أكد رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في القصر البلديي في الميناء بعد إزالة المخالفات والأكشاك عن الشاطىء البحري أنه “لطالما شكل الكورنيش البحري حلما جميلا لنا جميعا، هذا الكورنيش الذي بذلت جهودا مضنية لكي يبصر النور في ثمانينات القرن الماضي، ما أزال أعمل حتى يستكمل مقوماته السياحية ليؤدي دوره في خدمة الميناء وأهلها، وهدفي مع زملائي أعضاء المجلس البلدي من كل ذلك هو الوصول إلى ميناء سياحية منفتحة بيئية ونظيفة، يتغنى بها الوطن اللبناني بأكمله وتكون جوهرة على المتوسط. فعندما دخلنا إلى المجلس البلدي انا وزملائي الأعضاء وضعنا نصب أعيننا إصلاح ما تخرب، ووضع حد للفوضى التي اجتاحت الكورنيش والميناء بأكملها بالمخالفات التي بدأت تتنامى منذ العام 2010 وبلغت ذروتها في العامين الأخيرين”.
وقال: “إن الإجتماع السياسي الأمني الذي عقد في مكتب محافظ لبنان الشمالي القاضي رمزي نهرا بدعوة من وزير العمل محمد كبارة الذي جمع الوزراء والنواب والوزراء السابقين وممثليهم وقيادات الأجهزة الأمنية ورؤساء بلديات الإتحاد،أدى إلى إتخاذ قرار برفع الغطاء الكامل عن كل المخالفات وإزالتها، ولإنجاز هذه المرحلة قمنا بالتحضير لها من خلال الإنذارات التي وجهناها إلى أصحاب الأكشاك والمخالفين في أنحاء المدينة ليكونوا على بينة من أمرهم، وقد تخطينا بفضل تصميم المجلس البلدي ودعم كل أهالي الميناء كل العثرات والعراقيل إلى أن وصلنا إلى النتيجة المرجوة”.
أضاف: “لقد شرفتمونا زملائي وأنا في الإنتخابات البلدية بأن منحتمونا أصواتكم وثقتكم لكي نلبي طموحاتكم ومن ابرزها إزالة المخالفات على الكورنيش البحري وتنظيفه وتطويره وتحويل المجارير التي تصب فيه، من اجل إنماء مدينة الموج والأفق، ولكي تكون الميناء الواجهة البحرية الوحيدة في لبنان من دون مجارير وتتمتع بكل الشروط البيئية والسياحية، وإن إزالة المخالفات هي المرحلة الأولى من مشروعنا الحلم وستكون المرحلة الثانية تحويل المجارير ثم تأهيل الواجهة البحرية، وسيترافق ذلك مع إزالة المخالفات من الطرق الداخلية والإهتمام بنظافة المدينة ومعالمها التراثية، ففي سنوات الحرب كانت الميناء أفضل مدينة في لبنان وأولى بها في أيام السلم ان تكون نموذجية”.
وتابع: “خلال الحرب الأهلية التي عصفت بوطننا، وضعت دمي على كفي وبذلت كل ما لدي من جهود وتعاملت مع قوى الأمر الواقع لتنظيم واقع مدينتنا ولإنشاء هذا الكورنيش، وكانت الميناء مضرب مثل في كل لبنان، ومن استطاع ان يعمل في الحرب حتما يستطيع أن يطور في السلم، وهاجسنا وزملائي في المجلس البلدي ان يكون كورنيش الميناء مثاليا واهم معلم سياحي في لبنان، وطبعا فإن ما ستشهده الميناء سيصب في مصلحة أهلها وفقرائها، وسيقدم المئات من فرص العمل، لأننا بالإنماء نبني وليس بالفوضى وتعميم المخالفات”.
وأكد انه “في الوقت القريب سيكون امام كورنيش نظيف ومسابح شعبية لكل الناس ومدينة بيئية سياحية للجميع، وما سيصار إلى تنفيذه في الميناء لا علاقة له بصفقات ولا بسمسرات، ولا بمشاريع مشبوهة فالبحر لأهله ولن يكون لغيرهم، ولن يكون هناك إستكمالات، ومن يتحدث عن حيتان المال فأنا اول من وقف ضمن البلدية وخارجها في وجه حيتان المال، للحفاظ على بحرنا وهوائنا وبيئتنا، ولكي يكون هذا الكونيش للفقراء قبل الأغنياء، والكلام الذي نسمعه حول هذا الموضوع إنما هو من أصحاب النفوس الضغيفة لأن فوائد الإستثمارات على الكورنيش اولا وأخيرا ستكون لأهل الميناء”.
وقال: “نحن امام مشروع بمخطط توجيهي متكامل للكورنيش البحري، حيث سيكون عليه حدائق واماكن للمشي والرياضة، وممرات للدراجات الهوائية، وسيكون أكشاك لتأمين فرص العمل المطلوبة وفق المواصفات البيئية، علما ان ما نقوم به هو قرار أبناء الميناء الذين من حقهم ان يتمتعوا ببحرهم وهوائهم، فهذا الإنجاز ما كان ليبصر النور لولا دعم كل القيادات السياسية في طرابلس والفاعليات الإقتصادية والإجتماعية الأساسية في طرابلس والميناء وإيمانها بهذا المشروع”.
وشكر زملاءه في المجلس البلدي “الذين دعموا وآزروا هذا التوجه، وكذلك المجالس التي تعاقبت على الميناء والتي كان لي شرف ترؤسها”، منوها ب “كل القيادات والأجهزة الأمنية من قيادة الجيش وقيادة قوى الأمن الداخلي والأمن العام، التي نفذت الإزالة بحنكة وحكمة، فكان التنفيذ مثاليا”.
وتوجه إلى أهل الميناء قائلا: “لنكن يدا واحدة في خدمة مدينتنا فالميناء لنا جميعا وإنماؤها سيصب في مصلحتنا جميعا وعلى امل ان نبدأ بمشاريع التطوير لنجني ثمارها الذي يجعل مدينة الموج والأفق المدينة السياحية الأولى في لبنان”.