نفذ أهالي شهداء تفجيري مسجدي السلام والتقوى، وقفة أمام مسجد التقوى في طرابلس تزامنا مع بدء محاكمة المتورطين في التفجير، شارك فيه وزير العدل السابق اللواء اشرف ريفي وحشد من المصلين.
بداية، قال الشيخ سالم الرافعي: “كيف يقدس الله امة لا يأخذ لضعيفها الحق من قويها وهو غير متعتع، اليوم نحن نقف على مفترق طرق نريد ان ننظر كيف تحكم المحكمة. رأينا كيف حكمت المحكمة عندما فجر شباب من السنة في جبل محسن واعتقل المئات بشبهة وغير شبهة، ووصفوا بالارهاب وما زالوا في السجون، واليوم ننتظر لنرى هل يعامل هؤلاء كما تعاملوا شبابنا؟
هل يتهم النظام السوري بالارهاب لأنه وراء هذا التفجير؟ نطالب بشار الأسد بتسليم المتورطين في هذا العمل الارهابي، ونطالب بايقاف كل تطبيع مع وزراء النظام حتى يسلم المجرمين، وان لم تفعلوا ذلك فأنتم شركاء لهؤلاء ومسامحون بدمائنا”.
بدوره، قال احمد عبوس باسم اهالي شهداء تفجيري السلام والتقوى: “لا نريد الا تحقيق الحق واحقاق العدالةـ و ندعو القضاء الى مطالبة بتسليم المجرمين الموجودين في سوريا المسؤولين عن تفجير المسجدين”.
وقال اللواء ريفي: “إننا باركنا إستقالة الرئيس سعد الحريري، وقلنا له إن موقف مبارك وشجاع وشريف، ونعتبر أن مضمون بيان الإستقالة يمثلنا، فيما لم يكن البيان الوزاري يمثلنا وكذلك تشكيل الحكومة”.
واعتبر “أن الاستقالة خطوة نوعية على طريق تصحيح الخلل الوطني، فالرئيس الحريري باستقالته سحب ورقة الغطاء الرسمي عن مشروع “حزب الله” وايران، ولهذا نرى أن “حزب الله” وحلفاءه يتمسكون بالحكومة المستقيلة، لانهم يعتبرون انها كانت تشكل الغطاء لهم، وثانيا لأن نموذج حكومات القمصان السود، سقط على يد اللبنانيين”.
وتابع:”القضية ليست قضية شخص بل قضية وطن وهوية ووجود وحقوق. نحن نحترم الشخص فلا تضيعوا البوصلة، ومن هنا نوجه تحية كبيرة الى المملكة العربية السعودية، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وللشعب السعودي الكريم، ونقول لهم: ان مصلحتنا الوطنية كلبنانيين أن نستعيد دولتنا من اسر الوصاية، وألا يستعمل لبنان مسرح عمليات لاستهداف اشقائنا العرب، وفي طليعتهم المملكة، فنحن جزء لا يتجزأ من العالم العربي ونتمسك بصداقة لبنان مع الدول العربية وبعلاقاتنا الدولية. نحن نرفض ان نكون في السجن الايراني الكبير”.
وطالب إيران ب”نزع أذرعها من كل الأراضي العربية”، وقال: “إخرجوا من البلدان العربية، إحترموا الجوار وعروبتنا وهويتنا وقراراتنا، فلن نقبل بالهيمنة. إن بغداد عربية، ودمشق عربية وصنعاء عربية وبيروت عربية”.
وأضاف: “أقول لأهلنا في “تيار المستقبل”، نحن كنّا وسنبقى إلى جانب مع القضية، فانتبهوا الى ما يقوم به “حزب الله”. نحن نحترم الشيخ سعد الحريري وكذلك نحترم موقفه الأخير في الاستقالة وفي مضمون بيان الإستقالة، ونعتبر انها تصحيح لخطأ كبير، ونبني آمالا لتوحيد كل السياديين كي نزيل هذه الوصاية ونستعيد دولتنا ووطننا”.
وتابع: “ان السنة في لبنان مشروعهم “لبنان اولا”، لا يخيفنا الا الله، ولا يرهبنا احد، ولا مكان عندنا لمجالس العزاء السياسي، واليوم وبعد سقوط ورقة الحكومة من يد الوصاية الايرانية، الاحرى بنا أن نتحد كسنة وكلبنانيين حول ثوابتنا، اذ لم نعد وحدنا، فالدول العربية الى جانبنا وكذلك الشرعية الدولية. أعلنا منذ اليوم الاول لما سمي بالتسوية أننا سنطلق مقاومة سياسية ووطنية في وجه الوصاية، وأثمرت هذه المقاومة سقوط الحكومة التي استخدمتها الوصاية في وجه لبنان واشقائه العرب، ونحن مستمرون، ويدنا ممددوة لكل السياديين”.
وقال: “العدالة واحدة، وقفتنا هي لتأييد العدالة ورفض أي انحراف على هذا المسار، فكما نطالب بالعدالة لشهدائنا الـ52 في تفجيري مسجدي التقوى والسلام، ونطالب بها ونصر عليها لأهلنا واطفالنا وأولاندنا، فإننا نطلب بالعدالة لكل شهداء لبنان، لشهيدنا الكبير الشيخ رفيق الحريري”. وتابع إن “حزب الله سمّى قتلة رفيق الحريري قديسين، ونحن نقول هم ليسوا قديسين وسيحاكمون. فعندما تطالبون بالعدالة وتقفون وراء حقوقكم فستصلون إلى العدالة”.
وأكد أن “دماءنا ليست رخيصة، فكما دماء الآخرين غالية على أهلهم، إن دماء أهلنا غالية علينا كذلك الأمر، وسنتابع القضية بكل إمكاناتنا. كما ان حقوقنا ليست للتفريط بها، وما لنا في هذه الدولة يجب أن يكون مساويا لما لغيرنا، ولن نقبل بما دون ذلك أبدا”.
وختم: “نحن نريد عيشا مشتركا مع الجميع، مسلمين ومسيحيين. وعلى المستوى الإسلامي نقول إننا نريد أن نعيش سنة وشيعة ودروز وعلويين مع المستقلين والأحرار، وليس مع التابعين للدولة الإيرانية. وقد رفعنا لافتات نتوجه فيها بالتحية الكبرى الى السعودية، ونقول لها: لبنان يعاني الوصاية الايرانية ويريد مواجهتها، ونحييكم في مواجهة المشروع الإيراني ونشد على أيديكم في ذلك، لقد طغى الفرس ويجب أن يعودوا إلى بلاد فارس ويخرجوا من أراضينا”.