السبت , 28 ديسمبر 2024

السيد نصر الله وعد قيادة الجيش وأهالي المخطوفين بعدم القبول بأي حل يتجاوز معرفة مصير العسكريين اللبنانيين

أطل الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله هذه الليلة عبر شاشة “المنار”، متحدثا عن “تطورات الأوضاع على الساحة وآخر مستجداتها”، وقال: “أوجه أجمل التحيات وأسمى آيات التقدير للمقاتلين المضحين على الجبهات في المعركة الدائرة عند جبال لبنان. وهنا، أتحدث عن الجيش اللبناني والجيش السوري والمقاومة، وخصوصا الشهداء الذين قدموا أرواحهم في هذه المعركة، والجرحى”.

وحدد “العناوين التي تدور حولها المعركة في البعد اللبناني، وهو طرد داعش من كامل الارض اللبنانية من جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك، وأيضا تأمين الحدود اللبنانية – السورية، وهذا يقتضي إبعاد داعش الى داخل الاراضي السورية كي لا يشكل تهديدا للجيش اللبناني الذي سيصل الى الحدود”، محذرا من “بقاء داعش كتهديد واستنزاف للجيش اللبناني على الحدود”، وقال: “الهدف أيضا معرفة مصير الجنود المخطوفين”.

أضاف: “أما من الجانب السوري فهو في استعادة السيطرة على كامل القلمون الغربي وإنهاء وجوده أي تكون في الجانب السوري جبال وتلال شكل داعش منها تهديدا للبلدات اللبنانية والداخل السوري وطريق دمشق – حمص. وعندما ينتهي داعش في القلمون الغربي تكون حمص قد أصبحت آمنة، ويكون داعش منحصرا فقط في دير الزور”.

وعن المقاومة، قال: “إنها تقاتل من أجل البعدين، وتقدم الدماء لأننا نؤمن بعدم تجزئة المعركة”.

وعن مجريات المعركة حتى الآن، قال: “بعد العمل التهميدي يوم السبت، أعلنت قيادة الجيش عملية فجر الجرود. وبشكل متزامن، انطلقت عملية إن عدتم عدنا التي اعلنتها المقاومة في الجانب السوري. وما تحقق على الجبهتين مهم بكل المقاييس، وقد كنا تحدثنا عن الطبيعة الجغرافية الصعبة وطبيعة العدو المفترضة التي كانت لدينا عن داعش”.

أضاف: “أعلنت قيادة الجيش من خلال بياناتها عن تحرير 100 كلم وبقاء عشرين كلم، وهذا أمر يعني قيادة الجيش متى ستنتهي منها”.

وأشاد ب”عمل الجيش اللبناني وبما حققه وبأقل كلفة ممكنة وبكفاءة عالية”، نافيا “وجود تناقض مع بيان الجيش حول المساحة بين أنها 120 كلم كما تقول قيادة الجيش، وبين ما نقول نحن إنها 140 كلم، وقال: “إن 20 كلم حررتها عملية إن عدتم عدنا في الارض السورية، وهي موصولة بالأرض اللبنانية”.

وأوضح أن “مساحة الارض اللبنانية التي تم طرد داعش منها تبلغ 120 كلم، من بينها 20 كلم أنجزت تحريرها المقاومة، والجيش 100 كلم، وبقي 20 كلم. ومن الجانب السوري، تبلغ المساحة 160 كلم، تضاف اليها المنطقة التي تسيطر عليها بالنار، وبالتالي لم يكن تحت سلطة الجيش السوري، وتبلغ ما يزيد عن 150 كلم. وبهذا، تصبح الارض السورية المستهدفة بعملية ان عدتم عدنا 360 كلم”، وقال: “تمت استعادة السيطرة حتى صباح اليوم على ما يزيد عن 270 كلم من المساحة المذكورة أعلاه. وبالتالي، بقي تحت سيطرة داعش ما يقارب ال40 كلم بالنار او بالسيطرة داخل الاراضي السورية”.

وشدد على ان “الانجاز الذي تم كان كبيرا وعظيما في منطقة شديدة الصعوبة”.

وعن الوضع الحالي، قال: “مسلحو داعش باتوا محاصرين في منطقة العمليات الواسعة، وهي شبه مستديرة، 20 منها داخل الاراضي اللبنانية، والبقية قي الاراضي السورية”.

وتوقف عند “اعلى مرتفع في منطقة العمليات هذه، وهو الثاني في الارتفاع بعد تلة موسى، وهذا المترفع هو مرتفعات حليمة قارة”، وقال: “على قمة هذا الجبل العالي هناك الحدود مرسمة بين لبنان وسوريا، ويفترض ان يصل الجيش اللبناني اليها من الجانب اللبناني، والجيش السوري والمقاومة من الجهة الثانية”.

أضاف: “هناك إحصاء دقيق عن أعداد المسلحين والمدنيين في تلك المنطقة المحاصرة”.

ولفت الى “استسلام عشرات المسلحين في الجانب السوري للجيش السوري وللمقاومة”، رافضا “تسليط الضوء على هؤلاء الذين استسلموا للمقاومة، حرصا على ادبياتنا في التعامل”.

وكشف عن “معلومات حول نوايا ايجاد تسوية لدى العديد من هؤلاء الباقين، وبعضهم يريد ان يقاتل حتى النهاية” وقال: “حتى الآن، إن غرفة عمليات داعش تفضل لهم ان يقتلوا جميعا، وهذا ليس غريبا عن عقلية داعش وامرائه”.

وأشاد ب”وضع الجيش السوري والمقاومة النفسي في الجبهة وإيمانهما بالنصر”، لافتا إلى “أن المسألة مسألة وقت”، مطالبا ب”عدم وضع سقوف زمنية لنهاية هذه المعركة”، وقال: “كلما ضاقت المسافة على المحاصرين، تصبح الكلفة أشد، خصوصا بسبب وجود المدنيين في منطقة ضيقة، وسيكون مؤثرا وضع هؤلاء، لا سيما أن داعش يتخذ من المدنيين دروعا وهو ما فعله التنظيم في العراق”.

ونبه نصر الله إلى أن “العمل سيكون دقيقا، منعا لأن تكون الكلفة عالية، خصوصا في ظل وجود مدنيين”، متمنيا “ألا يضغط على الجيشين في هذه الحال”.

وسأل: “إلى أين هذه المعركة؟”، وقال: “هناك خطان في المعركة التي لا تتوقف، وهناك خط ثان هو خط التفاوض. هناك تفاوض يحصل في الاراضي السورية”.

أضاف: “بعد مراجعة الدولة السورية على اصل التفاوض باعتبار أن نكون نحن الجهة المفاوضة، نعلن أنه لن يتم وقف اطلاق نار قبل الوصول إلى كل التفاصيل، أي لا وقف اطلاق نار من أجل التفاوض، أي الا يبقى داعش في الاراضي اللبنانية ولا السورية. وإن القيادة السورية والمقاومة تؤكدان أن أي التزام في التفاوض مع داعش يتعلق بكشف مصير الجنود اللبنانيين المخطوفين لدى داعش”.

وأكد أن “المقاومة تتصرف على أن المعركة واحدة وجبهة واحدة”، واعدا قيادة الجيش واهالي المخطوفين ب”عدم القبول بأي حل يتجاوز معرفة مصير العسكريين اللبنانيين”.
وكشف عن “تجاوب القيادة السورية حسب ما ابلغنا به، ولكن وفقا للتعاون مع الحكومة اللبنانية في المرحلة المقبلة”.

وأوضح أن “المقاومة تفاوض من دون تنسيق او تكليف من الحكومة اللبنانية، وبمعزل عن الشكليات”، وقال: “إن الارجحية تسير نحو الحسم العسكري، والسبب هو عقلية قيادة داعش الموجودة في الخارج، على عكس قيادة داعش الموجودة في القلمون التي تريد التفاوض”.

وخاطب “قيادة داعش في الخارج، وتلك التي في الداخل بالقول: “إن النتيجة معروفة، ولا وقت لدينا لتضييعه لأن الامور ذاهبة إلى خواتيمها”.

وخاطب اللبنانيين قائلا: “أنتم مقبلون على نصر يجب ان تفاخروا به، وهذا الانجاز عندما سيتحقق سنكون امام حدود لبنانية – سورية آمنة من الارهابيين. لذلك، انتم امام انجاز عظيم جدا، فلا تسمحوا لبعض المنغصات بتعكير انجازاتكم”.

ووعد ب”الحديث عمن كان يريد المعركة، ومن كان لا يريدها كي نعرف الصديق من غيره، ومن يريد السيادة من غيره”، متمنيا “تجاوز بعض الالتباسات التي تحصل”.

وتوقف “امام ما حصل يوم معركة تحرير جرود عرسال، حيث تعاطفت جميع وسائل الاعلام ووكل المراسلين والمراسلات التابعين لهذه المؤسسات، باستثناء تلفزيون المستقبل”، مشيرا إلى “تهديدات وردت لبعض وسائل الاعلام بسبب تعاطفها من الجهات الاميركية والسفارة الاميركية التي ازعجها إظهار النصر الذي حققته المقاومة في تحرير جرود عرسال”، مؤكدا وأكد أن “بعض الجهات اللبنانية والاميركية طلب من وسائل الاعلام عدم التركيز على ما يحصل في جبهة القلمون في الاراضي السورية على الحدود اللبنانية”، مخاطبا هذه الجهات بالقول: “أنتم اصحاب عقول صغيرة”.
وأبدى عتبه على “بعض وسائل الاعلام التي خضعت لانها فقدت مصداقيتها، عندما غيبت ما يحصل في القملون الغربي في الاراض السورية”، متوقفا عند “السقوط الاخلاقي لبعض وسائل الاعلام في التعاطي مع الجبهتين بلغتين مختلفتين”.
وتمنى أن “تتصرف بعض وسائل الاعلام بأخلاقية.

وقال: “هذا الانجاز الكبير الذي تحقق وسيستكمل هو واحد من نتائج المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة، مضافا اليها الجيش السوري حتى لو زعل من سيزعل”.

واعتبر “ان التكامل الذي حصل بين الجبهتين اللبنانية والسورية هو الذي عمل على تعجيل تحقيق الانتصار عندما فتحت النار من 360 درجة على مقاتلي داعش في وسط هذه الجبهات بشكلها الدائري”.

واعلن ان “التحرير الثاني هو عندما سيكتمل تحرير الحدود اللبنانية – السورية من هيمنة الارهابيين التكفيريين، بعد ان حصل التحرير الاول في 25 أيار العام 2000″، مشددا على “الاحتفال بهذا اليوم الآتي وبعظمة الشهداء”، وقال: “لا بد انه سيكون في عام 2017″، من دون أن يحدد “اليوم والشهر لهذا الانتصار والتحرير”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *