علق النائب أحمد فتفت في حديث لإذاعة “الشرق” على الاستقبال الشعبي لرئيس الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط، فقال: “إنها رسالة قوية جدا من الشعب اللبناني أنه مستمر في قناعته في أسلوب وطريقة ومشروع الرئيس الحريري السابقة ومشروع 14 آذار بالسيادة والحرية والإستقلال وهي مسؤولية كبيرة على كل المسؤولين السياسيين الذين شاهدوا بالأمس هذا التحرك الشعبي بأن يأخذوا في الإعتبار ما يريده الناس فعلا في أن يروا لبنان سيدا حرا مستقلا وقادرا على اتخاذ قراراته بنفسه خارج أي تأثيرات أو أي وصاية خارجية”.
وعما إذا كانت إستقالة الحريري حققت الصدمة الإيجابية التي ارادها، قال فتفت: “يجب أن ننتظر الصدمة الإيجابية التي ستكون على القيادات الأخرى. إن الرئيس الحريري بطريقة تعاطيه وضع النقاط على الحروف وأصبحت كل الأمور على الطاولة. وأمس كان واضحا أن الكرة أصبحت في ملعب “حزب الله” ورئيس الجمهورية ليقرروا ماذا يريدون لمستقبل العلاقات اللبنانية مع العالم العربي والتوازنات الداخلية لأن الموضوع ليس فقط موضوع النأي بالنفس فهو لإعادة رأب الصدع في العلاقات العربية لكن لدينا خلل كبير في التوازنات الداخلية وقد عانى منها الرئيس الحريري”.
وتابع: “قلنا إن الطابة اليوم هي في ملعب “حزب الله” والرئيس عون. والجميع يدرك أن صاحب القرار الأساسي شئنا أم أبينا هو المرشد الأعلى للدولة اللبنانية السيد نصر الله. هناك مسؤولية كبيرة تجاه الرأي العام اللبناني وتجاه مستقبل البلد يجب أن يتم التعاطي معه بكل الأشكال. الآن: هل الحوار هو المطلوب؟ المطلوب هو نتائج. منذ الـ 2006 ونحن نمارس الحوار دون الوصول إلى نتيجة، فهل هناك اليوم تغيير حقيقي؟ هل سيعود “حزب الله” حزبا سياسيا وهل سيقبل بسلاح واحد وجيش واحد؟ هل سيقبل بتحييد لبنان؟”.
واعتبر فتفت أن ليس المطلوب تسوية ما، “لأن التسوية تعني أن هناك أمورا تبقى معلقة”. وقال: “إذا أبقينا هذه الأمور معلقة يعني أننا سنصطدم بالحائط مجددا لأن أي خلل في التوازنات سيحاول الفريق الآخر وهو “حزب الله” إستعمالها لمصلحته. يجب أن يكون هناك إتفاق وطني واضح على ما نريده لهذا البلد، فالتسويات تبقى هشة وعرضة لقرار أي مسؤول سياسي لديه إمكانية في لحظة معينة أن يطير الحوار ويطير التسوية”.
وعن نتائج التريث وما إذا سيستأنف عمل الحكومة والمؤسسات، أجاب فتفت: “هذا الموضوع يعود للرئيس الحرير. هناك مشاكل كبيرة راكمتها الساحة الداخلية بغض النظر عن العلاقات العربية والدولية والنأي بالنفس. هناك أيضا مشكلات في الداخل تراكمت خلال السنة الماضية وأدت إلى إشكالية مع الحكومة مستعدة لمعالجتها. هذا القرار يحتاج أيضا إلى تفسير دستوري. أنا أعتقد أن الفرصة مناسبة الآن لأن نأخذ عبرة من كل الدروس التي سبقت ولنبني عليها ما نحتاج إليه لمستقبل علاقاتنا الداخلية والعربية والدولية”.
ورأى أن اللحظة “يجب أن تكون مفصلية وتأسيسية لمرحلة جديدة وتتطلب قرارا من كل القوى السياسية”. وقال: “حتى اللحظة منذ وصول الرئيس عون إلى سدة الرئاسة هناك فريق واحد هو الرئيس الحريري يسعى ويقدم كل ما يمكن تقديمه من اجل المصالحة الداخلية فيما الآخرون لا يريدون سوى تحقيق المكاسب داخليا وعلى الساحة العربية وتجاوز القرارات الدولية. اللحظة المفصلية تحتاج إلى قناعة من الجميع وليس من فريق واحد”.
وردا على سؤال عن الحديث عن إمكان إنسحاب عناصر حزب الله جزئيا من سوريا والعراق بناء على تمنى من رئيس الجمهورية ميشال عون، قال فتفت: “إذا كان الإنسحاب جزئيا فلا معنى له. أما إذا عاد مليشيا مسلحة فهذا يعني “مكانك راوح”، وسيتدخل في كل شاردة وواردة بقوة السلاح الفعلي أو العملي أو النظري في كل مرحلة من المراحل، فهل هذا ممكن؟ نعم ممكن إذا كان هناك قرار إيراني يسمح بذلك. لذا على الرئيس عون أن يتفاوض بصراحة مع القيادة الإيرانية”.
أضاف: “الموضوع ليس عند “حزب الله” بل عند إيران. “حزب الله” يلتزم بقرار الولي الفقيه الإيراني وبالتالي هذا يحتاج إلى ضمانات دولية بعدم التدخل في الشأن اللبناني. كما يحتاج إلى قناعة لدى الشعب اللبناني بأن يكون لديه إرادة حقيقية بحياد فعلي في المنطقة. لا نريد إلتزما بالكلام والشعارات إنما نريد إلتزاما حقيقيا والذي لا يأتي إلا من القيادة الإيرانية”.
وتابع: “هناك إهتمام عربي بلبنان كما أننا مركز إهتمام العالم الذي لا يهتم إلا بمصالحه وليس بمصالحنا. يجب ان تبنى جبهة داخلية قوية وقادرة على حماية لبنان ومؤمنة بسيادته وبالديمقراطية وإلا فنحن لن نذهب إلى أي مكان”.
وعما إذا كانت الأزمة السورية شارفت على نهايتها، قال فتفت: “منذ سنوات ونحن نسمع إنها شارفت على النهاية. ونأمل ان تحل الأزمة بشكل جدي ليعود الشعب السوري شعبا حرا يستطيع أن يقرر بنفسه ما يريده. هذه الأمنية كبيرة جدا وهذا ما نتمناه كل يوم للشعب السوري لكن الواقع يبدو مختلفا. إن المعطيات الإستراتيجية والإقليمية لا تبشر بالنهاية السريعة. إن الرئيس الروسي لا يهمه سوى مصلحة روسيا وهو يحاول تثمير أمواله ومعداته في الحرب السورية. روسيا تلعب لمصلحة الروس وليس لمصلحة الأسد ولا الشعب السوري. إذا كان هناك من قرار في التوصل إلى نتيجة فيجب ان يكون القرار من الشعب السوري والقيادات الإقليمية”.
وحول موعد الإنتخابات النيابية، قال: “ستجري في وقتها وإن تقديمها لا يقدم ولا يؤخر والعودة إلى قرار الشعب شيء مهم جدا. وأنا متأكد بأنها ستحصل وبعد ذلك سنرى تغييرا كبيرا في الساحة الداخلية فالإنتخابات تحافظ على الديمقراطية وتحصن البلد أيا تكن النتائج”.