نصر الله: علينا التمسك بامننا وبدولتنا والا نخاف من كل التهديدات لانه بوحدتنا يمكننا تجاوز هذه المرحلة

تحدث الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله خلال حفل اقامه الحزب في “قاعة شاهد” على طريق المطار، في ذكرى “يوم الشهيد” وذكرى اربعين الامام الحسين، وتطرق فيها لقضايا المرحلة وآخر المستجدات وخاصة المتعلق منها بقضية استقالة الرئيس سعد الحريري في السعودية.

وحضرالنائب ناجي غاريوس ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزير المال علي حسن خليل ممثلا الرئيس نبيه بري، ا السفير الايراني محمد فتحعلي، السفير السوري علي عبد الكريم علي، وزير الصناعة حسين الحاج حسن وعدد من النواب منهم عباس هاشم، الوليد سكرية، اميل رحمة، حكمت ديب ونواب سابقون وعلماء دين من مختلف المذاهب وشخصيات سياسية وحزبية.

بداية آي من الذكر الحيكم، ثم النشيد الوطني، فنشيد “حزب الله” تلاها فرقة الشهيد خضر وهب فقدمت عرضا مسرحيا من وحي ذكرى كربلاء.

ثم اطل السيد نصر الله عبر شاشة استهلها بالترحيب بالحضور وقال:” نلتقي في مناسبة اربعين الامام الحسين، ويوم شهيد حزب الله، يوم اقتحتم فاتح عصر الاستشهاديين احمد قصير مقر الحاكم العسكري في صور”.

وتابع: “ما لدينا اليوم في لبنان من عزة وقدرة، انما هو ببركة الشهداء وهم من جميع الفصائل ومن شهداء الجيش اللبناني ومن الفلسطينيين والسوريين الذين استشهدوا على الاراضي اللبنانية بفضلهم نشعر بالحرية، وبالحرية السياسية خاصة”.

واكد “الحرص على دماء هؤلاء الشهداء، وهذه مسؤولية الجميع لان عطاءهم كان لكل اللبنانيين ولارض لبنان وللامة كلهاالتي تتهددها اسرائيل”.

ثم تطرق الى الوضع الحالي فقال” منذ السبت الماضي تم ادخال لبنان في ازمة سياسية ووضع لبنان في مرحلة جديدة، اذ نسمع تهديدات من هنا وهناك، والمنطقة كلها قلقة على الوضع في لبنان، واستذكر ما حققه لبنان من انجازات خلال السنة الماضية بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية واقرار قانون انتخابات وتحقيق امن واستقرار لا مثيل له في المنطقة وفي العالم. كما لدينا حالة من الهدوء النفسي عند الشعب اللبناني، لكن هذا لا يعني أن ليس لدينا مشاكل، والرئيس الحريري بنفسه كان يتحدث عن حركة المطار التي تعكس حالة الامن والإستقرار التي عرفها لبنان في هذه السنة”.

واردف: “المشهد الإيجابي للبلد يعود الفضل فيه لتعاون كل القوى السياسية والتنازلات التي قدمها الجميع، وتوج هذا العام بتحرير الجرود عند الحدود الشرقية”

وقال: “في ظل هذا الوضع الجيد والطيب والمعقول، وفي ظل النوايا الحسنة عند مختلف القوى السياسية لمواصلة العمل في الحكومة حتى موعد الإنتخابات النيابية، قامت السعودية على عجل باستدعاء رئيس الحكومة وتجبره على تقديم الإستقالة وعلى قراءة البيان الذي كتب، وتم وضع لبنان أمام مرحلة جديدة وبدأت مجموعة من التصاريح السعودية وصولا إلى ما نشهده اليوم. وما تقوم به السعودية تدخل علني غير مسبوق لاجبار رئيس الحكومة على الإستقالة، وجميع اللبنانيين باتوا على يقين من خلال المعلومات والمعطيات وكل العالم بات يعرف ذلك”.

وتابع: “الحريري محتجز في السعودية وممنوع من العودة إلى لبنان، وهناك محاولة لشطبه من زعامته لتيار المستقبل وهذا أمر يجب التوقف عنده ومحاولة فرض زعامة جديدة من دون استشارة تيار المستقبل، وهناك محاولة فرض رئيس حكومة جديد على رئيس الجمهورية واللبنانيين جميعا. هم يعتقدون أنهم يستطيعون فرض رئيس حكومة جديدة على لبنان، وفي ما فعلته وتفعله السعودية، تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض وعندما لا تجد استجابة تتهم اللبانيين بالضعف والجبن، بالإضافة إلى تحريض الدول العربية والخليجية خاصة، لاخذ خطوات تصعيدية ضد لبنان وسحب الرعايا، لكن الأخطر هو تحريض إسرائيل على ضرب لبنان. أنا لا أتحدث عن تحليل بل معلومات السعودية طلبت من إسرائيل ضرب لبنان واليوم هناك نقاش في الكيان الإسرائيلي حول هذا الموضوع. من الواضح أن السعودية أعلنت الحرب على لبنان وحزب الله ، ويجب أن نفهم ما قيمة ما نحن فيه في لبنان، والسعودية تدعوكم لتدميره واسقاطه، وإلى أن تخربوا بيوتكم بايديكم. فهل سيفعل اللبنانيون ذلك؟ وهل فعلا السعودية تريد مصلحة لبنان؟”.

اضاف: “يجب على اللبنانيين أن يأخذوا العبرة من كل ما يجري من حولهم في المنقطة، في سوريا. كان أمراء سعوديون في عمان يديرون المعارك، ولكن ما هي النتجية؟ خربوا سوريا والأمراء الذين كانوا يديرون المعركة من عمان أين هم اليوم؟ وكذلك الأمر في العراق واليمن. نحن ندين التدخل السعودي السافر في الشأن الداخلي اللبناني وندين هذا التصرف المهين مع الرئيس سعد الحريري منذ وصوله إلى المطار. ونحن نعتبر في حزب الله أن اهانة رئيس الحكومة اللبنانية هي إهانة لكل لبنان حتى ولو كنا نختلف في السياسة”.

واردف: “نضم صوتنا إلى كل اللبنانيين وإلى ما صدر بالأمس عن إجتماع تيار المستقبل وكتلة المستقبل بالدعوة إلى وجوب عودة الحريري إلى لبنان، وإذا كان مستقيلا فليأت إلى لبنان وليقل ما يشاء. اللبنانيون امام مرحلة مصيرية وعليهم أن يختاروا طريقهم ومصيرهم. وبقاء رئيس حكومة لبنان قيد الاقامة الجبرية لا يجب أن يسكت عنه أي لبناني أو عربي أو أي انسان حر في العالم، ونحن نقول أن الحريري محتجز في السعودية وعلى اللبنانيين العمل على إستعادته إلى لبنان وبعد ذلك هو حر. والاستقالة المعلنة غير شرعية وغير دستورية وغير قانونية ولا قيمة لها لأنها وقعت تحت الاكراه والاجبار. والحكومة الحالية هي حكومة قائمة ودستورية وشرعية وليست حكومة مستقيلة، والوزراء ليسوا وزراء حكومة تصريف أعمال، ولا معنى لاستشارات نيابية كما طالب بعد المتأمرين.
نقوم بالاستشارات عندما تكون هناك حكومة مستقيلة، ولكن نحن لدينا حكومة فعلية ورئيس حكومة فعلية، وإذا عاد رئيس الحكومة وقام بذلك من هنا نكون أمام وضع قانوني ودستوري مختلف”

واشاد نصرالله ب”الادارة الحكيمة والهادئة والمسؤولة لفخامة الرئيس عون والرئيس بري، ويجب أن تكون هذه الادارة الحكيمة للا زمة محل اجماع كل اللبنانيين الذين يجب أن يتضامنوا ويتحصصنوا خلفها، لانهااستطاعت أن تحفظ البلد وتصونه أمنيا واقتصاديا وماليا. ونؤكد على الدعوة إلى المزيد من الوعي، مع الاشادة بوعي القوى السياسية والللبنانيين رغم الدعوات إلى التحرك التي تتم علنا وبالسر. والحرب المعلنة على لبنان وعلى حزب الله في لبنان، حرب عشوائية ومن يديرها لا خبرة له ولا تجربة له”.

وقال: “يجب أن نتوقف عند كلام قناة العربية عن اكتشاف محاولة لاغتيال الحريري بالرغم من نفي الاجهزة الأمنية اللبنانية لذلك، الخبر سعودي ولأن البيان المكتوب سعودي، هذا غير صحيح وكذلك الحديث عن أجهزة تشويش على طريق المطار. ان أحد أدوات السعودية مصر على الحديث عن اغتيالات، هذا الكلام خطير ويجب التنبه ولماذا يمهد هؤلاء”

ونفى مجددا ان “تلجاء اسرائيل الى حرب، ونحن اليوم اشد عودا واقوى عودا ونحذر اسرائيل من اية محاولة لاستغلال الوضع، ونحن لا نخاف من اي تهديد. الاسرائيلي سيسعى أيضا إلى العمل على الفتنة، ومنذ اسبوع حصل حدث مهم جدا في جنوب سوريا من خلال دخول مجموعات ارهابية بتسهيلات إسرائيلية إلى بلدة حضر السورية ذات الاغلبية الدرزية، الاسرائيلي سهل وصول هؤلاء إلى بلدة حضر ولولا بسالة أهل بلدة حضر والجيش السوري والهبة التي قام بها أهل الجولان المحتل، لكانت الأمور ذاهبة إلى مكان آخر”.
هذا الأمر من الممكن أن يعمل الاسرائيلي عليه في لبنان من خلال التحريض أو من خلال الوسائل الأمنية، وأحذر الإسرائيلي من أي خطأ في الحسابات ومن أي محاولة لاستغلال الوضع”.

