باسيل خلال مؤتمرا صحافيا مع نظيره الايطالي: يجب أن يعامل لبنان كدولة ذات سيادة وأي بلد لديه مشكلة مع بلد آخر فليحلها مباشرة معه

أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ان “لبنان يريد السلام والاستقرار والعلاقات الودية مع كل الدول ولا نود أن يكون لدينا أي خلاف مع أي بلد”.

كلام الوزير باسيل جاء في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الايطالي أنجلينو الفانو عقب اجتماعهما في مبنى وزارة الخارجية الايطالية في روما، وقال :” أود أن أشكر الوزير الفانو على استقبالي وتقديم الدعم المطلوب للبنان. هدفنا من وجودنا هنا واحد، ألا هو الحفاظ على استقرار لبنان، الذي هو شرط مسبق للاستقرار الإقليمي ولاستقرار أوروبا أيضا. إذا كان لبنان آمنا، فهذا يعني وجود جار آمن لأوروبا. لذا، نحن نحافظ بالتأكيد على سلامة لبنان وأمنه واستقراره، لكن هدفنا أيضا من خلال سياسة الجوار مع أوروبا أن يكون لبنان مكانا للحوار والسلام، بدلا من العنف. وللأسف، فإن ما نواجهه أخيرا يشكل تهديدا للمسار الإيجابي الذي يتبعه لبنان، وهو محاولة للعودة بنا إلى السلبية. ولذلك، نحن هنا لنشرح الوضع لأصدقائنا في إيطاليا، ونطلب منهم الدعم ووضع جهودنا سويا من أجل العودة إلى الوضع الطبيعي، حيث كان لبنان يمارس حياته السياسية بالتوافق بين مختلف أحزابه، فالوحدة الوطنية هي التي تمكنت من تقوية استقرارنا. وما حدث أخيرا يهدد فعلا هذا الوضع. وبالطبع، نتطلع من خلال ذلك إلى أن تكون لدينا علاقات جيدة مع جيراننا وكل الدول العربية، ونحن لا نريد أن تكون علاقاتنا سيئة معها”.

وتابع الوزير باسيل:” لهذا السبب، نهدف مجددا الى محاولة تجنب هذا الوضع وحل المسألة ثنائيا من خلال بذل الجهود مع كل الأصدقاء للعودة إلى الوضع الطبيعي. ومن الواضح الآن أن أوروبا تدعم المبادئ الرئيسية وتحافظ على الاتفاقيات الدولية التي تتعرض الآن لخطر الانتهاك جراء هذه الأعمال. ومجرد حدوث ذلك، فإنه يشكل سابقة لتكرار أعمال كهذه. لذلك، أود مرة أخرى أن أشكركم لإعطائي الوقت والاهتمام بلبنان وللقيام بكل ما هو مطلوب لنضع لبنان وأوروبا على المسار الإيجابي.نحن لا نريد أن يكون لدينا أي خلاف مع أي بلد، لبنان يريد السلام والاستقرار وعلاقات ودية مع كل الدول”.

وردا على سؤال نفى الوزير باسيل ان يكون تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس سعد الحريري يطالبه فيه عدم التداول في موضوع عائلته وقال:” انا لم اتكلم مع الرئيس الحريري طيلة الفترة الماضية أي منذ ذهابه الى المملكة العربية السعودية، والبارحة عندما سئلت في الاعلام عن موضوع عائلته، قلت اننا نريد ان يكون دولة الرئيس الحريري بحرية كاملة دون اية قيود، وموضوع عائلته أمر يخصه وحده دون غيره”.

وتابع:”اما بالنسبة للمرحلة التي نمر بها والتي سيستكملها لبنان الرسمي الى يوم الاحد المقبل، بناء على المشاورات الداخلية التي حصلت قبل جولتي في اوروبا، سنستكمل كل ما يلزم من خطوات لحل هذه المشكلة عن طريق الأخوة والعلاقات الطيبة التي نريدها بيننا وبين المملكة العربية السعودية، وهذه اقصر الطرق وانجحها وافعلها لحل المسألة ويعود الرئيس الحريري الى بيروت حسب رغبته التي اعلن هو عنها. ما بعد ذلك هو امر قيد التشاور بين اللبنانيين لنحافظ على الموقف الواحد الذي هو حصانتنا وضمانتنا في وجه ما يعد لنا، حتى اليوم انتصرنا على أي نوايا لتخريب الوضع في لبنان من خلال تغليب الهدوء والحكمة والاستقرار ومن خلال الوحدة التي ستبقى سلاحنا الضامن في وجه ما يعد لنا”.

وردا على سؤال، قال الوزير باسيل: “من غير الطبيعي أن يكون رئيس وزرائنا في وضع غامض، لا سيما بعدما أعلن أنه يريد العودة إلى لبنان للتصرف بحرية بشأن استقالته، فكل لبنان ينتظره، ولا نجد أي سبب لعدم عودته حتى الآن إلى لبنان. وإن القوانين الدولية تحفظ لرئيس الوزراء الحصانة الكاملة وحرية التنقل والتعبير والتصرف بطريقة سيادية، فهذه مسألة مبدئية ترتبط بشكل كامل بسيادة كل دولة، نظرا لما يمثله رئيس الوزراء. والحل الوحيد للخروج من هذه المشكلة، هو بعودة الرئيس الحريري إلى لبنان”.

وردا على سؤال آخر، قال: “كما تعلمون، ما دام رئيس وزرائنا في وضع غامض، فما يقوله لا يمكن أن نضعه إلا ضمن الإطار الغامض. نريد أن نتحدث معه بحرية في لبنان ونحاوره ونناقش المسائل التي تقلقه ونعمل معه على حلها”.

وأشار الوزير باسيل إلى أن “المهم هو أبعد من ذلك “، وقال: “سوريا كانت آمنة، لكن بفعل الاتهامات انظروا كيف تعاني الآن من الحرب والدمار، وبات اللاجئون والنازحون السوريون يتنقلون في كل أنحاء العالم، وإيطاليا من جهتها تعاني كثيرا من تحركات المهاجرين غير الشرعية عبر أراضيها. ما حدث في الداخل السوري سببه التدخلات الخارجية التي حاولت أن تفرض أمورا عبر قرارات أجنبية. نحن لا نريد أن يحدث الأمر نفسه للبنان، بل نريد أن نتأكد أن اللبنانيين من خلال ممثليهم يتخذون قرارهم بأنفسهم من دون أن يفرض أحد قراره عليهم من الخارج. نحن معتادون كلبنانيين على حل قضايانا داخليا من خلال الحوار كأداة لحل خلافاتنا. لا نريد أي تدخلات خارجية بشؤوننا الداخلية، ومن الطبيعي أن يعلن رئيس وزرائنا استقالته من لبنان، وليس من الخارج، فالدستور ينص على كيفية المضي قدما نحو الخطوة التالية. وطالما أن الأمر ليس كذلك، فالجميع لديهم الحق في طرح الأسئلة. ولذلك، علينا العمل على إزالة هذا الغموض وإعادة رئيس وزرائنا إلى بلده، وإلا سنعتقد دائما أن هناك تدخلات خارجية نرفضها، بقدر ما نرفض تدخل لبنان أو اللبنانيين في مسائل داخلية لبلدان أخرى”.

وردا على سؤال، قال: “بالتأكيد، إن رئيس وزرائنا ليس حزب الله وأنا لست حزب الله، واللبنانيون ليسوا حزب الله. ولذلك، إذا كانت السعودية لديها مشكلة مع إيران أو مع حزب الله، فعليها أن تحلها مع إيران، وليس مع لبنان وليس مع كل اللبنانيين. وعلى رئيس وزرائنا أو أي حزب لبناني أن يعرب عن آرائه في كيفية حل هذه المسألة، التي هي قيد المناقشة. لقد قال رئيس وزرائنا إنه يريد العودة إلى لبنان وحل المسألة بالحوار، فنحن نريد حل قضايانا بالحوار، لا بالقوة ولا بالدخول في مواجهة”.

وختم باسيل: “الجميع متفق أن استقرار لبنان يؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة وأوروبا. ولذا، اخترنا أن تكون جولتنا أوروبية لتأكيد موقفنا المشترك بشأن هذه المسألة، والجميع أكد أن لبنان لا يجب أن يعود بلدا لتصفية حسابات القوات الخارجية والدول الأجنبية، بل يجب أن يعامل لبنان كدولة حرة وذات سيادة، وأي بلد لديه مشكلة مع بلد آخر فليحلها مباشرة معه، لا من خلال لبنان”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *