أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني الحملة الوطنية للوقاية من سرطان عنق الرحم، في مؤتمر صحافي تخلله توقيع اتفاقية مع “جمعية ع – سطوح بيروت” ممثلة برئيستها داليا داغر. وتشمل الحملة التي تتم بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ومستشفى المشرق والجمعية اللبنانية للتوليد والأمراض النسائية والهيئة الوطنية لشؤون المرأة، فحص المسحة المهبلية (فحص الزجاجة) مجانا لغاية 20 كانون الثاني المقبل في مراكز الرعاية الصحية الأولية الـ208 المنتشرة على كل الأراضي اللبنانية والتي تخضع لبرنامج الاعتماد الكندي، علما أن فحص المسحة المهبلية هو خدمة أساسية من خدمات هذه المراكز.
حضر إطلاق الحملة المدير العام لوزارة الصحة الدكتور وليد عمار ورئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة الدكتورة رندة حمادة ورئيسة “جمعية ع- سطوح بيروت” داليا داغر وممثلة رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة مارتين نجم كتيلي ورئيس مجلس إدارة مستشفى المشرق الدكتور أنطوان معلوف وأعضاء في “جمعية ع- سطوح بيروت” وفي الهيئة الوطنية لشؤون المرأة وممثلة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان.
استهل حاصباني المؤتمر الصحافي لافتا إلى “أننا نجتمع مرة جديدة لإطلاق حملة توعية، لايماننا ان التوعية التي في صلب مهام وزارتنا تلعب دورا رئيسا في مكافحة الامراض وتجنيب المواطنين الاوجاع وخفض الفاتورة الاستشفائية. وها نحن من منطلق تعزيز مفهوم الوقاية لدى المواطنين كذلك لدى مقدمي الخدمات، نسعى كوزارة صحة الى تعزيز الرعاية الصحية الأولية من خلال الشبكة الوطنية لمراكز صحية تقدم رزمة من خدمات صحية اساسية وقائية وعلاجية ذات جودة نوعية للمواطنين على مساحة الوطن. وما يميز لبنان بتلك الخدمات انها تبنى على شراكة مميزة مع القطاع الصحي الأهلي وبجزء منها مع بلديات ناشطة في هذا المجال اضافة الى المنظمات الدولية والجمعيات العلمية المختصة”.
وأشار إلى أن “شريكا جديدا ومميزا ينضم إلى هذا التعاون، تتلاقى طموحاته ومشاريعه الانسانية مع تلك التي ترسمها وزارة الصحة العامة ضمن خطط عملها السنوية. ومن هنا يأتي العمل المشترك مع جمعية “ع-سطوح بيروت” لإطلاق الحملة الوطنية للوقاية من سرطان عنق الرحم تحت عنوان: “الكشف المبكر… بيحميكي” بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والهيئة الوطنية لشؤون المرأة والجمعية العلمية للتوليد والأمراض النسائية”.
وقال: “عام 2015 أصيبت نحو 104 نساء في لبنان بسرطان عنق الرحم، ويلاحظ أن نسبة الاصابة في لبنان هي 4.2 حالة لكل مئة ألف امرأة سنويا. وترتفع الإصابة بين 35 و55 عاما، وهنالك مراحل مختلفة وبطيئة لتطور المرض. من هنا أهمية فحص المسحة المهبلية، أي فحص الزجاحة الذي يرافق هذه الحملة، وهو فحص بسيط يتم اجراؤه في مراكز رعاية الصحية الأولية حيث ستقوم جمعية “ع-سطوح بيروت” مشكورة من خلال دعم مستشفى المشرق بتغطية تكاليف أكثر من عشرة آلاف فحص مسحة مهبلية خلال الحملة، على أن يترافق ذلك مع حملات توعية في كل المناطق اللبنانية، إضافة الى مساحة اعلامية مميزة ستوفرها الجمعية من خلال برامجها الاعلامية وبتغطية كريمة من كل الوسائل الاعلامية التي لا تبخل على وزارة الصحة العامة للوصول الى أكبر عدد ممكن من المواطنين المستهدفين”.
وأضاف: “هذه الحملة تستهدف بشكل رئيسي النساء المتزوجات في سن الانجاب من خلال فحص وقائي للكشف عن سرطان عنق الرحم، حيث تسعى الوزارة الى تعزيز مفهوم الوقاية التي تجنب المواطنين المرض كذلك تؤمن شبكة أمان للحالات التي سيتم كشفها والتي ستتكفل وزارة الصحة العامة بدعمها مع جمعية “ع-سطوح بيروت” التي ستكون شريكا دائما لوزارة الصحة العامة، من خلال اقامة حملات سنوية في هذا الإطار في مجالات مختلفة تعنى بصحة المواطنين، هذا مع القيمة المضافة لوجود صندوق الأمم المتحدة للسكان الشريك الدائم في مواضيع الصحة الإنجابية والجمعية اللبنانية للتوليد والأمراض النسائية إضافة الى وجود شريك مميز يعنى بشؤون المرأة كالهيئة الوطنية لشؤون المرأة”.
وختم حاصباني كلمته متوجها بالشكر إلى وسائل الإعلام وداعيا إياها إلى مرافقة الحملة مركزيا ومناطقيا، كما دعا السيدات إلى “التوجه الى مراكز الرعاية الصحية الأولية لإجراء فحص المسحة المهبلية مجانا أو التوجه الى الطبيب الخاص لإجرائه، لما يوفره هذا الفحص من تخفيف المعاناة عن السيدة وأسرتها ومجتمعها، خصوصا أننا نعتبر المرأة ركيزة المجتمع”.
كذلك شكر عمار وفريق عمل الرعاية الصحية الأولية “الذي لا يوفر جهدا لتطوير الشبكة الوطنية للمراكز الصحية التي أصبحت مرجعا في اقليم شرق المتوسط ومثالا في الاعتماد الكندي، كما أشكر كل المراكز الصحية والعاملين فيها على إخلاصهم والتزامهم العمل، وأتمنى النجاح الدائم لجمعية “ع- سطوح بيروت”.
ثم أوضحت داغر أن “الجمعية تهدف إلى مساعدة المجتمع لتحسينه، من خلال التركيز على الشأن الصحي، وستعتمد كل عام أو عامين هدفا من شأن تحقيقه مساعدة المجتمع”.
وقالت: “إن السيدة، نظرا الى انشغالاتها البيتية والعائلية والعملية الكثيرة، ترجئ الكثير من الأمور المتعلقة بصحتها، ولكن أود أن أقول لها إن هناك أمرا مهما، وهناك الأهم. فمن المهم جدا أن تعتني السيدة بأولادها وبيتها وشكلها وصديقاتها، ولكن الصحة يجب أن تشكل محور اهتمامها الأول، وإلا فلن تكون النتيجة جيدة، فيما السيدات أثبتن في لبنان أنهن عنصر التوازن في هذا البلد”.
ولفتت إلى أن “الجمعية ستسعى لإجراء أول إحصائية حول سرطان عنق الرحم لتوضيح الرؤية ومساعدة السيدات المصابات بالتعاون مع مراكز الرعاية الصحية الأولية ومستشفى المشرق”.
وأوضحت أن “الهيئة الوطنية لشؤون المرأة إنضمت إلى الحملة لاحقا وقد يكون تعاونها في الإنطلاقة بسيطا، ولكن سيتم تفعيله لاحقا ليكون التعاون دائما مع الهيئة”.
وشددت على أن “الحملة ستستمر مدة ستة أشهر تحت عنوان: في شي مهم وفي شي أهم والكشف المبكر يحميك”.
بعد ذلك تحدثت كتيلي فأشارت إلى أن “الهيئة ستعمل مع شركائها على تنظيم حلقات علمية وإعلامية وتوعوية لنشر المعرفة بسبل الوقاية من هذا المرض وبطرق معالجته وصولا للتعافي، كما أن الهيئة ستهتم بإحداث عملية تنسيق وتشبيك على المستوى المحلي والوطني لجعل الحملات من أجل الوقاية من سرطان عنق الرحم سنوية وتصل رسائلها إلى العدد الاكبر من الناس”. وقالت “إن هذه المسألة تناولتها خطة العمل للأعوام 2017-2019 لتطبيق الإستراتيجية الوطنية لشؤون المرأة في لبنان، ومن بين أهدافها رفع مستوى الوعي والمعرفة داخل الأسرة والمجتمع حول صحة المرأة والفتاة وصحتهن الإنجابية وحاجاتهن الصحية”.
ولفتت كتيلي إلى أن “سرطان عنق الرحم يأتي في المرتبة الرابعة من الأمراض السرطانية القاتلة للنساء في العالم، وهو يفتك بنوع خاص بالنساء اللواتي هن في حقبة الحياة العملية الناشطة ولكنه قابل للعلاج الشافي إن تم الكشف عنه بوقت مبكر. وشددت على أن خطة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة تولي موضوع صحة المرأة الأولوية لتعزيز الحماية من الأمراض والكشف المبكر والعلاج”.
ختاما شدد معلوف على ضرورة “ألا تتردد المرأة، بل تجري الفحوصات اللازمة ولا سيما فحص المسحة المهبلية من ضمن إطار الفحص النسائي العادي الروتيني، خصوصا أن الكشف المبكر عن هذا المرض يؤدي إلى الشفاء التام”.