رعى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي حفل تكريم تلامذة ثانوية الإمام الصادق الناجحين في الشهادات الرسمية، في ملعب المدرسة في بلدة عيتيت الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من أهالي الطلاب الناجحين. والقى الموسوي كلمة قال فيها: “إننا بعون الله تعالى وبفعل إخلاص مجاهدينا، وفقنا الله أن نقدم نموذجا في القتال الميداني، حيث بات النموذج الذي يكتب له النصر في كل معركة، فقد قاتلنا الإسرائيليين في كل مواجهة، وكانت يدنا هي العليا باعتراف الإسرائيليين أنفسهم، وحتى إذا قيل إن التكفيري أو الأصولي بانتحاريته وانغماسيته لا يمكن أن يهزم، فقدمنا في الميدان نماذج على أن مجاهدينا قادرون على هزيمة من اعتبره العالم غير قابل للهزيمة، ألا وهو المقاتل التكفيري الانتحاري، وهذا ما حصل مع النصرة، حيث قاتلناهم وهزمناهم مستسلمين مطالبين بالرحيل من لبنان، وكذلك مع داعش التي قالوا عنها إنها أخطر لأن فيها انغماسيين، ولكن بالرغم من هذا هزمناهم وأخرجناهم من جرودنا”.
اضاف: “اليوم لا يدرك البعض منا قبل أي أحد آخر حجم الانتصار الذي حققناه، فنحن هزمنا خصومنا وأعداءنا، بحيث ليس هناك من أحد قادر الآن على أن يقول إنه هو الأقوى من مقاتلي حزب الله والمقاومة، لا سيما وأن من كتب الانتصار في حلب والذي كان علامة فارقة في الحرب، هم مجاهدو المقاومة الذين صدوا الانتحاريين والانغماسيين وكسروهم”.
وتابع: “اليوم وبعون الله تعالى حققنا انتصارا من حيث تقديم النموذج للمقاتل ذي البأس الذي لا يكسر ما دام متصلا بالله عز وجل وبأولياء الله، وهذا الانتصار الاستراتيجي قلبنا فيه صورة العالم الذي كان قبل انتصارنا في سوريا شيء، وأصبح بعد انتصارنا فيها شيء آخر، لا سيما وأن التوازنات الدولية والإقليمية قد تغيرت”.
واردف: “نحن إلى جانب هذا الانتصار الذي حققناه في الاستراتيجية والسياسة والميدان وتقديم النموذج المقاتل القادر على الانتصار، قدمنا في الآن معا نموذج المقاتل الحامل للقيم الأخلاقية الإنسانية ذات البعد الإلهي التي هي أعلى قيم أخلاقية ممكنة، فكان يمكننا والعياذ بالله أن نهزم داعش والنصرة بأخلاقياتهما من خلال الذبح وغيرها، ولكننا ومن خلال الميدان وأعلى القيم الأخلاقية التي نملكها، هزمنا الفكر التكفيري الذي له في العالم صور متعددة، والذي يمكن أن نعرفه من غيره من خلال موقفه من حزب الله، فكم من قلوب احترقت وهي ترى الانتصار السريع للمقاومة في معركة جرود عرسال أو في معركة جرود رأس بعلبك والقاع، فكيف بالانتصار الذي تحقق بالأمس ألا وهو فك الحصار عن دير الزور، وبالتالي فإن الجغرافيا السياسية في المنطقة تغيرت بأسرها”.
وقال: “إننا نعتقد أننا نجحنا رغم الحملات الإعلامية التي تشن علينا في أن نقدم نموذجا فريدا للمقاتل ذي القيم الأخلاقية الإنسانية الرفيعة الكاملة من خلال ما قمنا به من سلوك، ونحن متمسكون به ونفتخر به، ولا نجر إلى أي سلوك أو موقف آخر.
إن مجاهدينا قاتلوا التكفيريين في أصعب ظروف مناخية على الإطلاق، ففي أيام الثلج كانوا يرابطون ويدافعون عن وطننا، واليوم يقاتلون الجماعات التكفيرية في البادية السورية تحت درجة 60 مئوية، فضلا عن قتالهم في المدن والفلوات، ولم يشكوا في أية لحظة، بل كانوا يفتخرون أن الله انتدبهم إلى هذه المعركة.
نحن نفتخر بأننا قدمنا نموذجا في الانتصار والتربية، ونحن لا ننتظر أجرا أو شكرا من أحد، لأننا عندما دافعنا عن وطننا، فعلنا ذلك بقناعتنا وقربة إلى الله تعالى، فبالأمس شيع لبنان جنودا قتلوا مظلومين، وعليه فإننا نتوجه إلى فخامة رئيس الجمهورية بالتعازي، لأنه من موقعه كرئيس الجمهورية وقائد أعلى للقوات المسلحة، هو أولى الناس بتقديم العزاء، فضلا عن أهالي الشهداء العسكريين”.
واكد “اننا لا نستطيع أن نجعل الناس تنسى من كان يضرب على يد الجيش ليمنعه من التحرك، وبين من كان يدعمه، وبين من يقف إلى جانبه للدفاع عنه في مواجهة التكفيريين، ونريد أيضا أن نؤكد أن التفاهم السياسي الذي على أساسه شكلت هذه الحكومة لا يزال قائما، ونعتقد أنه تفاهم سياسي متين، وله القدرة على أن يحافظ على الاستقرار في لبنان، وعلى أن يمكن الدولة اللبنانية من تحقيق إنجازات في الصعد كافة، ولا نخفي أننا على الرغم من تفاهمنا السياسي، ما زال بيننا خلافات، وبطبيعة الحال لدينا اختلاف في وجهات النظر حول الموقف من سوريا والسعودية، ولذلك فإننا ندعو الحكومة إلى ضرورة التوازن في اتخاذ الموقف من السعودية وسوريا، ولذلك كما أننا لم نرفع صوتنا بالاعتراض على علاقات تقام مع النظام السعودي، ليس من الطبيعي أن نسمع في المقابل أصواتا تعترض على العلاقات التي تقام مع سوريا”.
وفي الختام، وزعت الشهادات التقديرية على الخريجين.