‏نصرالله: للعرب “حلّوا عن لبنان” و “الحطة والعقال” مستوردة، وللبنانيين ننتظر عودة الحريري وهو بالنسبة لنا غير مستقيل ومنفتحون على كل نقاش

اطل الأمين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة اليوم، تناول فيها المستجدات والاوضاع، وقال: “هناك مجموعة من التطورات التي حصلت في الأيام الماضية استدعت أن نتكلم اليوم. يجب أن اشير في البداية إلى الذكريات العظيمة في تاريخنا الاسلامي من اجل القيام بواجب العزاء بذكرى وفاة رسول الله. ومن واجبي ان اتوجه بالعزاء الى عوائل ضحايا الزلزال في إيران وإلى السيد علي الخامنئي والرئيس حسن روحاني وعموم الشعب الايراني. تقدم إيران نموذجا عن طبيعة العلاقة بين شعبها في ما بينه على اختلاف قومياته وعلاقة الشعب بالدولة وعلاقة الدولة بالشعب. كما أعزي أيضا شعب العراق بضحايا الزلزال”.

أضاف: “شهدنا الاسبوع الماضي تحرير آخر مدينة عراقية وقضاء عراقي من سيطرة داعش، واعلنت الحكومة العراقية ان داعش لم يعد تسيطر على اي مدينة عراقية. داعش كبنية عسكرية وكتنظيم قد انتهى في العراق. ولقد وصلت القوات العراقية الى الحدود السورية، ونحن في انتظار انتهاء التطهير الكامل، واليوم الذي ستعلن فيه الحكومة العراقية النصر الكامل وهذا بات قريبا. وبالنسبة الينا، منذ بداية مؤامرة داعش في العراق، وبالتنسيق مع الاخوة في العراق، أرسلنا عددا كبير من قادتنا الى هناك وسقط لنا شهداء وجرحى”.

وتابع: “نحن مع الاخوة في العراق سنقوم بمراجعة للموقف، واذا وجدنا انتفاء الحاجة لعدم وجودنا هناك سيذهب اخواننا الى ساحات اخرى، هذا لا علاقة له ببيان الجامعة العربية بل له علاقة بانتهاء داعش”.

واردف: “في الجانب السوري لدينا معركة البوكمال. واليوم، نحن امام انجاز عسكري كبير جدا واهمية الموضوع انه اخر مدينة تسيطر عليها داعش في سوريا، واهمية البوكمال في انها مدينة حدودية وعلى معبر القائم ، وبالتالي تم الوصل بين سوريا والعراق وهذا معبر دولي قائم. والوصل بين الحدود تحقق، وهذا ما عملت على منعه الادارة الاميركية ، وهذا النصر يعزز وحدة سوريا ومشروع التقسيم قد سقط”

وتابع: “الامر الذي يجب ان نتوقف عنده هو انتهاء دولة داعش؟ نستطيع اليوم ان نقول مع تحرير البوكمال سقطت دولة داعش، وهذا لا يعني انتهاء التنظيم. في سوريا داعش ما زال موجودا في بعض الاجزاء، لكن بنية الدولة انتهت، واكتفي بهذه الامور فقط”.

وأردف: “عندما يعلن العراقيون والسوريون نصرهم على داعش نحتاج إلى احتفال بالنصر الكبير، انتصار القيم الانسانية على التوحش، وفي ذلك الحين يجب أن نجدد القول إن على كل شعوب المنطقة أن تقف وقفة تأمل حول من اوجد داعش ودعمه وموله، ويجب ان تتساءل أيضا من حارب داعش، فهذا النقاش يجب ان يحضر بقوة”.

وسأل: “في البوكمال ماذا فعل الاميركي؟ امن غطاء جويا لداعش في هذه المنطقة، وكان داعش يتحرك بشكل مكشوف، وسلاح الجو الاميركي لم يقم بقصفه، وكان يمنع سلاح الجو الروسي من قصف داعش. وهدد الاميركي بقصف القوات السورية اذا قصف الروسي داعش. الاميركي كان يقدم المعلومات إلى داعش، وخاض حربا الكترونية للتشويش على القوات المهاجمة، وهو أمن كل التسهيلات لانسحاب قوات داعش وتم استيعاب المقاتلين في مناطق الاكراد (قوات سوريا الديمقراطية). والمروحيات الاميركية كانت تنتشل اشخاصا من داعش ، وهذا الامر تكرر في اكثر من مكان. وكان هم الاميركيين ان تصمد داعش في البوكمال حتى النهاية ، وهذا دليل على تورط اميركا بدعم داعش”.

