استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، النائب الدكتور عماد الحوت، الذي قال بعد اللقاء: “لا شك انها كانت فرصة للاستنارة بتوجيهات سماحته ومناقشة مختلف القضايا على الساحة اللبنانية، وكانت مناسبة لتأكيد الثقة والشكر لمختلف الأجهزة الأمنية التي تساهم بفعالية بتأمين الأمن والاستقرار للمواطن اللبناني، مع التأكيد المتكرر والدائم بأن الإجراءات الأمنية ينبغي أن تبقى في إطار ما يؤمن العدالة ويؤمن حقوق المواطنين والناس الموقوفين”.
اضاف: “كانت فرصة أيضا لتناول بعض الملفات، لا سيما ملف “أحداث عبرا” وضرورة الاقتصاص ممن استهدف الجيش اللبناني، لكن هذا الأمر كذلك كان تأكيد لان هناك طرف ثالث أوقع بين الجيش وبعض اهل صيدا، يفترض ان يكشف النقاب عن هذا الملف، ويفترض ان الإخبار الذي قدم للمحكمة العسكرية أن يؤخذ بعين الاعتبار في هذا الاطار تحقيقا للعدالة ومعرفة للحقيقة”.
وتابع: “دائما سماحته يؤكد موقف وحدة اللبنانيين ووحدة المسلمين حتى نستطيع جميعا ان نتعامل مع هذه المرحلة بكل ما فيها من صعوبة ونخرج منها ان شاء الله بسلام”.
وردا على سؤال عن العفو العام عن السجناء، قال: “خفت الكلام قليلا عن العفو العام، لكن سماحته يؤكد ان هذا الموضوع ينبغي ان يبقى على الطاولة وان نعيد تحريكه من جديد. العفو العام أداة في الملفات الكبرى التي يصعب فيها الوصول للعدالة ان نؤمن هذه العدالة، وبالتالي الملف العام ينبغي ان يعاد على الطاولة من جديد وان يدرس بعناية حتى نستطيع ان نرفع الظلم عن عدد لا بأس به من المظلومين”.
وعن الانتخابات النيابية الفرعية، قال: “يبدو لي ان الجميع نعى الانتخابات الفرعية الآن، والسؤال الآن هل ستجري انتخابات أساسية او لا؟ وبرأيي انه من الواجب ان تجرى الانتخابات، لأنه من المعيب بحق المواطنين ان يتم التمديد للمجلس النيابي من جديد، ولكن دعونا نرى حسابات القوى السياسية”.
واستقبل المفتي دريان، النائب زياد القادري الذي قال بعد اللقاء: “تشرفت بلقاء صاحب السماحة، وكانت مناسبة للحديث على مختلف التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة، واستعرضنا زيارات رئيس الحكومة سعد الحريري الخارجية، والتي كان فيها جهد كبير ونجاح في مساعدة لبنان ودعمه ان كان على المستوى الأمني والعسكري او على المستوى الاقتصادي والمالي، او ان كان على المستوى السياسي بشكل عام، وخصوصا كذلك ما طرح في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالموضوع المتعلق بأزمة النازحين السوريين في لبنان، وان يكون هذا الموضوع بندا أساسيا على جدول أعمال أي تسوية تحاك ويعمل عليها للنكبة السورية”.
أضاف: “في ما يتعلق بالأمور الداخلية، ثمنا دور الجيش اللبناني ونجاحه في التصدي للارهاب ودحر الإرهابيين، واكدنا ونؤكد مجددا على وقوفنا مع الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية التي هي فعلا الضمانة الوحيدة لكل اللبنانيين، واليوم لبنان ينعم بالاستقرار على الصعيد الأمني وبجو سياسي هادئ وبناء، هو نتيجة جهد إبطال الجيش اللبناني وكافة الأجهزة الرسمية الأمنية في حماية لبنان وفي نشر الطمأنينة بين اللبنانيين”.
وتابع: “طبيعي كذلك في المرحلة السابقة، خصوصا بموضوع عرسال والاحداث التي حصلت في 2014 كانت محور حديثنا، ونحن نرفض أي كلام يحكى عن الفترة الماضية والذي يحمل في طياته نيات التشفي ان كان من رئيس الحكومة السابق الأستاذ تمام سلام والذي نوجه له تحية، والذي لا غبار على وطنيته وعلى تحمله لمسؤولياته بكل جرأة، او لقيادة الجيش اللبناني في حينها والذي كان عندها الحكمة والشجاعة بقيادة العماد جان قهوجي، وكانت على قدر كبير من المسؤولية، الكلام الذي يحكى في هذه الفترة هو كلام للمزايدة السياسية والاستهلاك الداخلي، نحن طبيعي مع استخلاص العبر ومع تحميل أي مسؤوليات في حال وجدت، ولكن ليس بالطريقة التي كانت تطرح بها الأمور اكيد”.
واردف: “نقطة أخيرة، هي أجواء الجلسة التشريعية ليوم غد، استعرضت مع سماحته نقطتين تتعلق بمسألة الدوام الرسمي والتعطيل يوم الجمعة، ومسألة الاستفادة الاجتماعية لقضاة الشرع من الصناديق التي تعزز لهم مكانتهم وتحصنهم، وقد تقدمنا في كتلة المستقبل النيابية باقتراح قانون معجل مكرر لتعديل القانون الحالي الذي صدر لناحية التعطيل يوم الجمعة، كذلك نحن داعمين لكل ما يعزز حصانة واستقلالية القضاة لكي يحافظوا على مكتسباتهم من ناحية الاستفادة من الصناديق التي تؤمن لهم نوع من الخدمات والحصانة في أداء عملهم”.
كما استقبل المفتي دريان، رئيس “المركز الثقافي الإسلامي” الدكتور عمر مسيكة الذي قال بعد اللقاء: “تشرفنا بزيارة سماحته لتقديم خالص التهنئة بحلول السنة الهجرية الجديدة، راجيا الله تعالى ان ينعم على جميع اللبنانيين المسلمين والمسيحيين بالأمن والاطمئنان وللبنان الكرامة والسيادة. واكدنا ان المركز في الماضي واليوم والغد يحمل رسالة إسلامية ووطنية، وقد شرفني سماحته بقوله ان هذا المركز مؤتمن على ثقافة الامة العربية والإسلامية، وهو الذراع الثقافي لدار الفتوى. ومن جهته اكد سماحته على التمسك بالعيش المشترك الإسلامي المسيحي وباتفاق الطائف وبالالتزام بنهج السلم والسلامة والإسلام الكامل، بحماية الانسان والأديان والاوطان. وطلب من سائر اللبنانيين ان يلتزموا بما يصون لبنان، وان يتحملوا مسؤولية الوطن والانسان، ولا يسمحوا لأحد ان يخطف منا ديننا أو وطننا، او سلامة انساننا وامنه واطمئنانه”.
اضاف: “علينا جميعا استعادة الزمام في ديننا وتعزيز التسامح والاعتدال والوسطية ونبذ الطائفية والتطرف، وإطفاء الفتن بين المسلمين انفسهم وبينهم وبين المسيحيين، او بين الشرق والغرب. فرسالتنا ليست صراع الحضارات او الطوائف وانما رسالة الخير والحوار والسلام للجميع”.
طبو
والتقى المفتي دريان، النائب السابق محمود طبو وبحث معه في الأوضاع العامة.