استقبل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت، في حضور الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس، على مدى ساعة. وصرح فتفت على الأثر: “تشاورنا في الظروف الراهنة والتطورات السياسية ولاسيما استقالة الرئيس سعد الحريري الواضحة الأسباب والتي سبق أن ذكرتها في المجلس النيابي بأن هناك أطرافا سياسية في البلد تقوم بخلل كبير في الداخل وتحديدا حزب الله، فضلا عن الشعارات السياسية التي طرحها بعض الأطراف، مما أدى الى إحباط سياسي لدى الرأي العام اللبناني أسفر عن ردة فعل على المستويات كافة، والى جانب الخلل الداخلي شهدنا خللا على مستوى علاقاتنا العربية بحيث تراجعنا عن سياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا، عدا عن تجاهلنا للقرارات الدولية بما فيها الـ1701 والـ1559″.
وتطرق فتفت الى خطاب الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله قائلا: “من المستغرب أن البعض أشاد بهذا الخطاب، ولكن بالنسبة الي، كان نوعا من دس السم بالعسل، ولو أنه كان خطابا هادئا، لكننا لمسنا فيه تهديدا علنيا حين ذكرنا أنه اجتمع بالصدفة بسرايا المقاومة، محاولا تجاهل كل التأثير الايراني السلبي على الساحتين اللبنانية والعربية، وما يرافقها من اعتداءات على الدول العربية، كما أنه حاول إنكار أي ظرف داخلي لهذه الاستقالة، علما أن الخلل الداخلي هو الأساس لها”.
وتوجه فتفت الى كل المسؤولين السياسيين بمن فيهم السيد نصرالله: “هناك أزمة كبيرة في البلد وعليكم مسؤولية كبرى لتحمل أي مسار سلبي تتخذه الأمور في علاقاته العربية والدولية أو العقوبات الآتية، سواء كانت اقتصادية أو سياسية، على أمل ألا نصل الى خلل أمني باعتبار أن الأمن مضبوط على كل المستويات”.
ودعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “الذي يتمتع بصفة الرئيس القوي الى استرجاع بعض السيادة اللبنانية التي يستولي عليها حزب الله في لبنان، إذ إنها الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة الحالية، وذلك من خلال تشكيل حكومة سيادية تؤمن بسيادة لبنان وتسترجع مقومات الدولة اللبنانية القائمة على وحدة السلاح وفرض سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية واحترامها للقرارات العربية والدولية والنأي بالنفس وتحييد لبنان عن الصراعات، وإلا سندخل في نفق أزمة سياسية لن نخرج منه بسهولة. المسؤولية كبيرة على فخامة الرئيس ولكن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المرشد الأعلى للدولة اللبنانية السيد نصرالله المصر على دس السم بالعسل والتنصل من المسؤولية عنه وعن ايران”.
وعمن سيكون مرشحهم لترؤس الحكومة السيادية التي طالب بها، أجاب فتفت: “طبعا مرشحنا واحد هو الرئيس سعد الحريري، والدكتور جعجع يوافقنا الرأي، وهناك إجماع على أنه الوحيد القادر على القيام بهذه المهمة”، مشيرا الى ان “عودة الرئيس الحريري مرتبطة بظروفه الأمنية”.
وعن إمكان حصول خضات أمنية ولاسيما أن السيد نصرالله ذكر باجتماعه مع سرايا المقاومة، أسف فتفت لاستخدام “هذا الأسلوب دائما، فربما يحاول تذكيرنا بالقمصان السود، وهذا ما شهدناه على وسائل التواصل الاجتماعي، كيف ان البعض يتباهى بكي القمصان السود وتحضيرها، ولكن في النهاية كل طرف يتحمل مسؤولياته في هذا الاتجاه، وقد طمأننا وزير الداخلية اليوم الى ان الوضع الأمني ممسوك، وهذا أمر جيد، فالجيش اللبناني قوي والقوى الأمنية تقوم بمهامها، ولكن بالرغم من ذلك هناك مسؤولية على كل الأفرقاء السياسيين للخروج من هذه الأزمة”.