فنيش خلال رعايته افتتاح المدينة الرياضية في بعلبك: منفتحون على ترسيخ الاستقرار وإيجاد الحلول لمشكلات المواطن

أقامت بلدية بعلبك احتفالا باستلامها منشأة المدينة الرياضية، برعاية وزير الشباب والرياضة محمد فنيش وحضوره ووزير الصناعة حسين الحاج حسن، والنواب: اميل رحمة، علي المقداد، كامل الرفاعي، نوار الساحلي والوليد سكرية، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، رئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان ورئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، ورؤساء بلديات قرى الجوار وفاعليات سياسية واجتماعية ورياضية وكشفية.

واستقبل الوزير فنيش بعروض الخيالة، واستهل الاحتفال بالنشيد الوطني، فكلمة لعريفة الحفل العداءة هدى رعد تحدثت فيها عن “أهمية وضع ملعب وتجهيزات المدينة الرياضية بخدمة الأندية والرياضيين”.

وتحدث العميد اللقيس، فأشار الى أن “الرياضة رسالة حب وتسامح بين الجميع، وهي مدعاة للتحلي بالأخلاق الحميدة والثقة بالنفس وقوة الإرادة والصبر والالتزام بالأنظمة والقوانين. وتقديرا لثقتكم الغالية ببلدية بعلبك ووضعكم بتصرفها هذه المدينة الرياضية، نعدكم ونتعهد أمامكم بصيانتها والمحافظة عليها برموش العيون، وبتشغيلها على أكمل وجه ليستفيد منها كل الرياضيين، وإلى المزيد من الإنجازات والعطاء لكل اللبنانيين وفي كل المناطق اللبنانية”.

وتحدث النائب رحمة، فقال: “كل من لا ينضح عرقا على أرض الملعب، لا يرشح دما في سبيل وطنه، هذا شعار قرأته في إحدى المباريات الكبرى في الجزائر بلد المليون شهيد، عندماكنت لاعبا في كرة السلة وهو على حق. نحن الآن في زمن مولد النبي محمد وفي زمن الاستقلال وعشية ميلاد المسيح، وفي زمن قدسية الشهادة، وفي مناسبة رياضية، والرياضة عنوانا للترفع والتضامن وللعزم من أجل الانتصار في منافسة شريفة، ونحن نحتفل معكم الآن لندشن صرحا رياضيا كبيرا في هذا الزمن بالذات إلى جانب جرود حررتها المقاومة والجيش اللبناني، ولولا هذا التحرير لما كنا نجتمع الآن هنا أو في أي بقعة من لبنان، لأن المساحة الحيوية للانتصار تحمي كل لبنان”.

ورأى أن “الجو الرياضي خيم على المسؤولين الرسميين وهذا مهم جدا، فخامة رئيس الجمهورية بالأداء الحكيم والحازم والمتعاون، موقفه ينبع من الروح الرياضية، ودولة الرئيس نبيه بري بذات الصفات، ورئيس الحكومة المتريث بذات الصفات، والسيد حسن نصر الله يغور في التواضع وفي احتضان كل اللبنانيين، ولا ننسى مواقف المفتي دريان وموقف وليد جنبلاط، ومواقف وزيري الخارجية جبران باسيل والداخلية نهاد المشنوق التي كانت هامة جدا، خلال الأزمة التي مرت على لبنان”.

وتحدث الوزير الحاج حسن فقال: “تسليم بلدية بعلبك إدارة هذه المنشأة وتوفير بعض التمويل الذي حول من اعتمادات وزارة الشباب والرياضة إلى البلدية من أجل نفقات إدارة المنشأة، هو إنجاز نوعي عملنا له، وطال انتظاره، ليتحقق مع معالي الوزير محمد فنيش الذي نشكر تجاوبه مع فعاليات المنطقة، ونتمنى على البلدية، وهي على قدر المسؤولية، أن يكون هذا الإنجاز فاتحة خير لأهل المنطقة وشبابها وأنديتها، وليكون هذا العمل محورا لتنمية النشاط الرياضي في المنطقة”.

أضاف: “نؤكد على الوحدة الوطنية والوحدة الإسلامية، وعلى الثوابت التي استشهد من أجلها شهداء الجيش اللبناني والمقاومة التي هي مقاومة العدو الإسرائيلي ومقاومة المشروع التكفيري، واسقاط ودرء الفتنة التي أريد للبنان أن يدخل فيها، ولكن بالتضامن الوطني والمواقف المسؤولة لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وخطاب الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله، وبالتفاهم، استطعنا أن نتجاوز تعقيدات الفتنة التي أريد للبنان الدخول فيها، ونأمل ان تستعيد الحياة السياسية نشاطها حكومة ومجلسا نيلبيا، وأن يستعيد اللبنانيون ما فقدوه خلال شهر”.

وتحدث عن “دعوة رئيس الحكومة سعد الحريري الى اجتماع حدد يوم الخميس القادم لبحث مشروع استثماري إنمائي لبعلبك الهرمل حصة منه للسنوات المقبلة، يشمل صرف صحي وطريق من البزالية إلى رأس بعلبك، وسد العاصي ومشاريع متفرقة تصل قيمتها بين 800 و 900 مليون دولار، وأصبح التمويل لهذه المشاريع مؤمنا تقريبا”.

وتابع: “كما أننا سنكمل النقاش الاقتصادي الذي يهم الناس، وسيتم بحث معضلة الصناعة والزراعة والصادرات وفرص العمل، بعد أن كنا قد توصلنا إلى مواقف متقدمة بهذا الشأن”.

وعدد الحاج حسن المشاريع التي ستنفذ في محافظة بعلبك خلال الأشهر المقبلة، ومنها: “محطة الكهرباء في بعلبك التي سينجز العمل فيها بعد شهرين أو ثلاث. أشهر على أبعد تقدير، لحل مشاكل توزيع الكهرباء وقوة الفولتاج والأمبيراج والترددات، كما بدأ العمل منذ أسابيع في تنفيذ مشروع تزويد 11 بئر مياه بالطاقة الشمسية في نطاق اتحاد بلديات بعلبك، بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار، وبمتابعة من النائب علي المقداد، ومن المتوقع انتهاء الأعمال قبل أقل من ستة أشهر، وقطعنا مرحلتين في مشروع إنشاء ثلاث مدن صناعية إحداها في بعلبك، وخلال زيارتي للأخيرة إلى فيينا تمكنا من تأمين التمويل من الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي، وسيدخل المشروع حيز التنفيذ خلال الأشهر القادمة، ويبقى موضوع تأمين فرص العمل، الذي سيستمر نضالنا لأجله، والذي يتطلب تغيير سياسات الحكومة الاقتصادية”.

بدوره، أكد فنيش أن “مدينة بعلبك وأهلها يستحقون منا كل تقدير، وما يمكن أن نبذله هو حق لهم على وطنهم ودولتهم، لأن أهل هذه المدينة والمنطقة هو تاريخ مشرف على مستوى حمل مسؤولية الدفاع عن الوطن ومقاومة الاحتلال والظلم والطغيان، ويشهد على ذلك كل ما قدمته هذه المنطقة من تضحيات جسيمة كان لها بالغ الأثر في تحرير أرضنا من المحتل الصهيوني حيث لا تخلو بلدة في هذه المنطقة من عدد من الشهداء الذين بذلوا أنفسهم وقدموا دماءهم دفاعا عن سيادة بلدهم وعن حقنا في الحرية والكرامة، وهذه التضحيات الجسيمة مكنت لبنان من أن يحرر أرضه ويلحق الهزيمة بالعدو الصهيوني، وقد حاول الكثيرون أن يزجوا بها في مشروع فتنة، ولكن أهل هذه المنطقة بوعيهم وتمسكهم بقيمهم، أحبطوا مشاريع الفتنة وحافظوا على عهدهم بالعيش الواحد والتمسك بتنوعهم، والتصدي للمشروع التكفيري والإرهابي”.

