أعلن اللواء أشرف ريفي، في كلمة القاها خلال زيارة لمنطقة البقاع الغربي تلبية لدعوة من كمال حرب، “أن هذه الزيارة هي الأولى له إلى المنطقة منذ دخوله المعترك السياسي، والتي منعتنا من زيارتها دائما النواحي الأمنية في الفترة السابقة”.
وقال: “نحن جنود في المشروع اللبناني السيادي والعربي للحفاظ على هويتنا العربية، كما أننا دعاة عيش مشترك إذ لا يقوم لبنان إلا بجناحيه المسلم والمسيحي، وعلى المستوى الإسلامي، بسنته وشيعته ودروزه وحتى علوييه، فهذا البلد قيمة مضافة الى العالم العربي بتنوعه، وهكذا يكون وطن الرسالة وبالتالي نقدمه الى العالم كنموذج للعيش المشترك”.
وأضاف ريفي: “إن طرابلس نموذج للعيش المشترك، وللأسف كانت هناك محاولات عدة لشيطنتها وتصويرنا جميعا بأننا إرهابيون. كما راح البعض يعتبر نفسه يمثل الإعتدال، فيما نحن متشددون لأننا لا نتمسك إلا بالثوابت والمبادىء”.
وتابع: “نحن الإعتدال القوي، وكلنا نعرف على المستوى الإسلامي، فإن المؤمن القوي أفضل عند ربه من المؤمن الضعيف، والمعتدل القوي هو المؤمن المعتدل، إذ أن المعتدل الضعيف يلغي ذاته”.
وأكد “أن تقديم التضحيات أمر مطلوب، لكن لا تضحيات ومساومات على المبادىء والثوابت، ندور الزوايا في التفاصيل نعم، إنما باقون على ثوابتنا”. وقال: “نحن وإياكم سندافع عن مدينتنا بيروت التي ستكون وستبقى عاصمة للبنان وعاصمة للعرب والعروبة في لبنان. لن نسمح بالتخلي عن هويتنا العربية، وإن لله رجالا إذا أرادوا أراد، ونحن قادرون على تحرير أنفسنا من الوصاية إذا أردنا شرط أن تكون لنا قيادة كفوءة لهذه المعركة، وأن تبتعد عن المصالح الخاصة والفساد، فالفاسد كالحرامي جبان يقدم أي شيء لمصلحته”.
وقال ريفي: “لا أحد يبرر لنا أي سلاح غير شرعي، فالسلاح الشرعي لا يعطي أي قيمة مضافة الى الدولة اللبنانية والجيش اللبناني. نحن نثق بقيادة الجيش وقدراته، ورهاننا فقط على الدولة والجيش”.
وقال: نحن نؤمن بالدولة وسلاح الشرعية، وأنا جئت من أربعين سنة في الخدمة الأمنية، وثماني سنوات في قوى الأمن الداخلي، والجميع يعرف أن سلاح قوى الامن الداخلي كان كافيا ليحقق إنجازات نوعية في مواجهة العدو الإسرائيلي، فأنا والشهيد وسام الحسن، الذي أوجه لروح ورح رفيقه أحمد صهيوني التحية، فككنا شبكة تجسس إسرائيلية، وليس هناك جهازا أمنيا عربيا، ولا “حزب الله” وغيره، إستطاع أن يحقق هكذا إنجاز، وبذلك نكون قد قدمنا إنجازا كبيرا في الصراع العربي الإسرائيلي. من نقول إن سلاح الدولة والجيش كاف ليدافع عن أمن البلد ووحدته.
وتابع: أدعو من هنا الى إتحاد السياديين في لبنان، كل المواطنين اللبنانيين الذين يؤمنون بالسيادة والإصلاح هم مدعوون للوحدة في الإنتخابات النيابية المقبلة، وأدعوهم إلى الوفاء للوطن والعيش المشترك
وقال:نحن لسنا أزلاما تابعين لأشخاص معينين، ونملك الجرأة على قول الحق، وأن نقول لك إنك على خطأ فعد إلى الثوابت وأعد النظر. فرحمة للشهداء، أعيدوا النظر بخياراتكم وتحالفاتكم. وقال: نحن لم نخرج من الحكومة إلا عندما تأكدنا أن هناك إصرارا على الذهاب إلى مكان لا يمكن لنا أن نقبل به أبدا.
وأشار ريفي الى أنه “على الرغم من كل الذي حصل، وقد حصلت أخطاء على المستوى الشخصي لكنني قفزت فوقها، فقضيتنا السياسية أكبر من الحسابات الشخصية، ونحن نضع كل هذه الأمور جانبا ونقول لهم عودوا إلى الثوابت وستجدوننا حيث تركتموننا، فنحن لم نغادر هذه الثوابت ومسلماتنا لا تتغير”.
وتوجه ريفي بالتحية لأهالي عرسال قائلا: “قلبنا وعقلنا معكم، فأنتم دائما في عين العاصفة لكن في قلبنا. نحمل التحية لكم من طرابلس، ومن بيروت ومن الجميع في لبنان. نحن كقوى سيادية نحضر أنفسنا للمعارك لنخوضها بإسم السياديين، أي مشروع 14 آذار، فالجمهور ما زال على قناعاته، إذ لا يمكن تحت عنوان الواقعية أن نقدم ما لا يمكن أن نقبل بتقديمه للفريق الآخر. نحن في حالة خصومة وليس في حالة عداء، وفي الخصومة ثوابت ما كان يفترض للبعض التخلي عنها نهائيا”.
وردا على سؤال، قال ريفي: “إن شاء الله نحن وإياكم ومع جميع السياديين سننقذ البلد للعبور بالدولة الى بر الأمان”. وتابع: “نحن لا نخوض الإنتخابات بلوائح غير مكتملة لأن ذلك مؤشر ضعف، بل نقودها بلوائح مكتملة. لدينا ثقة بأنفسنا، وثقة بالإنتصار وسنخوض الإنتخابات، فطرابلس المنية الضنية دائرة واحدة، عكار أيضا دائرة، وإن شاء الله سنكون الى جانب إهلنا في البقاع الغربي والأوسط، حيث ستدار المعركة من قبل أهالي المنطقة، فهم من سيختارون مرشحيهم”.
وعما اذا كان يوجه رسالة الى أحد التيارات السياسية في زيارته، قال اللواء ريفي: “إن هذه الزيارة هي تحية لأهلنا في البقاع الغربي وراشيا ولأهلنا في البقاع الاوسط وكل البقاع، لنقول لمن يشبهنا بخياراته السياسية، إننا إلى جانبكم وجزء منكم”.
وتابع: “ليست الزيارة زيارة تحد لأحد أبدا. وأذكر انكم خضتم المعركة على أساس الثوابت ولم تقصروا ابدا، ولم يخرق اللائحة آنذاك أي مرشح للفريق الاخر، فلم تتقاعسوا عن واجبكم وقضيتكم، هناك قيادات تقاعست، لكن كسياديين لدينا وجود وسنتابع المعركة”.
وعن التحالفات، اكد انه لن يتحالف مع القوى التقليدية، كما لن نتحالف مع أحد في 8 إذار، فبيئتنا تطالب بالتغيير وسنتحالف مع المجتمع المدني، مع الفئة التي تشبهنا”.
ثم زار ريفي منزل حرب، مثنيا على دوره وموقعه وتاريخه الوطني، واستعرض معه المستجدات وأوضاع المنطقة وإحتياجاتها.
وأكد ريفي خلال اللقاء “أن زيارة السفير الإماراتي حمد سعيد الشامسي والقائم بالاعمال السعودي وليد بخاري لدارته في طرابلس كانت رسالة سياسية”، مشيرا الى أن “كل ما تم تأويله وتلفيقه بشأن هذه الزيارة، هو من نسج الخيال”. واوضح ان اللقاء تخلله تأكيد وثناء على مواقفه الأخيرة، مجددا التأكيد ان “كل ما قيل في وسائل الإعلام لا يعدو كونه إشاعات ولا يمت إلى الحقيقة بصلة”.