أكد امين سر تكتل “التغيير والإصلاح” النائب إبراهيم كنعان في لقاء مع منسقي الهيئات المتنية في “التيار الوطني الحر” عقد في مقر هيئة القضاء “ان التيار هو الرقم الصعب في المتن الشمالي وسيستمر في الموقع الأول”، متوجها الى الحاضرين ومن خلالهم الى المتنيين بالقول “انتم حراس الجمهورية والعهد”.
وشدد كنعان على أن “أهم ما حققه العهد حتى الآن في السنة الأولى له هو قانون انتخاب وموازنة ستقر مع اصلاحاتها خلال أيام وهي التي لم تأت كلاسيكية بل حملت “ثورة اصلاحية” على ما كان معتمدا في السابق”، مشيرا الى “أن هذين القانونين يشكلان ركائز الدولة وأساس إعادة تكوين وإنتاج السلطة والمؤسسات واستعادة مالية الدولة الى كنف الدستور والقانون”.
وفي ملف الكهرباء، سأل كنعان: “كيف نصل الى حلول من دون تعزيز الإنتاج؟”، وقال: “لا تلزيم للبواخر حتى الآن، ولم يدفع أحد ليرة ولم يقبض أحد ليرة حتى الساعة، والحملات القائمة تظهر كما لو أن المشروع انتهى منذ سنوات وقبضت عليه العمولات، فيما المضحك المبكي، ان لا تلزيمات حتى اليوم. وقد نسي البعض أن هناك 177 مليار دولار صرفت في لبنان منذ العام 1993 من دون حسابات مالية، والتلزيمات التي مرت بالمليارات في الصناديق والهيئات لم تمر بإدارة المناقصات، بينما التيار الوطني الحر التزم بما قرره مجلس الوزراء، على الرغم من ان القانون يسمح لمؤسسة كهرباء لبنان بالتلزيم من دون المرور بإدارة المناقصات”.
وأشار كنعان الى أن “الأيام المقبلة ستثبت من يعرقل الكهرباء من اجل مافيات الكهرباء التي هي مافيات المولدات التي تكبد اللبنانيين ما لا يقل عن مليار و800 مليون دولار سنويا”، معتبرا أن كل من يعرقل مسيرة استعادة الوضع السليم للكهرباء من خلال خطط وإنتاج وعودة الى التعرفة المقبولة مع تخفيض كلفة الإنتاج، يكون مسؤولا عن هذه المافيات المستفيدة من هذا الوضع الشاذ”.
وفي ملف النفايات، ذكر كنعان بأن “التيار الوطني الحر” “كان غائبا عن السلطة والدولة منذ العام 1990، يوم ركبت سلطة يعاني اللبنانيون حتى اليوم من هدرها وفسادها، وكسبت مليارات الدولارات جراء النفايات، ولم يكن شريكا في هذا الملف”، لافتا الى أن لجنة المال عقدت 12 جلسة لهذا الملف مع الوزارات المعنية واتحادات البلديات ومجلس الانماء والاعمار وطرحت لامركزية الحل وتقصير عمر المطامر من 4 سنوات الى سنة”، وقال: “تبين لنا ان حاميها حراميها، وان ملائكة متعهدي النفايات هم في السلطة، فأين كانت الأصوات التي نسمعها في موسم الانتخابات من العمل الجدي الذي قمنا به؟”.
واكد ان “التيار وحده صوت في الحكومة ضد خطة النفايات، ولو أن الكتل المسيحية الثانية وافقت على طرحنا القاضي برفض الخطة، لما مرت هذه الخطة في ضوء اعتراض مكونين أساسيين في ظل الفراغ الرئاسي”، وقال: “هذا ما حدث فعليا، ومحاضر مجلس الوزراء واضحة، ولا يكفي ان نوافق ثم نعترض ونتظاهر ونتسبب باقفال مطمر برج حمود، فتنتشر النفايات في شوارع المتن على مدى 9 اشهر”.
وفي ملف التوتر العالي في المنصورية، قال كنعان: “العماد ميشال عون رفض اي اجحاف في حق الناس، في مؤتمر صحافي عقده في العام 2008. وقد عملنا بجدية منذ 11 عاما، وأتينا بدراسات من الاتحاد الاوروبي حول الاثرين البيئي والصحي، وامكان تمرير الخطوط تحت الارض. لقد تابعنا الملف منذ العام 2005 ولا نزال يوميا لا انتخابيا، ولن نسكت عمن يسعى الى بطولات وهمية ويحاول ابتزازنا. وعلى من يريد العمل لمنطقته ان ينجز، وسنكون اول المصفقين له، ولكننا شبعنا من طير الغراب الذي يحوم فوق الجثث والدماء. فنحن نقف مع كل قضية محقة ونتفهم هواجس اهلنا ونعمل على الحلول التي تناسب مجتمعنا. واليوم، الاعمال توقفت في المنصورية حتى ايجاد الحل، لأننا نريد الكهرباء مع حفظ حق الاهالي في طمأنة هواجسهم”.
واستغرب كنعان كيف ان البعض “حاول الباسنا الضرائب وكأنه جاء لتوه من البرازيل من دون ان يطرح البدائل ويواكب الحلول التي طرحناها ومن بينها الوفر في الموازنة الذي توصلنا اليه في لجنة المال والموازنة بقيمة 1004 مليار، فنحن من اعطى الحل لاستبدال الضرائب”، قائلا “البعض يكتفي بالمراقبة والتعليق، ولا يكلف نفسه عناء العمل ودعم كل عمل ومسار إصلاحي بناء. يقارب السياسة “على الهين” وفق منطق “النسكافيه على التخت”، ولا يقوم بأي عمل جدي لإنقاذ الناس والبلاد، بل يلعب دور المتفرج، فيما نحن قد عقدنا 50 جلسة للجنة المال والموازنة ووضعنا الاصبع على الجرح، فهل يمكن لأحد ان يقول ان التيار لم يسهم جديا في انتاج الحلول؟”.
واعتبر كنعان أن “القضية بدأت ولم تنته مع وصول العماد عون الى الرئاسة”، لافتا الى أن “مهمتنا صعبة، ولكننا مستمرون بخطوات ثابتة لتحقيق الإنجازات، وسنواجه كل من يعرقل استعادة حقوق اللبنانيين في كل القطاعات”، وقال: “نحن من رفضنا التسويات وعملنا للموازنة ونريد قطع حساب مدقق وسليم، والرئيس عون هو من طرح الممر الآمن للموازنة، بلا أي تسوية على المال العام. وقد طرحنا تعليق العمل بالمادة 87 من الدستور، ولم يؤيدنا سوى وزراء “القوات اللبنانية”، بينما اعترضت الكتل الأخرى، ما دفع برئيس الجمهورية الى القول نعم للموازنة، ولا للتسويات، والحل الذي اعتمد كان بطلب مجلس الوزراء مهلة لمحاولة أخيرة لانتاج حسابات سليمة”.
أضاف كنعان: “لقد اتهمنا بالتسييس عندما قلنا الابراء مستحيل، وموقفنا لا يزال نفسه، بأن لا ابراء ذمة للحكومات والإدارات بلا حسابات مدققة وسليمة، بينما مواقف سوانا تتبدل بحسب التحالفات، ونحن من أكملنا الإصلاح، ونحن من شطبنا على سبيل المثال 400 مليار للجمعيات في مشروع موازنة العام 2017. فالحريص على المال العام يعمل وينجز، ولا يكتفي بخبريات عن رفض الضرائب من دون بدائل لتمويل السلسلة”.
وفي الشق الانتخابي، أكد كنعان أن معركة التيار “هي اللائحة والحاصل الانتخابي، والمطلوب ان نبقى موحدين، والتفاهمات التي أرسيناها، قمنا بها عن قناعة، ولو عادت عقارب الساعة الى الوراء لكررنا ذلك، ونحن نمد اليد دائما للتفاهمات على مساحة الوطن، ولكن لا تحالف بالنسبة الينا في أي لحظة، فوق سقف القانون والدستور والقناعات التي تربينا عليها”، معتبرا أن “للمتن دورا كبيرا واعتدنا عليه ان يقود المسيرة، وسنستمر بهذا الدور، ولن نساجل ولن نعتدي، لكننا مؤتمنون على التضحيات”.
وكانت كلمة لمنسق هيئة قضاء المتن الشمالي في “التيار الوطني الحر” هشام كنج، رحب فيها باسم هيئة القضاء والمنسقين بالنائب كنعان، مشيرا الى “أن اللقاء مخصص لوضع المنسقين في صورة الوضع الحالي والتطورات السياسية والمالية والاجتماعية والإنمائية”. واكد “أن التيار سيبقى الرقم الصعب، ونضاله كان ما قبل العام 2005 من اجل السيادة والاستقلال، وانطلقت ما بعد ال2005 مسيرة اصلاح الجمهورية واستعادة الحقوق”، متسائلا “أين كان الكثير ممن يتهمون ويتحدثون اليوم من هذه الشعارات وهذه العناوين؟”.