فتفت: نرفض تجاهل البعض أن المشكلة في الخلل وفي التوازن وفي العلاقة مع الدول العربية

إفتتح النائب أحمد فتفت ثانوية إيزال في الضنية، وألقى كلمة وجه فيها “تحية محبة واحترام للرئيس سعد الحريري”.

حضر الاحتفال النائب قاسم عبد العزيز ممثلا بشقيقه الحاج أحمد عبد العزيز رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، قائمقام المنية الضنية رولا البايع، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، منسق عام تيار المسقبل في الضنية نظيم الحايك، وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير، إضافة الى فعاليات تربوية واجتماعية وثقافية.

وقال فتفت :”لا يمكننا أن نتجاوز ما يحصل على الصعيد السياسي، فلقد عانى دولة الرئيس سعد الحريري كثيرا خلال السنة الماضية، إذ قدم الكثير من التضحيات، ولكن للأسف أمام يده لم تكن هناك أياد ممدودة تقابلها فعليا. كان الرئيس سعد الحريري وحيدا في دفاعه عن الوحدة الوطنية التي نسمع اليوم الكثيرين يتغنون بها، ولكن ليت هذا الكلام قيل منذ أشهر عديدة، يوم كان الرئيس الحريري يعاني كثيرا من تسلط حزب الله على السلطة، ويعاني من عدوان حزب الله على الشعب السوري وعلى دول الخليج، ومن الكلام الطائفي والعنصري الذي استمعنا له في بعض الخطابات السياسية، لدرجة أنهم منعوا الفائزين في إمتحانات مجلس الخدمة المدنية من أن يصلوا إلى مبتغاهم تحت عناوين شتى متجاوزين الدستور والأصول”.

أضاف : “عانى لبنان من ثلاث مشاكل أساسية هذه السنة، تكمن المشكلة الأولى في الخلل الداخلي رغم كل المساعي التي قام بها تيار المستقبل وعلى رأسه دولة الرئيس سعد الحريري. أما المشكلة الثانية فنعيشها من خلال عدم إلتزام الحكومة بالقرارات العربية وتحديدا عدم إلتزام لبنان بحياده وعدم تطبيقه لسياسة النأي بالنفس عن الصراعات التي تجري في المنطقة التي دفعنا بسبب هذه السياسة ثمنا باهظا. أما المشكلة الثالثة والصعبة فهي عدم الإلتزام بالقرارات الدولية وابرزها 1701 في جميع مندرجاته، وليكن واضحا أن القرار 1701 مبني على القرار 1559 الذي يطالب بسحب سلاح الميليشيات في لبنان بكل وضوح”.

وتابع: “من غير المنطقي أن نقبل ولا أن تقبل دول الخليج والمملكة العربية السعودية أن تقدم كل ما قدمته للبنان من عون ومساعدات إقتصادية ومن معاودة إعمار للتدمير، من دعم لليرة اللبنانية من خلال وضع الودائع في المصرف المركزي، بالإضافة إلى السماح لعشرات آلاف العائلات اللبنانية أن تجني ما تجنيه في المملكة العربية السعودية ورغم كل ذلك، نجد في نفس الوقت في حكومة لبنان من يرسل الصواريخ باتجاه الرياض وليس بالكلام إنما بالفعل- وهذا ما لم يعد ممكنا- لا دولة الرئيس سعد الحريري يقبل بكل ذلك الجحود ولا تيار المستقبل ولا أحدا منا”.

وقال فتفت: “نعم نحن دعاة تهدئة ووحدة وطنية. نعم نحن دعاة حكومة سيادية برئاسة الرئيس سعد الحريري، وهذا هو موقف تيار المستقبل وموقف حلافائنا في القوات اللبنانية وآخرين في وطننا. نحن لا نريد أن نقلب الطاولة على أحد، بل نريد أن تحافظ الطاولة على فرقائها. نريد أن نحفظ هذا البلد من الذين أهدروا الفرص خلال سنة بأكملها. وعندما كنا نتكلم عن ذلك في البيانات أو في المجلس النيابي كانوا ينظرون الينا مستغربين. أما الآن وقد وصل الجميع إلى ما وصلنا إليه من واقع مرير، وفجأة “هبط الوحي” على الجميع وبدأوا التحدث عن التهدئة والوحدة الوطنية! أين كانوا؟ أليسوا هم من أوصلوا الوطن إلى ما وصل إليه؟! نحن أبناء اليوم، ولنسعى نحو التهدئة والوحدة الوطنية. ولهذا كله نريد حكومة تلتزم بالتوازن الداخلي لجميع الأطراف السياسية، وألا نهدر أي حقوق لطرف على حساب طرف آخر أكان هذا الطرف سياسيا أم كان طائفيا أو مذهبيا. نريد حكومة تعترف بالقرارات العربية وتعيد الإعتبار لإعلان بعبدا. نريد حكومة تؤمن بحياد لبنان وترفض الذهاب إلى سوريا للقتال. نريد حكومة لا تميز بين مرتكب وآخر في المحكمة العسكرية. نريد حكومة تقول بالفم الملآن وتصدق بما تقول لجهة إحترام القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701 في جميع مندرجاته بما فيه القرار 1559. بهذه الحكومة فقط ننقذ لبنان”.

واوضح “أما من يعتقد بأننا بكل بساطة يمكننا العودة الى الوراء فهو واهم. كان الرئيس سعد الحريري واضحا في موقفه، صريحا جدا في كلامه، ويجب أن يبنى على الشيء مقتضاه. نرفض أن يصب البعض السم في العسل محاولين الإستهانة بما قاله الرئيس سعد الحريري، متجاهلين أن هنالك مشكلة داخلية كبيرة وخللا في التوازن، غاضين الطرف عن المشكلة الأعظم وهي العلاقة مع الدول العربية والخلل في العلاقة مع العالم أجمع، بالمقابل نراهم يردون على ذلك بمجموعة من الشائعات والإفتراءات، فكل دقيقة نسمع شائعة جديدة. ندعوكم جميعا أن تكفوا عن سماع تلك الشائعات، وأن تثقوا ثقة كاملة أننا في مرحلة قيامة لبنان الجديد وأن لبنان سيبنى على الأسس التي تعودنا عليها، والتي عودنا عليها دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، على أسس المناصفة والعدالة، التربية والانماء المتوازن، أسس الدستور والطائف الذي يحاولون الاعتداء عليه كل يوم بعناوين شتى. لا يمكننا أن نعالج المشاكل الحقيقية التي نعيشها بهذه الطريقة. إن البعض في هذه الآونة يقوم بمساع جيدة وجدية كالذي يقوم به سماحة مفتي الجمهورية دريان، ولكن المسؤولية لا تقع على عاتق رجال الدين، وليست على عاتق دار الإفتاء أو غبطة البطريرك، بل المسؤولية بالفعل تقع على عاتق رجال السياسية الذين إرتكبوا الأخطاء في المرحلة السابقة. يجب علينا أن نتعظ لكي نستطيع الخروج بهدوء وبروية وسكينة وبناء وطن حقيقي لأنه بدون ذلك فهم يأخذون لبنان نحو المجهول”.

وقال: “عندما قلت منذ ثلاث أسابيع ما يمكن أن نصل إليه “اللهم أني قد بلغت” إستغرب البعض. لم يكن لدي أي معلومة عما يجري، كنت فقط أقرأ في السياسة وما يجري في لبنان من قهر وظلم وإحباط، أقرأ ما يجري في العالم العربي من سخط على بعض السياسيين ومواقفهم. أقرأ السخط العالمي الناتج عن عدم الإلتزام بالقرارات الدولية. نحن أمام مرحلة مصيرية تتطلب من الجميع الكثير من الروية والكثير من الهدوء، ولكن هذا لا يعني غض النظر عن سياسة البعض ونسيان كل ما حصل في الماضي، بالعكس تماما لبناء مستقبل زاهر يتوجب علينا أن نصحح ما جرى في الماضي وألا نرتكب المزيد من الأخطاء، والأهم عدم تجاهل الخطورة التي نعيشها حاليا وذر الرماد في العيون من خلال الافتراءات على الرئيس سعد الحريري وعلى المملكة العربية السعودية، إذ نسمع كل يوم بأن الرئيس محتجز، ثم نرى إستقبال جلالة الملك له وإستقبالاته المتعددة للسفراء والأمراء. إن ما يقوم به الرئيس سعد الحريري له دلالة سياسية، مؤكدين أنه مؤمن بما يقوم به، ولنا كامل الثقة بما يقرر”.

وختم فتفت: “نمد يدنا لجميع اللبنانين لنقول بكلام واضح وصريح: “لبنان لا يبنى إلا بجميع مكوناته وليس فقط الطائفية والمذهبية منها بل السياسية أيضا. إن لبنان لا يبنى على القهر والخطابات والتصرفات الطائفية والعنصرية المذهبية التحريضية ولا يبنى على الخطاب الفئوي ضد الدول العربية والتشهير بما تقوم به. لا يبنى ولن يبنى ولن نقبل أبدا أن يكون مطية للسياسة الإيرانية في المنطقة. نحن عرب وسنبقى عربا. هذا ما تعلمناه وهذه بيئتنا وهذه أمتنا وسنبقى كذلك”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *