استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، مساء اليوم في عين التينة، رئيس الحكومة سعد الحريري ومدير مكتبه نادر الحريري، في حضور الوزير علي حسن خليل.
وبعد اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة، قال الحريري: “التقيت دولة الرئيس بري وتكلمنا في موضوع التشاور الذي سنقوم به، أكان أنا أم هو، حول موضوع النأي بالنفس، والمبدأ الأساسي له أن نجنب لبنان أية مصاعب. اليوم عندما التقيت فخامة الرئيس شرحت له أسباب ما حصل وخلفيته، وما يهمني أن نتطلع الى مصلحة لبنان ومصلحة لبنان فقط. نحن في منطقة مشتعلة وهناك أمور يجب أن نبتعد عنها، وأنا أتكلم عن كل الأفرقاء السياسيين وليس عن فريق سياسي وحده، يعني ان النأي بالنفس يجب أن يكون على الجميع وليس على فريق واحد، وهذا الأمر يحصن علاقاتنا مع أشقائنا العرب ويضع لبنان في الموقع الذي يستطيع فيه أن يكون لديه حوار واضح مع الجميع، وخاصة في الخلافات الإقليمية، ولا سيما أننا بلد صغير ولا دخل لنا بكل هذه الخلافات، وبالتالي نجنب لبنان مشاكل أكبر بكثير من حجمه”.
أضاف: “بالتأكيد فقد أبدى دولة الرئيس بري إيجابية كبيرة كعادته، وإن شاء الله سنعمل جميعا على هذا الأساس، واليوم استمهلني فخامة الرئيس في ما يخص الإستقالة وأنا أريد أن أنظر الى الشيء الإيجابي وعلينا أن نعرف أننا لا نعيش لوحدنا في هذه المنطقة. لذلك أتمنى على الجميع عندما نتناول هذا الموضوع أن نتناوله بالشق الإيجابي وليس على أساس فريق يربح على فريق آخر، وفريقي السياسي أيضا عليه أن يقوم بالنأي بالنفس الفعلي أكان إعلاميا أو عمليا وفي كل الأمور، وعلينا أن ننأى بنفسنا لمصلحة البلد ففي النهاية لبنان هو الأساس. نحن مجموعة من السياسيين اللبنانيين نعمل لمصلحة لبنان فيجب علينا أن نضع هذا الأمر كأساس بالنسبة لنا”.
سئل: عندما أعلنت الإستقالة من المملكة العربية السعودية هناك من قال أنها جاءت تحت الضغط، واليوم أنت تريثت بالإستقالة فهل تم التنسيق في ذلك مع المسؤولين في السعودية؟
أجاب: “أنا تريثت لأن فخامة الرئيس طلب مني ذلك، وتريثت لأنني وجدت من الأفرقاء السياسيين أن هناك إيجابية بالحوار وبالتشاور بأن يكون هناك مواقف إيجابية. وما يهمني هو أن لا يكون النأي بالنفس كلمة، بل أن يكون فعلا وعملا لنجنب لبنان أية مشاكل. لذلك، لأن فخامة الرئيس الذي أشكره على العاطفة التي أبداها تجاهي، طلب مني هذا الشيء، فأقل ما أستطيع أن أقوم به هو أن أتجاوب مع دعوته”.
سئل: هل يمكن للرئيس بري أن يتوسط مع حزب الله في هذا الأمر؟
أجاب: “لا شك أنه بتاريخ علاقتي مع دولة الرئيس، كانت دائما العلاقة إيجابية وبناءة، قد نكون اختلفنا أحيانا في أمكنة معينة ولكن حتى الخلافات التي حصلت بيننا لم تذهب الى خلافات جذرية، نختلف ولكن نتفق في النهاية على مصلحة البلد للجميع”.
سئل: تريثت اليوم في موضوع الإستقالة وما زلت رئيسا للحكومة فهل ستجتمع الحكومة؟
أجاب: “أريد أن أركز على المشاورات وهناك بريد كبير لدي تراكم خلال هذه الفترة ومن صباح الغد سأبدأ بتوقيعه”.
سئل: في السراي؟
أجاب: “ليس مهما في السراي أم في منزلي”.
سئل: هل هناك مهلة زمنية لفترة التريث؟
أجاب: “أعطيت فخامة الرئيس الحرية بأن يتحرك هو وكذلك الرئيس بري وأنا، نحن الثلاثة سنرى مع الأفرقاء السياسيين الآخرين كيف نصل الى مكان معين. وبرأيي اننا قادرون أن نصل، وبرأيي ان الأشقاء العرب يفهمون موقفنا ويعرفون ماذا نحاول أن نفعل أكان بالأمس مع فخامة الرئيس السيسي أو حتى في المملكة العربية السعودية واليوم أيضا دولة الإمارات العربية المتحدة، الأمر كان إيجابيا في ما خص النأي بالنفس. هناك اتجاه لدعم طريقة العمل التي نقوم بها. وأيضا الرئيس الفرنسي الذي يتابع هذا الموضوع بشكل أساسي لإستقرار لبنان”.
سئل: خلال المشاورات التي ستجريها هل من معطيات جديدة للتعاطي مع حزب الله؟
أجاب: “نحن الآن في مرحلة تشاور ومرحلة جس نبض، وبرأيي هناك إيجابيات كانت كبيرة جدا في الحكومة ونحن نريد أن نكبرها شوي. يعني أصبحنا في مكان حساس ويجب علينا أن نحل هذا الموضوع بشكل إيجابي”.