نظم “مركز سرطان الأطفال” في الجامعة الأميركية، صباح اليوم، مؤتمره الأول للتوعية عن مرض سرطان الأطفال، في قاعة عصام فارس-المركز الطبي للجامعة الأميركية، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الصحة غسان حاصباني وحضور أطباء وباحثين وطلاب.
حضر المؤتمر الوزير السابق الدكتور محمد جواد خليفة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير شؤون المرأة جان اوغاسبيان، رئيسة مركز الحسين للسرطان في عمان الأميرة غيداء طلال وأهالي الأطفال المرضى.
بداية النشيد الوطني، فكلمة ريم حزوري أشارت فيها الى انه “في العيد الـ 15 للمركز، سيقدم عدد من أطباء المركز وأطباء ضيوف محاضرات عن هذا المرض والتوعية حوله.
ثم تحدثت، رئيسة مجلس أمناء المركز نورا جنبلاط، فشكرت رئيس الجمهورية لرعايته المؤتمر، وللأطباء المشاركين الذين سيقدمون خبراتهم.
واكدت “ان لهذا المركز دورا هاما خلال مسيرته المتمثلة بتقديم العلاج دون مقابل”، مشيرة الى “ان 1300 طفل تلقوا العلاج الى اليوم، وقد شفي منهم حوالى 80 بالمئة ما جعله مرجعا طبيا للمراكز التي تعنى بأمراض سرطان الأطفال في المنطقة”.
وقالت: “ان المركز بات عضوا في المركز الدولي لسرطان الأطفال، كما انه شريك مع مستشفى سان جود الدولي في مكافحة المرض”، مشيرة الى “تطور العلم الذي يعزز الأمل، وفي هذا السياق يأتي مؤتمرنا”.
ثم ألقى الوزير حاصباني كلمة، نقل خلالها تحيات رئيس الجمهورية “الذي شرفني تمثيله في هذا المؤتمر”.
وأكد ان رعاية الرئيس عون لهذا المؤتمر تعني اهتمامه الكبير بصحة الأطفال، منوها بدور المركز الذي يعنى بسرطان الأطفال، ومؤكدا رعاية وزارة الصحة لهؤلاء المرضى. وأعلن تأييده لكل الجهود التي تبذلها مؤسسات علمية أو أهلية بهدف تعزيز الوقاية للمواطنين وخصوصا الأطفال، وفي خفض ما أمكن من إصابتهم بهذه الأمراض”.
واوضح “ان 1400 مريض تلقوا العلاج على حساب وزارة الصحة، منهم 122 في مستشفى سان جود”.
وكشف ان الوزارة تعمل على تجهيز السجل الوطني لمرضى السرطان، وقد أنشأت لجنة فنية من أطباء اخصائيين لطلب الدواء للمرضى. وطالب الأطباء باحترام هذه اللجنة الفنية في الوزارة لمنع هدر المال العام.
وأبدى حاصباني استعداد الوزارة لتطوير أي بروتوكول في مجال معالجة مرضى السرطان”.
من جهته، اشاد مدير مركز سرطان الأطفال الدكتور حسان الصلح بعمل المركز وتعاونه مع وزارتي الصحة والتربية والجامعة الأميركية في بيروت، ومع مستشفى سان جود في اميركا، معددا الإنجازات الطبية التي حققها المركز.
وذكر ان المركز بات يحدد معايير الأبحاث في مجاله، مشيرا الى انه ساعد في مجال العلاجات النفسية للاطفال المرضى من خلال وضع خطة استراتيجية، أبرزها ضمان الجودة للمركز وتوسيع تطبيق المعلوماتية، واستخدام أحدث التجهيزات الطبية.
ولفت الى وجود تحديات كبيرة، معربا عن أمله بتخطيها، شاكرا الرئيس عون رعايته لهذا المؤتمر.
من جهته، اعتبر عميد كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور محمد الصايغ “ان الأمل من ركائز محاربة مرض السرطان عند الطفل، وهذا يتطلب تضافر جهود مختلف القطاعات الطبية”. ونوه بهذا المؤتمر “لمواكبته الحاجة المتزايدة للاستشفاء المتطور”.
وأكد “الحفاظ على المكانة الطبية للجامعة”، لافتا الى “دعم الجامعة الأميركية لهذا المؤتمر من منطلق تأكيد الإستمرار في رفع المستوى العلمي”.
وتحدث رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية الأميركية اللبنانية السورية ريك شدياق، معربا عن سعادته لمشاركته في المؤتمر. وتحدث عن الاتحاد الذي تأسس منذ ستين عاما.
وأثنى على “إنشاء مركز لمعالجة سرطان الأطفال في ارض أجدادي”، معتبرا ان الحب والإرث هما أبرز المؤسسين لهذا المركز، إضافة الى الأمل الذي صار واقعا، وقال: “منذ سنوات كانت نسبة الشفاء لا تتخطى 4 بالمئة، أما اليوم فإنها تتخطى 90 بالمئة، في حين ان مركز سرطان الأطفال-سان جود ساعد على رفع معدل شفاء الأطفال المرضى من 20 بالمئة الى 84 بالمئة.
وذكر “ان لبنان بلغ جهودا حثيثية لرفع مستوى علاج مرضى السرطان على مستوى المنطقة”، موضحا “ان هذا المرض لا يزال سبب الوفاة الأول لدى الأطفال في الولايات المتحدة الأميركية”.
وأعلن عن اقتراب البدء بتنفيذ خطة استراتيجية للمركز تعنى برفع مستوى تقديم كل الخدمات.
واكدت الأميرة طلال، في كلمتها، “انه يمكن التغلب على مرض السرطان”، مشيرة الى “احتفال اقيم في مركز الحسين الطبي في الأردن لشفاء الطفل ما بعد الألف”.
ونوهت بدور مركز سرطان الأطفال في لبنان في المساعدة على علاج وشفاء الأطفال المرضى.
وأعلنت ان مركز الحسين للسرطان بات رمزا للأمل في الأردن، ومن أهم إنجازاته المساعدة على شفاء حوالى 90 بالمئة من الأطفال المرضى، مؤكدة ان مرض السرطان لا يزال قصة إنسانية حقيقية وليست مجرد أرقام.
وأخيرا، تم عرض فيلم وثائقي عن مركز سرطان الأطفال-سان جود.