اعتبر الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في الاحتفال التأبيني الذي أقامه “حزب الله” في بلدة العين البقاعية في ذكرى مرور اسبوع على استشهاد أحد قادته، أن “الشهادة في منطقة البادية السورية، تلك المنطقة الشاسعة الواسعة بالمساحة، شهادة لا بد منها، لأن المعركة هي لإزالة داعش من الوجود”، مشيرا الى ان “داعش موجودة في جزء من دير الزور والميادين، واذا بقيت في دير الزور وفي شرق الفرات، فإنها ستهاجم من جديد وستقاتل لان لا مشروع لديها الا الارهاب والقتل والتدمير. وقد حاولت استعادة زمام المبادرة، فكان استشهاد هؤلاء الشباب، ولولا المواجهات البطولية، التي خاضها شباب المقاومة والجيش العربي السوري لكانت المعركة ستأخذ منحى اخر”.
وأشار إلى أن “داعش تخطط للعودة الى جرود عرسال والقلمون ولبنان، ولان داعش وجود سرطاني، ولا يكفي معالجته الا بالاستئصال، وهناك داعش الوهابية التكفيرية والاخيرة في مدينة القائم وبعض البلدات المحيطة بها في العراق”، مؤكدا “مواصلة قتال داعش في البادية السورية”، مركزا على “اهمية المعركة من خلال حسمها بالقضاء على داعش”.
وقال: “ان الاميركي هو الذي أخر حسم المعركة ضد داعش، وهو يساعد ضد داعش في الرقة لتسليمها الى حلفائهم، في حين انهم يمنعون القضاء على داعش في منطقة دير الزور، ويسعى لاطالة عمر داعش”، متوقفا امام “اصرار القيادة والشعب العراقي في معركة الحسم ضد داعش”.
وإذ سأل “لماذا الاميركي كان يرفض اقتلاع داعش من منطقة عرسال والجرود لا بل منعها لفترة؟” قال: “لان اميركا لا تريد سوى تدمير الشعوب”، مؤكدا ان “معركة انهاء داعش في سوريا والعراق لا بد حاصلة”.
وعن الوضع في المنطقة قال: “نحن امام وضع جديد، ولكن نحن امام مشروع اميركي – سعودي اساسا، لكن هذا المشروع فشل اليوم في سوريا والعراق وفي لبنان ومظاهر الفشل واضحة في اليمن ومثلها في البحرين، ومن ساهم في افشال هذا المشروع سيتعرض للمحاسبة”.
أضاف: “ايران دعمت وقاتلت كل من دعم داعش الذي صنعته اميركا والسعودية، ومع ذلك تتهم بأنها ارهابية. ولان حزب الله كان له شرف المساهمة كجزء من محور قاتل مجتمعا الى ان كانت هذه الانتصارات. وكل ما استطاعوا فعله عسكريا واعلاميا وماليا وتوحشيا عملوه، لكنهم فشلوا”.
وتوقف عند الخشية في لبنان من العقوبات المالية على حزب الله، فقال: “المساعي اللبنانية الرسمية، كانت تركز على تحييد البنوك والشركات كي لا تتأثر بالعقوبات على حزب الله”، متوقفا امام “الانعكاس الذي سيحصل على المجتمع اللبناني لان حزب الله شرعية واسعة في لبنان”، معلنا ان “حزب الله يتحمل هذا القانون لانه يفرض علينا نتيجة جهادنا ومقاومتنا، وهذا لن يغير شيئا في مسيرة حزب الله، بمعزل عن حجم تأثيره علينا لجهة التبرعات التي نحصل عليها. سيؤثر جزئيا علينا، ولكن لن يؤثر في مسارنا لا في مواقفنا ضد اسرائيل وضد التكفيريين وضد المشروع الاميركي في المنطقة”.
وتعليقا على كلام وزير الدولة السعودية لشؤون الخليج تامر السبهان القائل “إن العقوبات الاميركية ضد حزب الله جيدة”، قال: “هناك ايجابيات في التصريح، ومنها ان العقوبات الاميركية لا تؤمن الحل، وهم يعتبرون أن حزب الله قوة كبيرة بالمنطقة، خاصة مع اعترافه في تصريحه المذكور ان الانتهاء من حزب الله لا يتم الا بتحالف دولي”.
ورأى ان “تدخل السعودية، يساعد في تدمير المنطقة، خاصة لجهة الدعم المالي الذي قدموه في العراق للجماعات التكفيرية”، مطالبا السعودية ب”الانكفاء لانها هي التي ارسلت قوات عسكرية الى البحرين، وخاصة عدوان على اليمن، ومولت التكفيريين في سوريا، فالسعودية هي الخطر على الامن الاقليمي، بينما حزب الله هو عامل اساسي في تحقيق الامن لشعوب المنطقة”.
وقال: كلنا عباس وكلنا عشاق وكلنا نحمل دماءنا على اكفنا، ونحن هنا في هذه المعركة هذا ما نؤمن به، وفي هذا الزمن لدينا دم وسيف وكلاهما ينتصر”.
أضاف: “لا تخيفنا كل التهديدات لا الأميركية ولا الإسرائيلية، وما مضى كان أخطر بكثير، أما اليوم فنحن في أقوى حال نسبة لأي زمن مضى، نحن أقوى خبرة وتجربة وأشد بصيرة، ومجاهدونا لا يخافون أي جبار مثل ترامب والسبهان”، مؤكدا أن “الإستقرار والسلم، وهو ما نريده في بلدنا، وأيضا تكمل الحكومة السلسلة وتدفع رواتب، وتهتم بخدمات الناس، وأن يكون لبنان واحدا موحدا عزيزا سيدا حرا مستقلا، واليد التي ستمتد على هذا البلد أيا تكن ستقطع، وسيكون المتآمرين مصيرهم الفشل”.
وأكد “الرئيس عون حليف وليس عميلا لحزب الله، وما يزعج الأميركيين أنهم يريدون عون عميلا لهم، أو يخاف، ولكن فخامة الرئيس ميشال عون لم يكن كذلك وليس كذلك، بالتأكيد ليس عميلا لأحد، هو زعيم مستقل يمارس قناعاته، إنه رئيس يعبر عن أغلبية شعبية لبنانية، وهو ضمانة حقيقية، وكل ما يقوله الأميركي لن يقدم ولن يؤخر”.
وختم “للذين يفكرون بإستهدافنا، ليحسبوا حساباتهم جيدا”.