واردف: “الاسرائيلي دخل على الخط ومن الممكن أن يدخل بطرق أخرى ومنها التعميم الصادر إلى السفارات الاسرائيلية لدعم السعودية في حربها على حزب الله وفي سعيها لتصنيفه منظمة إرهابية، وبالتأكيد الاسرائيلي سيعمل مع السعودية على هذا الأمر”.

وقال: “نحن لا نهرب من وجود مشكل مع السعودية وهناك غضب سعودي كبير جدا على إيران، وهناك مساحة من الغضب توجه إلى حزب الله، ونحن نتفهم غضبهم ولكن لا نستطيع أن نتفهم اسلوبهم وردة فعلهم بهذا الشكل المهين. في سوريا كان لدى السعودية أمال ذهبت أدراج الريح، واليوم في البوكمال ينتهي داعش وفي العراق أيضا وكلنا يعرف من جلب داعش إلى العراق وفشلوا في إسقاط العراق، وكلنا يعرف أنهم كانوا يؤيدون انفصال كردستان وفشلوا في ذلك وفي اليمن فشلت الحرب، ويصبح حزب الله مرتكب جريمة لانه يعترض على الحرب والمجاعة. والحديث عن إطلاق حزب الله صاروخ من اليمن استخفاف باليمنيين، فهم لديهم قدرة عالية على تصنيع الصواريخ، وعندما يتحدث الحوثي عن تصنيع الطائرات المسيرة في اليمن لا يصدقون، لكن عليهم أن يصدقوا ذلك وهم يستخفون باليمنيين ولذلك فشلوا في هذه الحرب. يضعون اللوم على حزب الله وايران في كل شيء وأين هو حزب الله أو إيران في اليمن، الشعب اليمني هو من يضحي، والحديث عن إيران وحزب الله هروب من الفشل. هناك مبالغة في التوصيف وتحميل المسؤوليات، ولكن ماذا عن الفشل في المنطقة؟ في الأزمة بين السعودية ومن معها وقطر نحن لم نأخذ أي موقف مع هذا الفريق أو ذلك ولكن السعودية ومن معها فشلوا”.

وذكر ان “للسعودية نفوذ في لبنان، وايضا لايران نفوذ في لبنان ولكن مع فارق جوهري ان السعودية تتدخل في الشأن اللبناني عكس ايران التي لا تتدخل في اي شأن لبناني داخلي”، موضحا ان “البعض اساء كلام الرئيس حسن روحاني حول لبنان مؤخرا”، مطالبا ب”تقديم امثلة مع ادلة عن تدخل ايران في لبنان”، وخلص الى القول ان “السعودية جايي تفش خلقها في لبنان لانها لا تستطيع مواجهة ايران”..

واعترف ب”نفوذ السعودية في لبنان، ولكن ليس من باب اخضاع لبنان لشروط السعودية” وقال:” مآل هذا الاخضاع الفشل”.

وتابع: “اما اذا كان هدف السعودية هو القضاء على حزب الله، فاقول انه محسوم بشكل قطعي انه لا يمكنهم ذلك”، ملمحا الى انه “اذا كان مطلبهم الضغط على حزب الله للانسحاب من سوريا ومن العراق، فاقول: طيب الحرب بصدد ان تنتهي في سوريا والعراق”.

وتساءل: “هل انقاذ الشعب اللبناني يكون باهانة رئيس حكومته؟ وتخريب اقتصاد لبنان وباحداث حالة من الهلع بين اللبنانيين بالتهديدات العسكرية وبتحريض السنة على الشيعة؟”.

وقال: “هذا عقاب للبنان لانه بلد حر عزيز كريم لا يخضع للاملاءات الخارجية، بلد قدم الشهداء كي لا يخضع. واذ اردتم معاقبة حزب الله فليس عليكم ان تعاقبوا لبنان واللبنانيين”.

وختم مكررا مطالبته ب “التمسك بامننا واستقرارنا وبدولتنا، وتماسكنا الداخلي والا نخاف من كل التهديدات القائمة، لانه بوحدتنا يمكننا ان نتجاوز هذه المرحلة”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *