استهل الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله كلمته امام المتظاهرين في مجمع الشهداء في الضاحية الجنوبية، موجها التحية الى المشاركين في التظاهرة “من الاحزاب والتيارات وأهلنا في المخيمات الفلسطيينة، الذين يتمسكون بحق العودة ويرفضون التوطين والوطن البديل ويربون الاولاد والاحفاد على حلم العودة الى فلسطين، هذا الحلم سيحقق قريبا، وقريبا جدا”.
كما حيا “الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة في غزة والضفة والقدس واراضي 48 وبيت المقدس، على وقفتهم التاريخية والحركة السريعة منذ الساعات الاولى لقرار العدوان الاميركي الذي أعلنه ترامب. هذا الشعب الصامد المضحي يواجه اليوم بصدره، بالحجارة وبالسكين هذا العدوان ليدافع عن القدس ومقدسات الامة كلها، مقدسات المسلمين والمسيحيين في العالم. له منا كل التحية والتقدير والاجلال والانحناء باحترام”.
وقال: “نقدر جميع المواقف التي صدرت، رافضة لهذا العدوان على القدس والقضية الفلسطينية. ونقدر مواقف جميع الدول والرؤساء والحكومات والدول الذين رفضوا قرار ترامب ولم يستجيبوا له. هذا أمر مهم يجب أن ينتبه اليه من يخوض المواجهة”.
اضاف: “ترامب تصور أنه عندما يعلن اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل وبكل عنجهية واستكبار أنه سيخضع له العالم وستتاسبق عواصم العالم من اوروبا الى الصين والعالمين العربي والاسلامي وكندا واستراليا، لتلحق به. لكنه بدا غريبا وحيدا معزولا معه فقط اسرائيل. هذا الامر مهم ويجب البناء عليه وأن تعمل الحكومات العربية والاسلامية على تحصين مواقف الدول الرافضة لهذا الاعتراف”.
وتابع: “يجب أن نقدر المواقف التاريخية لكل المرجعيات الدينية الاسلامية، السنية والشيعية، الى المرجعيات الدينية المسيحية على اختلافها وخصوصا في مشرقنا العربي. يجب أن نقدر كل التحركات الشعبية المختلفة، في الاعلام والاعتصامات التظاهرات خصوصا التي خرجت في مدن كثيرة وعبرت فيها الجماهير عن غضبها وادانتها لهذا العدوان والتزامها بقضية القدس وفلسطين”.
وقال: “أخاطبكم أنتم الذين تتظاهرون اليوم في الضاحية وكل الذين تظاهروا وكل الشعوب العربية والاسلامية والجاليات في العالم، أقول أن تظاهركم اليوم على درجة عالية في سياق المواجهة القائمة مع العدوان، اعرفوا قيمة حضوركم في الميادين والساحات وعلى مواقع التواصل وعلى كل اشكال التعبير، لان الرهان كان أنكم نستيم وتعبتم”.
واكد ان “الاحتضان الشعبي الذي يعبر عنه يشكل دعما معنويا كبيرا جدا للمقاومين والمنتفضين”. وقال: “كل تظاهرة او اعتصام او احتشاد كان يحصل في اي مكان في العالم كان يزيدنا قوة ويشعرنا أننا لسنا وحدنا. الشعب الفسلطيني بحاجة الى هذا الحضور الجماهيري والشعبي، التظاهرات اليوم تشكل البيئة الحاضنة في مواجهة العدوان”.
واردف: “للذين تظاهروا كل الشكر والدعوة لمواصلة التحدي، وهذا شكل من اشكال المواجهة، اليوم قد نشهد بعض الخروقات كما حصل في الوفد البحريني، هذا الوفد لا يمثل شعب البحرين ولا ارادة البحرين، بل يمثل السلطة الغاشمة التي ارسلته وحملته رسالة الملك حول السلام والتسامح والعيش المشترك مع الذين يهودون القدس والمحتل. هذا لا يعبر عن شعب البحرين، الشعب خرج في تظاهرات للتعبير عن تضامنه مع القدس واطلق عليه الرصاص وقمع. هذه فضيحة للسلطة التي تقمع الشعب وتمنعه من التظاهر لاجل فلسطين وترسل وفدا للتطبيع مع العدو”.
واشار الى ان “من فائدة القرار الاميركي أن يميز الخبيث من الطيب على امتداد العالم العربي والاسلامي”. وقال: “هناك شعبان خرجا وواجها الرصاص، الشعب الفلسطيني واليمني”.
واكد نصر الله “اننا في لبنان اليوم نفتخر باجماعنا الوطني حول القدس وحول فلسطين، وحول الموقف من قرار ترامب المدان والمستنكر من قبل جميع اللبنانيين، والمواقف التي أعلنت من قبل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والكتل النيابية والنواب ورئيس الحكومة ومختلف القوى السياسية والمكونات الشعبية وصولا الى الخطاب المميز لوزير الخارجية في اجتماع الدول العربية في القاهرة”.
وقال: “نجدد العهد أن نبقى مع فلسطين والقدس ومع المقدسات الاسلامية والمسيحية. نشهد اليوم انتفاضة حقيقية في الروح والفكر والموقف والارادة والميدان والشارع، فيها مسلمون ومسيحيون يتضامنون للدفاع عن المقدسات”.
وأشار الى انه “في اليوم الثلني لقرار ترامب اجتمعت حكومة العدو وأعلنت بناء 14 ألف وحدة سكنية وتغيير الاسماء العربية للشوارع، هذا القرار الاميركي يجب أن نعرف أنه جاء في سياق وليس معزولا، عندما نعود الى ما قبله سنفهم ماذا جرى في منطقتنا خلال السنوات الماضية، عندما كنا نتحدث عن المشروع الاميركي الصهيوني في تدمير دولنا وشعوبنا وجيوشنا. عام 2011 قلنا لكم أن أميركا التي تدعم الجمعات الارهابية وفي مقدمها داعش هدفها تدمير مجتمعاتنا وتصفية القضية الفلسطينية حتى يأتي يوم ينسى فيه الناس فلسطين. لكن ستخيب آمالهم. وهذه الخطوة لها ما بعدها، الاميركيون سيقولون أن القدس خارج البحث ويجب اكمال التسوية في المشروع الاميركي الاسرائيلي”.
واكد ان “على الامة جمعاء مواجهة المشروع الاميركي والمسؤولية لا تقع فقط على الشعب الفسلطيني”، وقال: “اذا رفضتم الخضوع للاملاءات الاميركية وبعض العربية، اذا لم توقعوا على اي مشروع واصريتم على القدس عاصمة أبدية لفلسطين ورفضتم كل عائلة “أبو ديس” اذا رفضتم ذلك لا ترامب ولا كل العالم ستنتزع المقدسات والقدس. أنتم الاساس في أي موقف”.
اضاف: “اذا تخليتم سيقال لكل من يريد أن يقف من أجل القدس، هل تريد أن تكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين، موقفكم يا شعب فلسطين هو المفتاح لكل المرحلة التاريخية المقبلة وعليكم الرهان وكلنا معنيين أي نكون معكم”.
وتابع: “بناء على ما تقدم وعلى نتائج هذا القرار، وعلى كل أولئك الذي كانوا ما زالوا يراهنون على أميركا وعلى تدخل أميركي لمصلحة الفسلطينيين، تمت الحجة على الذين سلكوا طريق المفاوضات العقيم. أميركا ليست راعية سلام في فلسطين والمنطقة، أميركا صانعة اسرائيل وراعية الارهاب والاحتلال والتهويد والتهجير والاحراق والتدمير والفتن. أميركا صانعة داعش والجماعات التكفيرية، موقف الامة الوحدوي يجب أن يكون الموت لاميركا”.
وشدد على “أن تعلن جامعة الدول العربية وقمة التعاون الاسلامي وقف عملية السلام، وأن يكون الرد على قرار ترامب انتفاضة”، وقال: “الفلسطينيون دائما كانوا السباقين في المقاومة والمواجهة الشعبية والانتفاضة ومعليمن كبار. الفلسطينيون هم الذين يقرروا ما يجب عليهم أن يفعلوا”.
اضاف: “أقول لاهل القدس وفلسطين، أي وفد يأتي مطبعا، اطروده واضربوه بالنعال وارجموه بالحجارة لانه لا يمثل شعبه، ويجب أن تحاسبه حكومته. الضغط السياسي لعزل اسرائيل وأهم خطوة مطلوبة من السلطة الفلسطينية، قولوا لهم انتهينا من عملية التفاوض والتسوية ما لم يعود ترامب عن قراره هذا”.
ودعا الى “أن تتركز كل الجهود والضغوط بخط عريض على عزل الكيان الصهيوني مجددا”، وقال: “احاول أن أذهب الى نقاط واقعية ليس المهم أن نرفع الشعارات، من أهم الردود على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل هو العودة الى عزل هذا الكيان بالكامل عبر الضغط الشعبي والجماهيري وفي المجالس النيابية والحكومات والانظمة ومواقع التواصل وعلى بعض النخب المستسلمة، يجب الضغط على الحكومات لقطع العلاقات واغلاق السفارات الاسرائيلية، ووقف على الاشكال مع الصهاينة، عربي أو فلسطيني، ومنع أي شكل من اشكال التطبيع وتفعيل عمل المقاطعة”.
وقال: “ان أهم رد على قرار ترامب العدواني هو اعلان انتفاضة فلسطينية ثالثة. وعلى كل العالم العربي والاسلامي أن يساندهم. وانا لا اتكلم باسم حزب الله بل باسم كل محور المقاومة. دول محور المقاومة تخرج من محنة السنوات الماضية بالرغم من الجراح والالام تخرج منتصرة قوية صلبة، هذا المحور يلحق الهزيمة بكل الادوات التكفيرية، اليوم محور المقاومة سيعود ليكون أولوية اهتمامه للقدس وفلسطين”.
ودعا “جميع فصائل المقاومة في المنطقة وكل الذين يؤمنون بالمقاومة للتواصل والتلاقي لوضع موقف لمواجهة العدوان، لنستعيد القدس ولتبقى القضية، لوضع استراتيجية موحدة للمواجهة، لنواجه جميعا باستراتيجية واحدة وواضحة ولوضع خطة ميدانية وعملانية متكاملة تتوزع فيها الادوار وتتكامل الجهود في هذه المواجهة الكبرى، نحن في حزب الله سنقوم بمسؤولياتنا كاملة في هذا المجال”.
اضاف: “يجب أن تثقوا بربكم وبوعد الله “ان تنصروا الله ينصركم”، ان الله نصرنا بحضورنا ووحدتنا وتلاقينا وتحملناالمسؤولية وعدم خوفنا وتراجعنا. ثقوا بربكم وأمتكم وبحركات المقاومة وبمحور المقاومة الذي نقل الامة من عصر الهزائم الى عصر الانتصارات. أرادوا لهذا القرار أن يكون بداية النهاية للقدس وللقضية الفلسطينية، فلنجعل القرار الاميركي الاحمق الغاشم بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب الى الابد وليكون شعارنا الموت لاسرائيل. يجب أن نحول الخطر الى انجاز، وهذه الهزيمة الدبلوماسية للحكومات العربية أن نحولها الى انتصار لفلسطين وللمقدسات. نتانياهو أطلق من باريس تهديدات للمقاومة وللبنانيين، هو يريد أن يجعل المسألة سلاح حزب الله صورايخه، وأنا لن أرد عليه، لان المسار يجب أن يبقى للقدس، العاصمة الابدية التي لن نتخلى عنها، القدس التي يقول عنها الشعب الفلسطيني “للقدس رايحيين شهداء بالملايين”.
وختم نصرالله: “بكل ثقة ويقين أقول لكم قرار ترامب سيكون بداية النهاية لاسرائيل. هذه وقفتنا وهذا موقفنا والتزامنا والى الابد. نحن في لبنان بلد المقاومة وبلد التضحيات والشهداء وبلد الانتصارات، بقينا مع فلسطين وسنبقى حتى يصلي المسلمون في المسجد الاقصى والمسحيون في كنيسة القيامة، ولن نترك فلسطين والقدس والمسجد الاقصى لأنه يمثل العنوان الذي استشهد من أجله الحسين”.