أمل عضو “اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور “استبعاد خيار التصويت في مجلس الوزراء على قانون الإنتخاب، لان هذا الأمر لا يؤخذ غلابا، بل يقر توافقا وتفاهما، والا خيار التصويت هو خيار انقسامي، يضع الكل في موقف صعب، وربما يجبر بعض القوى على اتخاذ خيارات صعبة، ونحن لا نريد وما اردنا في يوم من الايام ان نوضع في هذا المكان. ان المنطق الطبيعي لاقرار قانون الانتخاب هو ان يتقدم وزير الداخلية باقتراح قانون”، وتساءل “ماذا تناقش الحكومة في جلستها الاثنين المقبل”؟.
كلام أبو فاعور جاء خلال رعايته حفل افتتاح مركز طبي اجتماعي (مركز نقل دم)، بدعوة من الصليب الاحمر اللبناني وبلدية راشيا، في مركز الصليب الاحمر في راشيا، في حضور عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب انطوان سعد، المدير العام لتعاونية موظفي الدولة الدكتور يحي خميس، القاضي المذهبي الدرزي الشيخ منير رزق، الشيخ علي الجناني ممثلا مفتي راشيا الشيخ احمد اللدن، شقيقة الرئيس نبيه بري أمينة بري، رئيس الصليب الاحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي والامين العام جورج كتاني واعضاء اللجنة التنفيذية باسل مكاوي، روزبا بولس وسامي الحسيني ومدير العلاقات العامة والاعلام اياد المنذر، قائمقام راشيا نبيل المصري، رئيس بلدية راشيا المهندس بسام دلال، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ الشيخ صالح ابو منصور، وكيل داخلية “التقدمي” رباح القاضي، منسق “التيار الوطني الحر” طوني الحداد وفاعليات.
وقال ابو فاعور: “نريد وطننا على شاكلة الصليب الأحمر وثقافته بانسانيته ووطنيته، ونحن في ايام حبلى باحتمالات منها الفراغ وهو مرفوض ومدان وغير مقبول، واحتمال التمديد وهو يشارك الفراغ بغضا، واحتمال الاتفاق على قانون انتخاب جديد، للأسف ينسى البعض ان هناك قانون انتخاب حالي معمول به، فقانون الستين مستنكر ومرذول لكنه موجود، ربما لا يعجبني قانون السير، ولكن هذا لا يعني ان لا اقف على الاشارة، لماذا هذا التجاهل الكامل لهذا القانون، وهو اقر في اتفاق الدوحة وللتذكير هو قانون 2008 وليس قانون الستين، بل الستين معدلا، وعندما حجت كل القوى السياسية الى الدوحة وقلنا حينها اننا في صلح الدوحة انجزنا اتفاقا وطنيا، فلماذا كان هذا الاتفاق الوطني يجوز في ذلك العام ولا يجوز اليوم”.
أضاف: “نحن لا نطالب بالستين بل باجراء الانتخابات، واذا اتفقنا على قانون جديد نتفق، واذا لم نتفق فهناك قانون ساري المفعول ولا يستطيع احد أن ينكره، ولا نستطيع ان نقود البلاد باتجاه هذه الخيارات القصووية القاتلة؛ فراغ او تمديد، واذا جاء المواطن اللبناني وسأل اين قيمة صوتي؟ ماذا نقول له؟ في صناديق الاقتراع نحفظ قيمة صوت المواطن اللبناني. والآن الحكومة اللبنانية ستتنكب عناء اقرار قانون الانتخابات ومتأخرة لاشهر طويلة، ترك العنان للجان ثلاثية ورباعية وخماسية وسداسيةة ومداولات ثنائية، ووصلنا الى ان الحكومة ستناقش القانون ولكن اي قانون. اين اقتراح وزير الداخلية؟ كل الاقتراحات الأخرى التي طرحت غير ملزمة للحكومة ولم يتقدم بها وزير الداخلية، والمنطق الطبيعي لاقرار قانون الانتخاب هو ان يتقدم وزير الداخلية باقتراح فماذا تناقش الحكومة في جلستها يوم الاثنين؟ وما هي نقطة الانطلاق”؟.
وتمنى “ان يكون جو التوافق، جو ثقافة الصليب الاحمر، المسيطر على النقاشات، في مجلس النواب او في الحكومة. واقول باسم الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي ان التوافق بين القوى السياسية، مهما كان شكل القانون، أفضل من الانقسام، لذلك نتمنى استبعاد خيار التصويت في مجلس الوزراء لان هذا الأمر لا يؤخذ غلابا، بل يقر توافقا وتفاهما، والا خيار التصويت هو خيار انقسامي، يضع الكل في موقف صعب وربما يجبر بعض القوى على اتخاذ خيارات صعبة، ونحن لا نريد وما اردنا في يوم من الايام ان نوضع في هذا المكان”.
واكد “اننا نثق بالضمانات والمسؤولية الوطنية الموجودة لدى كل القوى دون استثناء، نثق بضمانة الرئيس نبيه بري الذي حرص ويحرص ليس على الحزب التقدمي الاشتراكي بل على الوفاق، وثقتنا كاملة بالموقف الوفاقي والضمانة التي يشكلها الرئيس سعد الحريري ونثق بالموقف الذي اعلن عنه حزب الله اكثر من مرة، ونثق بأن رئيس الجمهورية الذي يقود اليوم مسيرة هذا الوطن لن يقود البلاد الى اي خيار انقسامي، وحريص كل الحرص على هذا الوطن، اضافة الى كل القوى السياسية الاخرى، التيار الوطني الحر وغيره من الأحزاب التي لولا رغبتها بالتوافق ما كانت سعت هذا السعي المحموم للوصول الى قانون انتخابي يتم التوافق عليه”.
كما تحدث في الاحتفال رئيس بلدية دير العشاير احمد نصر، فقال ان “الانسان هو الغاية والهدف ومراكز الصليب الاحمر تخدم هذه الغاية السامية”.
وألقى نقولا الصيفي كلمة لجنة راشيا في الصليب الاحمر، فلفت الى ان “صاحب الفكرة لهذا العمل كان المرحوم محمود دلال صاحب الايادي البيضاء، والمركز واحد من المشاريع والانجازات التي قام بها النائب ابو فاعور اضافة الى افتتاح المركز الصحي الجديد بمبادرة من بلدية راشيا”.
ثم تحدث رئيس بلدية راشيا، فلفت الى ان “الانجاز الصحي يضاف الى انجازات مؤسسة لامعة في مجال العمل الانساني والتطوعي قدمت تضحيات كبرى من اجل الانسانية، لان العطاء الحقيقي لا ينتظر شكرا ومديحا”، مشيدا بكوادر راشيا “المندفعين الى الواجب الانساني، فكنا الى جانبهم”. وأكد ان “افتتاح مركز خاص بالنساء جاء تلبية لحاجة، ملحة ما يمنح راشيا ميزة خاصة في تقدير المرأة واكرامها، ولعل بنك الدم هو خطوة مهمة من اجل تعزيز الواقع الصحي، ويضاف الى سلسلة انجازات بدعم من النائبين ابو فاعور وسعد”. كما اكد ان “بلدية راشيا لن توفر الجهد والتعب في تبني كل مشاريع التنمية والعمل مع الخيرين على انجازها، ونحن على ابواب الصيف نشير الى ان هناك اعمالا ومشاريع وانشطة قيد التنفيذ وسيكون صيفا واعدا ومشرقا”.
من جهته اعتبر الزغبي ان “هذا الانجاز هو برسم النائب ابو فاعور حين كان في وزارة الصحة”، وقال: “نشهد لثوابتكم في احترام حقوق الانسان في لبنان وحماية الضعفاء وترسيخ العدالة الاجتماعية، وهذا المركز اتى لترسيخ امن راشيا وامانها، صحيا واجتماعيا، ضمن سياق عدالة توزيع الحقوق والواجبات، مرتكزين على الرسالة الانسانية للصليب الاحمر اللبناني وعلى التسامح والتكاتف والتعاطف والمحبة، والمركز يحترم المعايير الدولية ويغطي حاجات المنطقة”.
والقى سعد كلمة قال فيها: “تطل بعض الرؤوس الحامية فتتعامى عن التاريخ، وتعيد الزمن إلى الوراء، فيطالعنا البعض بقوانين مأزومة وطنيا واجتماعيا، تلغي الشراكة والتنوع، وتغذي التمذهب والفئوية، لقنص مقعد نيابي من هنا أو هناك، وكأن اللقاء الديمقراطي الذي كان رأس حربة في ثورة الإستقلال وانتفاضته، لقمة سائغة امام من يفصل قوانين على قياس احلامه وأوهامه”.
أضاف: “للقاصي والداني نقول من هنا من راشيا، أنتم عبثا تحاولون، فلن يمر قانون انتخاب لا يراعي الشراكة الحقيقة وميثاق العيش المشترك واتفاق الطائف. لن يمر قانون يلهث خلفه البعض لتطويق المختارة وتحجيم دورها الوطني الجامع والعابر للمذاهب والطوائف. وأبلغ رد وقعه أكثر من مئة الف وطني قالوا نعم في ذكرى الشهيد كمال جنبلاط. لن يمر قانون يعيد كوابيس الفرز المذهبي بقانون سمي خطأ وتجنيا بالقانون الأرثوذوكسي، فلا يزايدن أحد علينا لا بانتمائنا الوطني ولا المسيحي، فالمختارة كانت وستستمر صانعة للقرار الوطني بالشراكة مع القوى الفاعلة، ومن غير المسموح لبعض جهابذة هذا الزمن التطاول على هذا التاريخ العظيم”.
واعتبر ان “هذا المقعد النيابي استعاده النائب وليد جنبلاط وحررته أصوات الاحرار في نفوسهم من مختلف الطوائف في انتخابات العام 2005، وهو اليوم لوليد جنبلاط ولأصوات الشرفاء والاحرار والاستقلاليين ولقوى الإعتدال”.
وختم سعد: “تعالوا لنتفق على قانون يحمي الصيغة اللبنانية ويطور حياتنا السياسية ويحفظ هذا النسيج الوطني بروح تتعالى على المغانم وتؤسس لمرحلة جديدة ولقانون انتخاب منصف للجميع. شكرا على هذه الإضافة النوعية اليوم، بافتتاح مركز نقل الدم والعناية الطبية، فراشيا تستحق، وكنت محقا يا وليد جنبلاط حين انصفت راشيا والبقاع الغربي بوائل أبو فاعور نائبا ووزيرا وإنسانا قمة في الأخلاق وتحسس وجع الناس وآلامهم وآمالهم قبل أي شيء آخر. والشكر والعرفان لضمير العمل الإنساني الصليب الأحمر اللبناني عنوان الفداء والتضحية، أنتم تستحقون كل التقدير والدعم لأنكم تمنحون الحياة وتزرعون السعادة ، وكل الشكر لبلدية راشيا ورئيسها على الجهود التي تبذل من أجل راشيا أجمل ومستقبلها الواعد”.
ثم تسلم ابو فاعور درع الصليب الاحمر ورفع الستارة عن لوحة مركز المرحوم محمود دلال لنقل الدم وافتتح المركز وجال والحضور في ارجائه.