رأى رئيس “لقاء الاعتدال المدني” النائب السابق مصباح الاحدب خلال لقاء مع طلاب كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية – في مبنى الفرع الثالث ” راسمسقا الكورة.ان “القوى السياسية المنقسمة بين 14 و 8 ووسطيين تداولت جميعها على تمثيل طرابلس في السلطة المركزية بحكومات متتالية وتقاسمت النفوذ والمكاسب فيما بينها وأبقت المدينة محرومة من حصتها في الدولة ومن أي خطوات انمائية على أرض الواقع، واعتبرت ان مؤسساتها الخاصة هي التي تحل مكان الدولة وتؤمن مطالب المواطنين، ومقابل هذه الخدمات وضعت اليد على السلطة المحلية حارمة طرابلس من النهوض بمقدراتها المحلية”.
واشار الى انه “سبق وتقدم بمشروع تحت عنوان (طرابلس عاصمة) يثبت أن امكانات طرابلس ومقدراتها المحلية ان استعملت بالطريقة الصحيحة يمكن أن تضع حدا للانزلاق بقرار وامكانات محلية. وذلك عبر خلق 2000 وظيفة بقرار سياسي و حماية اجتماعية والإمكانات موجودة والدليل أن 3 مليار من الموازنة الحالية لبلدية طرابلس تم تخصيصها للأعياد والتمثيل في حين 3 مليار أي 2 مليون دولار تستطيع أن تحمي ببطاقات تأمين صحي 10 آلاف مواطن طرابلسي محرومين من أي غطاء اجتماعي، ولكن ذلك بحاجة طبعا لقرار سياسي غير متوفر”.
وشدد الاحدب “ان طرابلس بحاجة الى مشروع دولة والدولة بما رأينا من موازنة لغاية اليوم حكما ما زالت لا تعتبر طرابلس جزء منها وطرابلس تشعر أنها ليست على خريطة الدولة و أهل طرابلس يشعرون بالاضطهاد.فعندما تحرم مدينة من حقوقها البديهية من انماء وتطوير وفرص عمل وتحول المدينة الى منطقة عسكرية قابلة للتفجير بأي وقت ويورط أبناء المدينة ثم يلاحقوا قضائيا وأمنيا بقرار سياسي مركزي ويحمى من محاسبة الدولة من يحرض ويسلح، هذا اسمه اضطهاد، فهل هنالك من لديه تسمية أخرى؟”.
واوضح ان “استمرار هذه السياسات وغياب القرارات الصائبة أوصل طرابلس إلى أرقام مخيفة حيث يعيش 57 % من الطرابلسيين بحرمان مطلق بينما وصلت نسبة الفقر الى 80% من اجمالي عدد سكان طرابلس حسب إحصاءات UNDP وهذا يعني بحسب الخبراء وضع متفجر ان لم يسيطر عليه عسكريا”.
ورأى ان “المشكلة اليوم هي حماية التعددية اللبنانية التي تكلم عنها البابا يوحنا بولس الثاني من نيران المنطقة، فاما أن تكون طرابلس جزء من لبنان وبالتالي المنطقة التي تحمي هذه التعددية واما أن تكون الخاصرة الرخوة للبنان ان استمر الإضطهاد لأبنائها وهذا القرار لا تتخذه الا الدولة اللبنانية ونحن نثق بما تبقى من مؤسسات هذه الدولة “.
وختم الاحدب: “لا أخشى على طرابلس على المدى الطويل، فطرابلس رغم تغير الحقبات على مدى الاف السنين بقيت طرابلس، انما أخشى على لبنان الوطن اليافع الذي تأسس سنة 1920 وطن التعددية والانفتاح الذي نحبه ولكنه لن يبقى في حال استمرت حكومات توافق مصالح السياسيين على حساب مصلحة الدولة العامة”.