وقال: “إن محور المقاومة استطاع ان يلحق الهزيمة بداعش خلال سنوات قليلة، بينما الاميركي كان يقول ان القضاء على داعش يحتاج الى 30 سنة، هذه فضيحة لأميركا، اردوغان حليف اميركا قال صراحة وعلنا إن اميركا تمول داعش، ونحن نكتفي بقول اردوغان. وأمام الانجاز الكببير في البوكمال، أتوجه بالتحية والتعظيم الى كل المقاتلين من الجيش السوري وفصائل المقاومة العراقية. واتوجه الى عوائل شهدائنا في معركة البوكمال التي قدمنا خلالها عددا كبيرا من الشهداء والجرحى بالتحية الكبيرة. واسمحوا لي أن أتوجه بالشكر الكبير إلى قائد قوة القدس في حرس الثورة اللواء قاسم سليماني، وهو كان موجودا في الكثير من المعارك، وليس فقط في المعركة الاخيرة. نحن معنيون بأن نتحدث عن الامور بأسمائها، فسليماني حضر في معركة البوكمال منذ بدايتها، وكان في الخطوط الامامية ومعرضا للشهادة. كما في الخطوط الامامية وغاب في فترة وفاة والده لأيام قليلة، ثم عاد الى البوكمال للاشراف على الانجاز”.

وأشار إلى أن “ايران هي التي وقفت بجانب سوريا والعراق ولبنان”، وقال: “ما نملكه من قدرة هو بمساعدة ايران. وعندما نتحرر من خطر داعش، يجب ان نتوجه بعد الله بالشكر إلى المخلوقين، وعلى رأسهم إيران، وخصوصا الرجل العظيم سليماني. هذه المعركة مع داعش في نهاياتها. وعندما اجتمع العرب مع دونالد ترامب في الرياض قرروا ان يضغوا خططا للقضاء على داعش في عام 2018، وحينها قلنا من الآن حتى 2018 يكون داعش قد انتهى. يجب ان نواصل العمل للاجهاز على بقايا داعش، خصوصا أننا نعلم أن اميركا ستنفخ الروح مجددا في روح هذا التنظيم”.

وعن اجتماع وزراء الخارجية العرب، قال: “أريد أن اتحدث عن الشق الذي يتعلق بحزب الله، هم تكلموا عن ايران وحزب الله وانصار الله، فالاتهام ليس جديدا، وهو متوقع، وسمعناه في السابق، ولا شيء يدعو إلى التوتر، بل إلى الاسف. من لطائف التقدير الالهي، في الساعات التي كانت القوات تحرر البوكمال، وبينهم حزب الله، وفي الوقت نفسه الذي نطرد داعش، يأتي هؤلاء ليصفوا حزب الله بالمنظمة الارهابية. لقد اتهموا ايران بأنها دولة راعية للارهاب، بينما هي كانت تساهم في محاربته الارهاب، فأنتم اين قاتلتم داعش؟ السعودية اين حاربت داعش؟.

أضاف: “فاتني أن أتوجه إلى الجهد المميز للقوات الروسي، التي قدمت دعما جويا، رغم المخاطر. إن مسار الاتهام لحزب الله وايران هو مسار اميركي، فكل الذين افشلوا مشروع اميركا في المنطقة سيعاقبون واحد اشكال العقاب ملاحقتهم بتهم الارهاب. قبل ايام قاموا بوضع حركة النجباء وعصائب اهل الحق العراقية على لائحة الارهاب، واللائحة ستتسع لكل الفصائل العراقية التي قاتلت داعش. هذا الامر سيمتد كما في اليمن ولبنان وفلسطين، وستهدد دول كما هددوا لبنان، بانهم سيضعونها على لائحة الارهاب، هذا مسار طبيعي ويجب ان نواجهه بالحكمة”.

وبالنسبة إلى بيان وزراء الخارجية العرب، قال نصرالله: “حمل المجلس حزب الله مسؤولية توزيع الصواريخ الباليستية، ووافق الوزراء على هذا البيان, هل حصلوا على معطيات ؟ هذا كلام سخيف وتافه.اؤكد لهم ان لا اسلحة او صواريخ اوحتى مسدس، لم نرسل اي سلاح لليمن او البحرين او الكويت او العراق، لم نرسل سلاحا لاي بلد عربي. نعم ارسلنا سلاحا الى فلسطين المحتلة مثل الكورنيت، ومن يريد ان يديننا هو المدان، وارسلنا الى سوريا السلاح الذي نقاتل به فقط”.

أضاف: “أما النقطة الثانية في البيان، فما قاله الوزيران السعودي والبحريني، حين قالوا للبنانيين إنه إذا لا تحلون مسألة حزب الله فالاستقرار مهدد، وإني أذكر هؤلاء والرأي العام أن أكبر تهديد للامن في لبنان هو الاحتلال الاسرائيلي، واهم عامل لتحرير لبنان هو المقاومة وعمودها الفقري حزب الله، يا جبير ويا خالد، سلاح المقاومة اهم عامل في تحقيق الاستقرار في لبنان، فمن يحمي لبنان من اسرائيل؟ انتم وسلاحكم؟ أحد المسؤولين يقول إن استخدام طائرات الاماراتية ضد اسرائيل هو كلام سخيف، اذا كان هناك أمن في لبنان، فهو سلاح حزب الله، الذي يشكل عاملا اساسيا في حفظ الامن والاستقرار، ساعدوا لبنان بأن “تحلو عنه وألا تتدخلوا فيه وألا ترسلوا اليه التكفيريين والا تحرضوا اسرائيل على ضربه”.

وشدد على ان “في لبنان ارادة شعبية عارمة بعدم العودة الى اي شكل من اشكال التقاتل، انتم فقط لا تتدخلوا بلبنان ونحن نضمن لكم ان يبقى الامن في لبنان نوذجا للمنطقة. واقول ان سبب اجتماع وزراء الخارجية العرب هو ان صاروخا بالستيا انفجر فوق مطار الملك خالد بالرياض، هذه المصيبة جمعت العرب بالامس.يقول الجبير ان حزب الله هو الذي اطلق الصاروخ الايراني الصنع على الرياض، وانا انفي بشكل قاطع بان لا علاقة لحزب الله بإطلاق هذا الصاروخ ولا باي صاروخ اطلق سابقا او صاروخ سيطلق لاحقا، مشكلتهم انهم يستخفون بالشعب اليمني ، ولا يصدقون انهم يصنعون الصورايخ ، لانهم يقيسون الامور على انفسهم هم، حتى “الحطة والعقال” يستوردنها من الخارج”.

أضاف: “من يقاتلكم في اليمن هم اليمنيون، وانتم فاشلون امامهم وعليكم ان تقروا بهذه الحقيقة، نحن ننفي الاتهامات التي لا تستند الى اي دليل. والامر الاخر انهم اجتمعتوا ليدينوا اطلاق الصاروخ. اسألهم هل اليمن بلد عربي ام لا؟ الم يخطر على بالكم الحديث عن الحرب في اليمن؟”.

وتابع: “اليمن دولة محاصرة، فهناك أمر قطعي أن القصف السعودي متواصل عليها وعشرات آلاف الشهداء، مئات الآلاف تعاني من حالات الكوليرا، والامم المتحدة لم يعد بامكانها السكوت، فأين انتم؟ لا دين لديكم؟ هل هذا شرف العرب؟ لا قلب لكم؟ لا دين لكم؟ هل هناك كلمة واحدة في البيان العظيم حول اليمن؟ ممنوع ان تتكلم عما يجري على اليمنيين، والا الحكومة اللبنانية مهددة بالسقوط. وامام ما تشهده اليمن اليوم، اوجه نداء إلى المرجعيات الدينة وكل العرب والمسلمين، اخاطب انسانيتهم ودينهم وعروبتهم، اطلبوا من السعودية وقف هذه الحرب، وهذا القتل الجماعي واذهبوا بعدها الى الحل السياسي، فهذا الصمت في العالم الاسلامي مخيف، هل انتم خائفون من السعودية؟العالم لا يحرك ساكنا امام ما يحصل في اليمن من قصف ومجازر”.

وشكر “الاخوة في فلسطين على موقفهم من البيان الوزاري العربي، فالسعودية فاشلة في كل ما تفعل، وللاسف البيان الوزاري وقف صامتا اخرسا امام شعب بكامله يذبح ويقتل بالمرض والقصف. والهياج الذي نشاهده في العالم العربي هو تغطية للاعلان عن العلاقات مع اسرائيل”.

وعن الوضع في لبنان، قال: “نحن ننتظر عودة الحريري، وبالنسبة إلينا، ليس مستقيلا الى حين عودته. وعندما نفهم كل شيء سنقول ما لدينا، ونحن منفتحون على كل نقاش. لقد سمعنا كلاما عن خرق حزب الله لبنود التسوية، ولن نرد على هذا الكلام. نشكر موقف الدولة اللبنانية ووزير الخارجية جبران باسيل على جهده. كما نشكر كل من يدافع عن الأمة العربية، ولهم كل التحية. تأثرت بالشق المتعلق باليمن لان الوضع محزن، واقول لشعب المقاومة ما سمعتموه بالامس في البيان العربي انسوه وطنشوا، وتابعوا مسيركم في طريق الانتصارات التاريخية”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *