جنبلاط: هذه نصائحي للمملكة!

غرد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عبر حسابه “تويتر”: “‏إستوقفتني اليوم المقابلة التي أجراها الأمير محمد بن سلمان مع الصحافي المعروف توماس فريدمان. وسأعلق على بعض من النقاط التي وردت في المقابلة، وسأسمح لنفسي بإعطاء بعض النصائح من باب الحرص على نجاحها وبالتالي إخراج المملكة من التقوقع والتزمت”.

أضاف: “‏يطرح الأمير محمد إجراء شبه ثورة ثقافية تعيد المملكة إلى ما كانت عليها قبل عام ١٩٧٩ وهذا مهم جداً لخلق تيار الاعتدال الإسلامي فيها بعيداً عن التزمت وإنفتاح على جميع الأديان، وزيارة البطريرك الراعي خير مثال، وقد قيل لي أن كنيسة قديمة ستُفتح في إنتظار تشييد كنيسة جديدة”.

وقال: “‏وحذار في هذا المجال الاستعجال أو حرق المراحل. لنتذكر الثورة الثقافية في الصين في الستينات والأضرار الفادحة التي تركتها. إنني أفضّل الانفتاح التدريجي على طريقة Deng Xio Ping الذي فتح باب التحديث في الصين. لكن طبعاً لكل بلد له خصوصيته”.

وأردف جنبلاط قائلاً: “‏ناهيك عن الأضرار الفادحة التي خلفتها الثورة الثقافية إلى أن أتى Deng Xiao Ping الذي فتح على طريقته باب التحديث والذي أعطى “صين” اليوم.. بالمناسبة، يُستحسن درس تجربة التنظيمات في تركيا أيام السلطنة العثمانية ولماذا لم تنجح.. لكن كل بلد له خصوصيته”.

وقال جنبلاط: “‏لكن يا سمو الأمير، التحديات هائلة وتحديث المملكة ضرورة إسلامية وعربية. إلا أن هذه المهمة لا يمكن أن يُكتب لها النجاح وحرب اليمن مستمرة. لستُ لأذكر بأن اليمن هو بمثابة أفغانستان العالم العربي وما من أحد إحتلها أو حكمها من الخارج. العثمانيون بقوا على الأطراف والإنكليز في عدن وبعض المدن”.

أضاف: “ولاحقاً ذاقوا الأمرّين. أما عبد الناصر فقد هزم في اليمن وكنتم أنتم على أيام الملك فيصل رحمه الله من ساند “الزيود” آنذاك الحوثيين اليوم لمحاربته وقاتلوا شر قتال. لاحقاً، جرت التسوية بعد مؤتمر الخرطوم والصلح بين فيصل وناصر وقد لعب الشيخ صباح على حد علمي الدور الأساسي في هذه الصلحة”.

وقال: “‏أما اليوم ومن باب الحرص على المملكة وعلى الشعب اليمني، لا بد من صلح أو تسوية، سموها ما شئتم. ولا عيب ولا غضاضة بالكلام المباشر مع الجمهورية الإسلامية لترتيب هذه التسوية بعيداً عن التهجمات الشخصية من هنا وهناك التي لا تجدي نفعاً. السلم والوفاق يجب أن يسود بين الشعبين”.

وتابع جنبلاط: “‏كفى دماراً وحصاراً في اليمن، وكفى استنزافاً بشرياً ومادياً لشعب المملكة وموارد المملكة. آن الأوان لإعمار اليمن بعيداً عن علي عبدالله صالح وعبد الهادي منصور. ليختر الشعب اليمني من يريد وأنتم يا سمو الأمير كن الحكم والمصلح والأخ الكبير كما كان أسلافك. سهل جداً إطلاق الرصاصة الأولى في الحرب”.

وإعتبر أنه “صعب جداً إيقاف الحرب إلا إذا تجاوزت الشكليات وفاتحت الإيرانيين. مصلحة المملكة أهم من أن تُستخدم، لا سمح الله، في حرب بالواسطة نتيجتها بيع السلاح والذخيرة ووعود كاذبة وإستنزاف لموارد السعودية والخليج، هذه الموارد المطلوبة في الإنماء الحقيقي في التعليم وفي التطبيب وغيرها من المجالات”.

وقال: “هذه بعض الملاحظات التي سمحت لنفسي بتقديمها. أما التسوية بالحد الأدنى مع الجمهورية الإسلامية تعطينا في لبنان مزيداً من القوة والتصميم للتعاون على تطبيق سياسة النأي بالنفس وإعادة إخراج لبنان من هذا المأزق الذي حسناً فعل سعد الحريري بالتريث في الإستقالة”.

أضاف: “لاحقاً وبعد وقف الحرب والحروب الإعلامية، لا بد من حوار عربي- إيراني لتحديد كيفية معالجة النقاط الخلافية وتوحيد الجهد لمواجهة التوسع الإستيطاني الإسرائيلي على الأرض العربية والإسلامية عنيت فلسطين. هذه بعض الملاحظات يا سمو الأمير المستوحاة من مقابلتك مع توماس فريدمان”.

وختم بالقول: “‏وعلى سبيل المزاح، فإن حربكم ضد الفساد لا شك خطوة نوعية لكن إحكموا بسيف القانون، وإذا قررت السلطات في لبنان إتباع خطواتكم فقد نحتاج إلى ضعف مساحة الـ Ritz Carlto، وتقبلوا فائق المحبة والاحترام. وليد جنبلاط”.

المصدر: الأنباء

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *