أقامت هيئة الصيادلة في “التيار الوطني الحر” عشاءها السنوي في ضبيه برعاية رئيس التيار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحضوره إلى جانب عدد من الفاعليات.
وألقى باسيل كلمة قال فيها: “أعتقد ان الجميع يقدر الوضع الذي نعيشه والحقيقة اننا اطلقنا حملة ديبلوماسية لمعالجة الازمة التي نمر بها وانا اليوم اتكلم كرئيس للتيار الوطني الحر ولكن اكلمكم اكثر كوزير للخارجية، التيار على رأسي ولكن لبنان فوقنا جميعا وخصوصا أننا نتوجه الى صيادلة يفهمون جيدا بالتوازنات وبتركيب الدواء على الملغرام وبدقة التعاطي بالامور. انا اعلم انكم في مهنة اتابع مشاكلها لاسباب عدة واليوم مع هيئة الصيادلة المسؤولية الملقاة على عاتقهم لتحمل النقابة وهمومها، واعلم انكم عالجتم جزئيا موضوع الجعالة واعلم ان تعديل قانون مزاولة المهنة أساسي لكم واعلم جيدا الامور التي تعانون منها واقول ان لبنان يجب ان يتجه نحو حقبة جديدة بموضوع الدواء ليس في ما يتعلق بتسعيرة الدواء وصلاحية الوزير والنقابة فقط، هذا كله جيد، ولكن نحن بامكاننا الاقدام على ما هو افضل ويجب ان نعالج كحكومة موضوع الدواء لناحية الصناعة”.
أضاف: “لبنان بلد مؤهل لأن يصنع الدواء لان ذلك يضعنا على مسار زراعي للاعشاب والزراعات الطبية وعلى مسار صناعي لانتاج الدواء وعلى مسار طبي يمتاز به لبنان لان اللبنانيين في لبنان والعالم يمتهنون الطب وناجحون به ونتمنى ان يقدرنا الله لنعمل على وضع لبنان على السكة الصحية والطبية التي تجعلنا نتقدم في هذا المجال وتكون امكاناتنا كبيرة. هذا المسار الايجابي الذي كنا نسير به وما اكثر ايجابياته كان بدأ اللبنانيون يفرحون، لكنهم لا يهنأون يوما بفرحتهم فنرى دائما ان هناك قوى للاسف داخلية وخارجية بمعظمها لا تحب ان ترى لبنان فرحا وينجز ولا تحب ان ترى اللبنانيين متفاهمين ويغيظهم ان يروا هذا البلد مزدهرا لان ازدهاره يضر كثيرا، يضر اولا اعداءه وثانيا جيرانه وثالثا الاقربين. من الطبيعي ان يكون هناك تنافس اقتصادي بين الدول المجاورة ولكن الاذى هو الامر الذي يقلبنا جميعا، واليوم الاذى من اتفاق اللبنانيين لذلك يعملون على تعطيل هذا التوافق”.
وتابع: “نحن في بلد كلنا نعلم انه يقوم على توازنات دقيقة بشؤونه الداخلية والخارجية التي تنعكس على بعضها فلبنان بلد مكون من طوائف ونظامه طائفي وموقعه الجيو سياسي على خطوط كلها حامية وعلى تنازعات وصراعات كلها تاريخية ولا حلول مستقبلية قريبة لان لا احد يتوهم بان العربي الاسرائيلي بانه قريب ولا الصراع للاسف المذهبي السني الشيعي ولا الصراع الحضاري بين الشرق والغرب ولا الصراعات في لبنان كلها ولن اعددها كي لا ازيد الحساسية انما كلنا نعي اهميتها وتأثيرها علينا ولاننا بلد طوائف وارتبط تكوينه عبر التاريخ بارتباط جماعاته بدول خارجية واتينا نحن كتيار سياسي لنقول ان هذا الارتباط الوثيق اضر بلبنان لانه انشأ تبعية عند اللبنانيين لقوى من الطبيعي الا تكون متوافقة مع بعضها البعض وان تتصارع مع بعضها وتحول صراعاتها بشكل مباشر على لبنان وبالتالي عندما نستطيع ان نغلب الارتباط بالوطن على اي ارتباط خارجي نحمي هذا الوطن ونحمي جماعات في هذا الوطن ويصبح انتماؤهم واحدا لهذا الوطن”.
وقال: “أعتقد اننا نجحنا في هذه السنة ان نحقق ما لم يشهده لبنان من اولوية القرار الوطني بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وصناعة قانون انتخابي وتحرير الارض بقرار سيادي وطني من خلال جيش وطني. حققنا الكثير من المسار الذي يضع لبنان على خطة سيادته واستقلاله وعلى خط واضح في هذا الاتجاه”.
أضاف: “هذا التكوين الداخلي من التوازنات الطائفية الدقيقة يفرض علينا إقامة سياسة خارجية مستقلة وعندما نقول سياسة مستقلة يعني غير معزولة عن العالم ولا ان تأخذ في الاعتبار مصالح الدول ومصلحة لبنان، فالسياسة الخارجية يجب ان تراعي المصالح الخارجية ولكن يجب الا تخضع لها ولبنان في هذه المنطقة يقع بين محورين كل منهما يريد ان يأخذنا باتجاهه ونحن اخترنا ان نكون على المحور اللبناني، يسميه البعض النأي بالنفس والبعض يسميه الحياد وسميناه نحن الابتعاد عن المشاكل لكن الاساس الا نكون مسبقا في محور معين، نحن يمكننا ان نكون بسياسة خارجية تؤمن مصلحة لبنان وتبعد عنه المشاكل، والواضح ان هذا الامر غير مرضى عنه ان يستمر وبالتالي يستطيع اليوم لبنان بتوافقه الداخلي الذي اعتمدناه في هذه الحكومة ان نسير في هذه السياسة التي فيها كثير من الدقة والتوازنات والأخذ في الاعتبار كل ما يحصل من حولنا ولكن يمكن ان نقول اننا نجحنا باعتماده وهذا ليس بعيدا عن القوانين الدولية والمبادىء العامة التي ترعى علاقات الدول في ما بينها ونحن احترمناها، فعندما مس بشرعة وميثاق جامعة الدول العربية رفضنا وعبرنا عن ذلك وقلنا انه من غير المسموح ان تتعاطى دولة عربية بشؤون دولة عربية اخرى وعندما مس باتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية كذلك اعترضنا وعندما حصل اعتداء على سفارة دولة عربية عبرنا كخارجية لبنانية عن رفضنا وعندما تتعرض دولة عربية لاعتداء خارجي لا نقبل به ونرفضه وعندما يحصل تدخل بشؤون الدول العربية او بالمطلق بشأن اي دولة داخليا نحن نرفضه من منطلق رفضنا لممارسته علينا لان لبنان لم يعان الا من التدخل الخارجي بشؤونه الداخلية ونحن اليوم نرفض في السياق ذاته ان يكون هناك خرق لاتفاقية 1969 التي ترعى المهمات الرسمية والخاصة وتعطي حصانة لرئيس دولة ولرئيس حكومة ولوزير خارجية ولاي مسؤول من دولة في دولة اخرى تكون له حصانته وحرية حركته وتواصله وعنده مناعة وعدم امكانية المس بحقوقة تحت اي عنوان او اي مسمى”.
وتابع: “لبنان ولا مرة لم يحترم القوانين الدولية ولا الشرع الدولية لبنان لم يعتد ولا مرة على غيره، لبنان الرسمي لم يقم ولا مرة بمهاجمة دولة ثانية ولا باحتلال دولة ثانية ولم يقم لبنان يوما بالمس بسيادة دولة ثانية او يحتجز حرية انسان، كان دائما ساحة لحرية المضطهدين والهاربين، وهو تخطى نفسه وتخطى كل الشرع الإنسانية عندما استقبل مليون ونصف نازح سوري ونصف مليون لاجىء فلسطيني على ارضه، تخطى القيم الإنسانية عندما تحمل ما لم يستطع العالم كله تحمله، من هنا لا يستطيع أحد أن يتهم لبنان بأنه خرج عن المبادىء الدولية او مس بحقوق الغير بل كان يعاني دائما من المس بحقوقه وهذا ما نتعرض له اليوم لأننا نقول لكل الدول اتركونا وشأننا، نحن نحكم ذاتنا ونعرف مصلحتنا ونحافظ على سيادتنا وعلى كل دولة أن تتعاطى معنا من هذا المنطلق الندي الذي يحمي لبنان والدولة الأخرى من أي اعتداء عليها، لأن ذلك يشكل الأسس في المساواة والتعاطي مع الدول والتي بنيت عليها الشرعة الدولية المنظمة والراعية لعلاقات الدول ببعضها البعض”.
وقال باسيل: “اليوم مناسبة إطلاق رئيس الجمهورية للحملة الديبلوماسية لاستعادة رئيس حكومتنا إلى وطننا وعودة قراره الحر وخياراته الحرة التي يختارها بنفسه كفرد بما يتناسب معه كمسؤول في هذا الوطن عن جماعة يمثلها عندما يكون رئيسا لتيار سياسي وعن الوطن كونه رئيسا لحكومة لبنان كله كما هو الآن وما زال رئيسا للحكومة ويتمتع بهذه الصفة بتأييد من كل اللبنانيين، لأن كرامته من كرامة لبنان وكل اللبنانيين، هذا شيء طبيعي أن يبدأ لبنان بالمطالبة بهذا الشيء من الدول الأخرى ومن المرجعيات الدولية، كذلك قاد رئيس الجمهورية حملة إتصالات واسعة من قصر بعبدا بشكل رسمي يعبر عن موقف لبنان، كما أن وزارة الخارجية تتابع هذا الموضوع عن طريق الاتصال بعدد كبير من وزراء الخارجية المسؤولين الدوليين لاطلاعهم على حقيقة الأمر ومطالبتهم بالوقوف إلى جانب لبنان لعدم المس بهذه المبادىء الدولية التي تحفظ العلاقة بين الدول”.
أضاف: “لبنان يريد أن يكون على علاقات جيدة مع كل الدول وخصوصا الدول العربية ونأمل أن يستتب الوضع العربي وتحافظ الدول العربية على العلاقات الجيدة بين بعضها البعض، وتلتفت إلى الخطر الذي يأتيها من الخارج وهذا ما نأمل ان تحققه قريبا”.
وتابع: “الوضع في لبنان أكثر من متماسك هو ممسوك بفضل إرادة اللبنانيين وتمسكهم ورغبتهم ببعضهم البعض وليس بفضل أي قوى خارجية، وهذا ما يجعله مستتبا إلى حد كبير من الحفاظ على الأمن والاستقرار، لكن همنا ليس هنا وهو ما تخطيناه بفعل وحدتنا وقمنا بتثبيته على مدى الاسبوع الماضي على المستوى السياسي والاجتماعي والنقدي والاقتصادي، لكن علينا اليوم ان نتطلع الى المسار الايجابي الذي علينا ان نعود إليه بحكومة فاعلة تهتم بالمشاريع الاقتصادية في البلد وكل القطاعات ومنها الصيدلة لنشعر بالطمأنينة، على أن يترافق ذلك مع عودة التشريع”.
وختم باسيل: “عسى أن نبقى مجتمعين على لبنان ووحدته ومصلحته، اتمنى أن تعملوا لمصلحة النقابة وغيرها للاستفادة من هذه المهنة، فعلى الكل أن يتعاونوا مع كل نقيب بعض النظر عن الجهة التي ينتمي اليها وإلا دخلنا في دوامة لن نخرج منها، لأن النقيب لا بد أن يكون من فريق، فحتى لو كان مستقلا فهو من فريق المستقلين. لا شيء يدوم والدور سيصل إلى الجميع، وهذه الإيجابية يجب أن تنتقل إلى الحكم كرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء لا أن يكون همنا كيف نفشل بعضنا البعض بل أن تساهم في نجاح بعضنا البعض فننجح سوية وينجح معنا لبنان”.
وكانت كلمة لنقيب الصيادلة جورج صيلي توجه فيها بالشكر لهيئة الصيادلة في التيار “التي تجمعنا كعادتها لكي نتبادل الافكار والطموحات باعلاء شأن مهنتنا ونقابتنا”، وعدد بعض إنجازات النقابة، مؤكدا “استمرار العمل بخدمة الصيادلة والتأسيس لغد مهني مشرف بهمة الجميع دون استثناء، وجل ما نتمناه وما نسعى اليه هو نقابة فاعلة تحفظ حقوق ابنائها من اجل مهنة نعتز بالانتماء اليها”.
وكانت كلمة لمنسق هيئة الصيادلة في التيار علاء الرحباني قال فيها: “التيار الوطني الحر كان وما زال مهد الحرية والحارس الامين عليها”.
أضاف: “نقف اليوم وراء النقابة ونشد على اياديها، فقد علمتنا اسلوبا جديدا من التعاطي الجاد والحكمة والمثابرة. لا ننسى ما نشهده من تحديات هائلة في مواجهة مدرسة هيمنت على قرار الصيادلة، واستأثرت بصلاحياتها عبر الاستغلال الانتخابي والمصالح الشخصية”.
وختم: “لأننا على خطى المعلم سائرون، حققنا نجاحا ملفتا في الانتخابات الفرعية لعام 2016 في نقابة صيادلة لبنان، وهذه السنة ايضا نحن امام تحد، آملين أن نكون عند حسن ظنكم، طامعين باستمرارية دعمكم لتبقى قنوات التواصل المباشر مفتوحة كما عهدناها”.