نظم الحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل والجماعة الإسلامية، لقاء وإعتصاما حاشدا في ساحة الرئيس جمال عبد الناصر في بلدة برجا، تضامنا مع مدينة القدس، حضره النائبان علاء الدين ترو ومحمد الحجار، وكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في اقليم الخروب الدكتور سليم السيد واعضاء من الحزب، المنسق العام لتيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال واعضاء مكتب المنسقية والدوائر والاقسام، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في جبل لبنان عمر سراج ومسؤولون من الجماعة في الجبل، ورئيس بلدية برجا نشأت حمية ورؤساء بلديات ومخاتير واحزاب وفاعليات وحشد من الاهالي ووفد من الفصائل الفلسطينية تقدمها امين سر حركة فتح في اقليم الخروب عصام كروم، الذي احضر معه علما كبيرا لفلسطين حملته مجموعة من الشباب.
ورفعت في الاعتصام الاعلام اللبنانية والفلسطينة، واللافتات المنددة بالقرار الاميركي، كما هتفت الحشود لفلسطين والقدس.
وتحدث بداية ابراهيم الشمعة، فألقى كلمة الجماعة الاسلامية، وأشار الى “ان للقدس مكانة عظيمة في وجداننا وعقولنا وضمائرنا، فهي قبلة المسلمين الاولى ومسرى النبي محمد من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى، وكأن الله يقول لنا: ان الزمانين والمكانين والمسجدين مرتبطين ارتباطا وثيقا، ومن يفرط بالقدس يسهل عليه ان يفرط بالمسجد الحرام”.
وختم: “ان مكة قديما لم تتحرر إلا عندما تحررت من اصنامها وطواغيتها، واليوم القدس لن تتحرر الا بعد ان نحررها ونحرر الأمة من أولئك الطواغيت القابعين على صدورنا. ويجب على الأمة ان تحرر نفسها اولا من رؤسائها وحكامها. قديما مكة حررت بهذا الطريق والقدس لن تتحرر الا بنفس الطريق. والقدس يجب ان تحرر بوحدتها بمسلميها ومسيحييها”.
وألقى كلمة الحزب التقدمي الاشتراكي مرشح الحزب في الشوف الدكتور بلال عبدالله فقال: “ليس غريبا ان ينتفض اقليم الخروب، اقليم الشموخ والعنفوان والعروبة، اقليم عبد الناصر، اقليم كمال جنبلاط، اقليم الاعتدال والانفتاح المسيحي والمسلم ليوجه صرخة مدوية للقدس: نحن مع الشعب الفلسطيني”.
وتابع: “ليس صدفة ان نجتمع في برجا، بكل تلاوينها واهلها وشبابها وشيبها، برجا التي لقن ابطالها في المقاومة الوطنية اللبنانية درسا لا ينسى للإسرائيليين لنقول في ذلك الزمن قلة من الرجال، يومها هزمت الانظمة، ولكن وقف اهل الاقليم نصرة لفلسطين. اميركا لم تجدد خيارها هي اكدت هذا الخيار بالانحياز الكامل لإسرائيل ضد قضايا العرب. لذا آن الاوان ان نتعظ وان نوحد صفوفنا وننبذ الانقسامات والصراعات العبثية وان نمارس الممانعة والمقاومة في الوجهة الصحيحة والمكان المطلوب. كفى استنزافا لمقدرات الامة العربية والاسلامية، لنترك الاحلام المستحيلة، احلام الجغرافيا والتاريخ المشبوهة ولنحلم فقط بفلسطين ولنحلم بالقدس محررة، وليكن هذا الشعار موحدا وجامعا لكل قوانا السياسية على مد الأمتين العربية والاسلامية. والاهم من كل ذلك ان نحرر الانسان من هذا السجن الكبير الذي وضعه فيه هذا النظام العربي والاقليمي المتعثر والذي اعتاد التبعية وسياسة المحاور والصراعات العبثية والمذهبية”.
بدوره ألقى النائب الحجار كلمة فأكد ان “ساحة برجا، وساحة الرئيس جمال عبد الناصر، عودتنا دائما ان تكون مقدامة في كل الأستحقاقات الوطنية والقومية”.
وقال: “إننا نرفض وندين ونستنكر قرار الرئيس الأميركي بخصوص إعترافه بمدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني، فهذا القرار اعطاه من لا يملك الحق، والذي يثبت مرة جديدة ان اكبر قوة في العالم تكيل ليس فقط بمكيالين، بل بعدة مكاييل، وتبعا لمصالحها ضاربة بعرض الحائط مصالح الآخرين والفلسطينيين والعرب. لقد اراد الرئيس الاميركي من خلال هذا القرار ان يعطي الشرعية للاحتلال الإسرائيلي، وليبرره، بقرار مخالف للشرائع والأعراف والقوانين الدولية، وكلنا نعلم القرار الذي اخذه مجلس الأمن الدولي في كانون الاول الماضي، والذي رفض فيه ان يكون هناك استفراد في موضوع القدس، لكن الرئيس الأميركي اليوم ضرب كل شيء بعرض الحائط، ليغطي عدوانية وغطرسة العدو الإسرائيلي”.
أضاف الحجار: “اننا نرفض هذا القرار لعدة اسباب: دينية ووطنية وقومية ولأسباب انسانية وأخلاقية”. نرفض القرار لأن القدس هي اولى القبلتين لدى المسلمين، وثانيا لأنها ثالث الحرمين، وهي مهد المسيح عليه السلام، وحاضنة الرسالات السماوية”.
وشدد على ان “القدس عربية اسلامية ومسيحية”، معتبرا “ان القرار الأميركي جاء ليعطي الشرعية لهمجية العدو الإسرائيلي”. وقال: “ان السبب الذي يشجع ويدفع بعض الغرب لمثل هكذا مواقف هو تفرقنا وتفتتنا والبحث دائما عن المتناقضات والاختلافات عندنا، حتى في الملمات بدل التفتيش عن القاسم المشترك بيننا”.
وشدد كذلك، على ان “المطلوب اليوم وحدة فلسطينية تنهي حالة الشقاق”، مؤكدا “أهمية وضرورة الوحدة الوطنية اللبنانية لمواجهة مثل هذا القرار”، لافتا الى “ان القرار الأميركي سيكون له تأثير على لبنان”. واشار الى “ضرورة الإلتفاف حول الدولة ومؤسساتها الشرعية، وليس كالعراضات العسكرية وغيرها، كالتي شاهدناها بالأمس في جنوب لبنان”، معتبرا ان “ليس بهذه الطريقة تتوحد الجهود، وليس بهذه الطريقة نلاقي رغبة ودعوة الرئيس سعد الحريري للحفاظ على الاستقرار في البلاد”.
وتحدث عن “ضرورة التضامن العربي والإسلامي لمواجهة التحديات وملاقاة مواقف دول عدة ترفض قرار ترامب”.
وختم الحجار كلمته بقصيدة للشاعر علي محمود طه.
وختاما كانت كلمة لرئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي ممثلا راعي أبرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمار، فقال: “في لحظة الإشتباك العربي، والخلافات العربية وسعي الحكام في هذه البلدان اليوم التي تعاني اليوم الخراب والدمار والحروب، سعيهم الى البقاء على كرسي الحكم والسلطة، جاء قرار الرئيس الأميركي جريمة موصوفة بحق التاريخ وبحق الشعب الفلسطيني، وبحقنا جميعا في الارض المقدسة لجميع المسيحيين والمسلمين”.
ولفت الى أن قرار ترامب “جريمة بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وتعد على مقدساتنا المسيحية والإسلامية في القدس”.
وأشار الى أن الكنيسة في فلسطين وعلى اختلاف مذاهبها وطوائفها “تؤكد ان قرار الرئيس الأميركي اعتداء على المقدسات وعلى كل الشعب الفلسطيني بكل فئاته وطوائفه ومذاهبه”.
وختم القزي بالتذكير بأن الباب فرنسيس كان قد حذر الرئيس الأميركي من مغبة هكذا قرار “يعرض ويهدد السلام ويزعزعه في الشرق الاوسط ويقود الى الفوضى والحروب”.