية وكل الناشطين والعاملين في هذه الحملات، والى وسائل الإعلام التي ستبقى شريكة في الصحة وجسر عبور للمعرفة والثقافة الصحية نحو عموم المواطنين والمجتمع اللبناني بأسره”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *