اعتبر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري “ان التدخلات في الشؤون الداخلية العربية غير مقبولة وانه على ايران ان تلعب دورا إيجابيا والا تساهم في الاخلال بالاستقرار” ، وقال في مقابلة أجرتها معه صحيفة “لا ريبوبليكا” الايطالية ونشرت صباح اليوم انه “يضع ثقته في المحكمة الدولية التي ستدين المجرمين”، مؤكدا تركيزه على مصلحة لبنان وحمايته.
وفي ما يأتي نص المقابلة:
سئل:انتم على رأس حكومة فيها حليف لإيران وهو حزب الله الذي يعتبر أيضا احد المسؤولين عن اغتيال والدكم كيف ذلك؟
أجاب:”يمكن القيام بذلك بطريقة واحدة: ان رئيس مجلس الوزراء يفكر بمصلحة لبنان وفي إيجاد الصيغة المناسبة للتوافق التي تسمح بإدارة مشاكل البلاد.ان سعد الحريري ابن رفيق الحريري يضع ثقته في القضاء ولديه الثقة بالمحكمة التي عليها إدانة المجرمين”.
سئل: لكن لحزب الله نظرة للامور مختلفة كليا عن نظرتكم؟
أجاب: “قررنا معا ان نضع خلافاتنا جانبا، ونعمل سويا على الامور الكبيرة او الصغيرة التي يمكنها خدمة لبنان”.
سئل: لقد زادت قوة حزب الله بفعل مشاركته بالحرب في سوريا،الا تعتقد ان نهاية الحرب يمكنها الدفع للبحث عن توازن جديد في لبنان ما يعني حربا جديدة عندكم؟
أجاب:”كلا، لقد سبق وعشنا تجربة هذا العنف وادركنا ماذا تعني الحرب خلال حربنا الاهلية من ضحايا ودمار، هذا ما يمنحنا القوة للتركيز على الحلول السياسية”.
سئل:كيف تنظرون الى الطريقة التي ستنتهي فيها الحرب في سوريا وهل سيبقى الأسد في السلطة؟
أجاب:”في سوريا كل شيء بدأ بمطالبة الشعب بإصلاحات ديموقراطية. رد النظام بقتل الشعب مما أدى الى حرب أهلية ثم ظهر تنظيم داعش الذي يحاربه الكثيرون بما فيهم لبنان لمنعه من التسلل اليه خصوصا انه تمكن من السيطرة على مناطق لبنانية، وهو ما وضعنا حدا له منذ شهرين حين نجحنا في هزيمته وطرده بشكل نهائي من أراضينا. في نهاية الازمة السورية ستبقى مشكلة الأسد، الذي لن يتمكن من البقاء في قيادة شعب امر هو بقتله. اكبر خطأ سيكون ترك الأسد في القيادة، هذا امر غير ممكن ، ويمكن التفكير بمرحلة انتقالية او حلول أخرى ولكن عليه ان يذهب”.
سئل: ان ايران وروسيا دافعتا بقوة عن الأسد وخاضتا حربا أيضا من اجله؟
أجاب: “ان روسيا هي التي انقذته، اما ايران فقد حشدت قوتها له وهي موجودة في سوريا وتقاتل الى جانب جنوده ولكن النجاح هو لروسيا وهي قوة عظمى عالمية. ان روسيا تسعى الان الى حل سياسي وكما يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فان ما يهمه وما تقوم به روسيا في سوريا يصب في مصلحة كل سوريا وليس مصلحة شخص واحد.ان مصالح روسيا في سوريا ستكون روسية وليس تلك العائدة لإيران. لقد التقيت الرئيس بوتين وهو ملتزم شخصيا بالاستقرار في منطقتنا، ولكلام بوتين وزنه في ما يتعلق بسوريا وايران والمنطقة، وبرأيي فانه في هذه اللحظة من شان وحدة الموقف العربي ان تلعب دورا حاسما”.
سئل: دولة الرئيس ماذا ستكون تداعيات قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب عدم تجديد التصديق على الاتفاق النووي مع ايران بالنسبة للبنان وباقي المنطقة؟
أجاب:”نحن نريد علاقات جيدة مع كل دول المنطقة ونأمل في خضم المواجهة بين الولايات المتحدة وايران ان نتفادى اي تداعيات سلبية على بلدنا. لكني أقول أيضا ان التدخلات في الشؤون الداخلية للبلدان العربية غير مقبولة على الاطلاق وعلى ايران ان تلعب دورا إيجابيا يساعد في التنمية الاقتصادية والامان والا تساهم في الاخلال بالاستقرار”.