وقال: “أبناء هذه المنطقة لم يبخلوا بالتضحيات عندما كانت الجرود المطلة على البلدات تعج بالإرهابيين الذين هددوا كامل الوطن، وكان لأهل المنطقة الفضل الأكبر في إحباط هذا المشروع، وتم تحرير الجرود بفضل تضحيات شهداء المقاومة وشهداء الجيش اللبناني، فمن يبذل هذه التضحيات دفاعا عن بلده له حق علينا بأن نهتم بمشاكله، ومن يتصدى للشأن العام عليه التصدي لمشاكل كل أبناء الوطن وكل المناطق، فلا يمكن للقلب أن ينبض بشكل صحيح إذا كانت الأطراف معتلة”.

ورأى أن “بعلبك الهرمل شهدت نهضة من خلال ما عمله ممثلوها منذ عام 1992، وأنا على اطلاع على واقع المنطقة قبل ذلك لأنني تشرفت بمعرفة أهلها في بيوتهم، عندما لم يكن للمقاومة مراكز أو مقرات، كانت البيوت هي المنطلق، وأخص بالذكر سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي كماالكثيرون من عظمائها وشهدائها وقادتها، وبالتالي لا فضل لناإذا بذلنا جهدا في تلبية احتياجاتها، وإننا في الوقت نفسه نسعى دائما من أجل تحقيق العدالة والإنصاف لكافة أرجاء وأبناء الوطن”.

اضاف: “انبثقت الحكومة عن تفاهم وطني لمصلحة الوطن، استطعنا من خلاله تجاوز مشكلة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وإعادة انتظام العمل في المؤسسات الدستورية، وتشكيل حكومة تحلت بروح الوفاق والتفاهم لمصلحة الوطن ولمصلحة جميع المشاركين فيها، وليس لخدمة جهة من الجهات، لأنه عندما يكون الوطن رابحا، تكون كل مكونات الوطن رابحة، والدليل على صحة وضرورة هذا التفاهم ما تحقق من انجازات منها اعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، وتوفير الغطاء والحصانة للمقاومة وللجيش وللمؤسسة العسكرية والأمنية، وتحرير كامل أرضنا من احتلال الجماعات التكفيرية والإرهابية، وتثبيت معادلة الردع مع العدو الصهيوني، فبات وطننا نموذجا في المنطقة، وإنجاز قانون انتخابات، وإنجاز قانون موازنة، وانتظام المالية العامة، والبدء بمناقشة ملفات مزمنة كهرباء ومياه، وانجزت قانون بترول ومراسيم، كل هذه الإنجازاتوغيرها هي من إنجازات الحكومة”.

ولفت الى أن “البعض أراد أن يعوض خسائره في المنطقة في افتعال أزمة في لبنان، ولكن الجميع فوجئ بأن لبنان محصن، الرئيس عون كان نموذجا في الدفاع عن الكرامة الوطنية والتصدي لهذه الهجمة، وكذلك الرئيس نبيه بري، وموقف قائد المقاومة السيد حسن نصر الله، ومواقف القيادات السياسية الأساسية، واستطعنا أن نحبط هذا المشروع الفتنوي، ونحن بانتظار أن تنجلي هذه الأزمة وعودة النشاط الحكومي، واستكمال الإنجازات، وإجراء الانتخابات في موعدها”.

وأردف: “بقدر ما نحن متمسكون بثوابتنا التي هي حماية الوطن من الخطر الصهيوني ودفع الخطر التكفيري، نحن منفتحون على كل ما يؤدي إلى ترسيخ الاستقرار، وإيجاد الحلول لكل ما يعاني منه المواطن من مشكلات”.

وختم، مباركا “افتتاح هذه المنشأة وتسليم البلدية أمانة مسؤولية هذا المشروع الذي أنشئ قبل عشرين سنة، بانتظار أن ننشئ الهيئة العامة للمؤسسات الرياضية والكشفية، نريد أن نوفر كل ما تحتاجه طاقات الشباب لتنمية وإبراز مواهبهم الرياضية”.

بعدها قص فنيش شريط افتتاح المدينة الرياضية في بعلبك.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *