تظاهر مئات الفلسطينيين واللبنانيين امام جامع الامام علي في الطريق الجديدة، رفضا لاعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب نقل السفارة الاميركية الى القدس وجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وذلك بدعوة من الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية واتحاد المرأة الفلسطينيين والمجلس النسائي اللبناني وجمعيات المجتمع المدني الفلسطيني واللبناني واهالي مخيمي صبرا وشاتيلا.
وسار المتظاهرون في مسيرة انطلقت أمام الجامع باتجاه مقبرة الشهداء في قصقص مرورا بشوارع الطريق الجديدة.
ورفع المتظاهرون اعلاما فلسطينية ولافتات كتب عليها “القدس عربية”، “الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ترفض قرار ترامب”، “تحركوا يا مسؤولي العرب”، “القدس عاصمة دولة فلسطين فقط”، “القدس خط احمر والعاصمة الابدية لدولة فلسطين”.
وألقيت كلمات امام مدافن الشهداء عبرت عن الغضب الكبير من اعلان ترامب ووصفته “بالجريمة التي تضاف الى جرائم العدو الصهيوني واعلان حرب جديدة ضد الشعب الفلسطيني”، واكدت التمسك بالقدس وفلسطين والمقاومة.
بداية كانت كلمة المجلس النسائي اللبنانية القتها المحامية اقبال دوغان التي دعت كل نساء لبنان وفلسطين الى تربية اولادهن واحفادهن على ثقافة ان القدس عربية والعودة الى فلسطين حتمية.
واعتبر زهير العبيدي عن “الجماعة الاسلامية” ان “القدس اليوم مخطوفة من المجرم ترامب”، مشيرا الى ان “الاعلان هو قنبلة مدوية خالف فيها كل المواثيق والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن الدولي”.
وقال: “هذا المجرم ارتكب مجزرة ليس بحق الشعب الفلسطيني والعربي فقط، بل بحق شعوب العالم الحرة”.
وطالب العبيدي الحكومة عبر المجلس النيابي “بقرار فوري بطرد السفير الاميركي في لبنان”، مشددا على “اننا لن نرضى من الحكومة اقل من اتخاذ هذا القرار”.
من جهته، القى ممثل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات كلمة قال فيها ان “القدس ستبقى عاصمة لدولة فلسطين شاء من شاء وابى من ابى”.
واعتبر ان “اعلان ترامب باطل ومرفوض لانه يهدر حق الشعب الفلسطيني”.
ووجه ابو العردات التحية لكل الشعب اللبناني وقياداته، محييا رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري على وقوفهم الى جانب الشعب الفلسطيني، ودعا الجميع الى الوحدة تجاه فلسطين، وقال: “كفانا خرابا ولنتجه الى الوحدة”.
وأكد أن “المطلوب مواقف قمة عربية تتخذ قرارات واضحة وتعلن من خلالها ان القدس عاصمة فلسطين، ولا رجعة عن هذا القرار”.
وعن “الحملة الاهلية لنصرة فلسطين ومنتدى القدمي العربي”، دعا عدنان برجي اللبنانيين الى الامتناع عن لقاء اي مسؤول اميركي، وقال: “اميركا واسرائيل واحد بعد اعلان ترامب”.
والقى المسؤول السياسي في حركة “حماس” احمد عبد الهادي كلمة التحالف، فأشار الى ان “الرد لدى الشعب الفلسطيني هو المزيد من التمسك بالقدس وفلسطين والمقاومة الشعبية والانتفاضة في الضفة الغربية والمقاومة في غزة والتمسك بحق العودة”.
بدوره رأى معن بشور في كلمة الجمعيات البيروتية ان “هذه المسيرة العفوية التي اردناها رمزية تحولت الى جماهيرية كبرى، وهي تعبير عن روح لبنان وبيروت”. وقال: “اذا كان وعد بلفور قبل 100 عام اسس لهذا الكيان الغاصب، فلنجعل اليوم بداية نهاية هذا الكيان بفعل الوحدة”.
وقالت رئيسة اتحاد المراة الفلسطينية آمنة جبريل ان “اعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني جريمة تضاف الى جرائم الصهيونية، الا انها فرصة ايضا لتوحد الشعب الفلسطيني في رؤية واحدة وموقف واحد واستراتيجية واحدة لمواجهة هذا التحدي الذي يتنكر لكل حقوقنا”. ورأت أن “القدس بحاجة لاليات عمل من اجل التراجع عن هذا الاعلان”.
واختتمت التظاهرة بدعاء من امام مسجد شاتيلا للشيخ فؤاد عبد اللطيف، ثم توجه الجميع الى مقابر الشهداء لقراءة الفاتحة.