الخميس , 26 ديسمبر 2024

عون: لبنان سيبنى على أساس احترام الدستور والقوانين والحفاظ على التنوع والدفاع عن الهوية, ويؤكد على ان قانونا جديدا للانتخابات سيتم اقراره، يؤمن عدالة التمثيل ويحترم النظام الطائفي القائم في لبنان ويحافظ على حقوق الجميع

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على ان “لبنان سيبنى بعد اليوم على اساس احترام الدستور والقوانين وسيكون اللبنانيون امام نهج جديد في العمل يمحو تدريجيا التراكم الذي استمر 27 عاما”.
وجدد الرئيس عون التأكيد على ان “قانونا جديدا للانتخابات سيتم اقراره، يؤمن عدالة التمثيل ويحترم النظام الطائفي القائم في لبنان ويحافظ على حقوق الجميع”.

كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله وفدا من مخاتير الدائرة الاولى في بيروت (الاشرفية، الرميل، الصيفي) ومنطقة المدور، في حضور وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، النائب اغوب بقرادونيان والوزير السابق نقولا صحناوي.
وشدد رئيس الجمهورية على انه “من الواجب الحفاظ على التنوع الموجود في العاصمة بيروت خصوصا وفي كل لبنان عموما”، ودعا الى “الاستمرار في الدفاع عن القيم التي تحافظ على الهوية اللبنانية”. كما دعا اللبنانيين الى “مواكبة التوجه الجديد في الحكم، لا سيما الخطط الانمائية التي يعتمدها مجلس الوزراء والمتعلقة منها بالكهرباء والتنقيب عن النفط والغاز والطاقة، وقريبا خطة السدود التي يحتاجها لبنان”.

واعاد رئيس الجمهورية تأكيده ان “مكافحة الفساد تبقى اولوية الى جانب وضع الخطة الاقتصادية التي تهدف الى تحسين قطاعات الانتاج، لا سيما الزراعة والصناعة وكذلك القطاع السياحي”، مؤكدا “وجود الامكانات اللازمة لتحقيق ذلك”.

وكان الوزير فرعون استهل اللقاء بكلمة، نقل فيها تحيات المخاتير الحاضرين، مستذكرا “المصالحة المسيحية التي افسحت في المجال امام التوافق في الانتخابات البلدية والاختيارية الاخيرة ومفاعيلها الايجابية التي حققت الشرعية المسيحية السياسية وترجمت بانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية”.

وعرض فرعون “مطالب سكان الدائرة الاولى ومنطقة المدور في الدائرة الثانية من بيروت، ومنها وضع خطط لحل ازمة السير والاهتمام بمعالجة النفايات وغيرها من المشاريع الانمائية والاجتماعية الضرورية”.

وكان الرئيس عون استقبل المدير العام ل”منظمة العمل الدولية” غي رايدر، في حضور المديرة الاقليمية للمنظمة ريما جرادات وياسر حسن من المنظمة.

وقد اطلع رايدر الرئيس عون على “الدور الذي تقوم به المنظمة التي تتخذ من لبنان مقرا اقليميا لها منذ السبعينات، في مجال التعاون مع وزارة العمل والاتحادات والمنظمات العمالية لمواجهة تحديات العمل في لبنان”. واشار الى انه لمس “خلال اللقاءات التي عقدها في بيروت، ارتياح القطاع العمالي بعد انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة”، مؤكدا “استمرار المنظمة في تقديم الدعم للبنان لتمكينه من ايجاد حلول للتحديات العمالية التي تواجهه”. ولفت الى “مسؤولية منظمة العمل الدولية في توفير فرص عمل وتنمية للمجتمعات اللبنانية التي تستضيف النازحين السوريين، وذلك من خلال تنفيذ مشاريع تؤمن فرص عمل للبنانيين وبعض الفرص للنازحين”.

وقال: “سأنقل الى مؤتمر بروكسل خلال اليومين المقبلين، شهادات حية عما عاينته في لبنان، لا سيما ما يقدمه المجتمع اللبناني من تضحيات لمساعدة النازحين السوريين وما تركه ذلك من انعكاسات سلبية على الاوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية فيه مما يفرض توفير الدعم الدولي اللازم له”.

وشكر الرئيس عون السيد رايدر على زيارته، منوها ب”ما تقدمه منظمة العمل الدولية لمساعدة القطاع العمالي اللبناني”، شارحا “ما سببه النزوح السوري من تداعيات سلبية على اليد العاملة اللبنانية، ما زاد الاوضاع الاقتصادية تعقيدا”. ولفت الى ان “الوفد اللبناني الى بروكسل زود بالتوجهات اللازمة لطرح الوضع في لبنان بكل تفاصيله مع تحديد الحاجات اللبنانية التي يؤمل ان تتجاوب معها الدول المشاركة في الاجتماع”.

واستقبل الرئيس عون، الامين العام ل”حركة مواطنون ومواطنات في دولة” الوزير السابق شربل نحاس، الذي اوضح بعد اللقاء ان “البحث تناول مجمل الهموم التي تقلق اللبنانيين، من مالية وأمنية واجتماعية، في ظل التطورات الإقليمية الخطيرة والتدخلات الدولية المتزايدة. وقد تركز البحث على سبل ترتيب الأولويات للاستفادة من الظرف الراهن لتأسيس مرجعية ثابتة لدولة قادرة وعادلة في لبنان، تحمي مجتمعه وتكون نموذجا لدول المنطقة، ذلك بإعادة الاعتبار للدستور الذي يكرس الصفة المدنية للدولة والخروج من تخبط زعماء الطوائف في كل المجالات، بدءا من صيغة التمثيل الشعبي عبر قانون الانتخاب. والمطلوب أن تتم العودة إلى القاعدة الدستورية التي تربط المواطنين والمواطنات بالدولة مباشرة، فتتاح أمام من شاء من اللبنانيين فرصة أن يترشحوا وينتخبوا بخيارهم خارج واسطة الطوائف”.

اضاف: “أطلعت فخامة الرئيس على الحملة التي أطلقتها حركة “مواطنون ومواطنات في دولة” للتعريف برؤيتها حول القانون الانتخابي، وأعربت له عن التقدير العالي للموقف الذي أعلنه في القمة العربية الأخيرة، كما أكدت له ضرورة إعادة الاعتبار لروح الدستور وعلى الدور المركزي لرئيس الجمهورية في حمايته وفرض احترامه، مبديا استعداد الحركة لتأييد كل خطوة يراها مناسبة خدمة لهذا الهدف. وكان النقاش غنيا وبناء وأبدى فخامة الرئيس اهتماما ورغبة بتعميقه واستكماله”.

واستقبل الرئيس عون، في حضور السفير الروسي الكسندر زاسبكين، رئيس الوزراء الروسي السابق سيرغي ستيباتشين، على رأس وفد من الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الروسية – الفلسطينية، والاب ارسوني ممثل بطريرك كل الروسيا في لبنان.

وقد نقل الرئيس ستيباتشين الى رئيس الجمهورية “تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف وبطريرك كل الروسيا كيريل وتمنياتهما له بالتوفيق والنجاح في قيادة الجمهورية اللبنانية الى شاطىء الامان”. كما اطلعه على “ما تقوم به الجمعية التي تأسست منذ 135 سنة للمحافظة على الاراضي المقدسة لابنائها وحماية الوجود المسيحي في دول الشرق الاوسط عموما وفي فلسطين خصوصا، ولتشجيع التفاعل بين الديانتين المسيحية والاسلامية”.

وعدد ستيباتشين ما قدمته الجمعية من “مساعدات انسانية للنازحين السوريين بدعم من الكنائس الروسية”، لافتا الى ان الجمعية “في صدد نشر حقيقة ما يحصل في سوريا والعراق وليبيا، بالتنسيق مع الامم المتحدة ومنظمة “الاونيسكو” والاتحاد الاوروبي وغيرها من المنظمات الدولية والاقليمية”. وقال ان “الجمعية في صدد فتح فرع لها في لبنان واقامة مدرسة لتعليم اللغة الروسية والتنسيق لتنظيم السياحة الدينية”.

ورحب الرئيس عون بالمسؤول الروسي والوفد المرافق له، منوها بما “تقدمه الجمعية من مساعدات انسانية والدور الذي تلعبه على الصعيدين الثقافي والحضاري”، عارضا “موقف لبنان من التطورات الاقليمية وما يقوم به لمواجهة الارهاب”.

وحمل الرئيس عون الوفد تحياته الى الرئيس بوتين ووزير خارجيته والى البطريرك كيريل، مؤكدا “الحرص على تفعيل العلاقات اللبنانية – الروسية التي تزداد وثوقا”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *