أطلق وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في حضور الأمين العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ،العمل بجوازات السفر الرسمية البيوميترية الديبلوماسية والخاصة والخدمة في مكتب دائرة الأجانب الجديد في الوزارة.
وألقى اللواء ابراهيم كلمة، قال فيها: “نحن هنا اليوم لإطلاق العمل بجواز السفر الديبلوماسي البيومتري، وهذا المشروع تم بالتعاون بين وزارة الخارجية والمديرية العامة للامن العام. هذا الجواز نقل لبنان عمليا الى مصاف الدول المتقدمة، وقد تم اطلاقه لان هناك بعض الدول بدأت منذ الآن بمنع القادمين اليها من غير حملة الجواز البيومتري من الدخول الى أراضيها. هذا الجواز يسمح للمواطن اللبناني ويمنح حامله التسهيلات بالدخول الى كافة دول العالم، كما يتضمن معايير أمنية نستطيع اعتبارها الاكثر دقة في العالم، ويحوي مواصفات عالمية من حيث الجودة والمعايير الأمنية، بمعنى آخر هناك استحالة مطلقة لتزويره”.
ثم القى الوزير باسيل كلمة قال فيها: “ان هذا الانجاز هو لوزارة الداخلية وللمديرية العامة للامن العام ووزارة الخارجية هي المستفيدة منه. تم كل هذا بالتعاون بين الوزارتين، ما يضعنا في مرحلة متقدمة بملاقاة ومطابقة المعايير العالمية في هذا الشأن، ويجعلنا نفكر اكثر واكثر في وزارة الخارجية كيف سننتقل يوما بعد يوم لنسهل على المواطنين معاملاتهم، وقد بدأ هذا اليوم في وزارة الخارجية، وسينتقل تباعا ليكون لدينا امكانية اصدار جوازات سفر بيومتري من خلال سفاراتنا في العالم. نحن اليوم نؤمن هذا الجواز للبنانيين في الخارج من خلال خدمة البريد السريع وعدد الذين يستفيدون من هذه الخدمة في تصاعد، ويحصلون على جوازاتهم بسرعة قياسية رغم انهم خارج لبنان، انما لا يزال أمامنا الكثير من العمل المتطور والالكتروني ليستفيد اللبناني الموجود في اي مكان في العالم من خدمات الوزارة بسهولة ، وهذا الجواز يندرج في هذا الاطار خصوصا وانه يعطي دقة وحماية ورمزية اكثر لجواز السفر اللبناني”.
وتابع الوزير باسيل: “منذ ان أتينا الى الوزارة لم نقبل باعطاء جواز سفر ديبلوماسي او خاص من باب الخدمة السياسية، هذا الجواز لا يفرط به من خلال اعطائه لاي كان لمجرد خدمة سياسية، وبالتالي تصنيف المواطنين الى فئتين، فئة تملك جواز سفر عادي وأخرى جواز سفر مميز فقط لانها على معرفة بالوزير. نحن كان لدينا القدرة على ان نمنع هذا عن اي مواطن غير مستحق، قريبا كان أو بعيدا منا، وهذا سينطبق على جواز السفر البيومتري لان قيمته كبيرة جدا. أنتم تعرفون كيف ينظر الى البلد، من خلال احترامه لنفسه من خلال النظرة لجواز السفر”.
أضاف: “من مهماتنا المقبلة، نأمل ان نتجه اكثر واكثر الى مبدأ المعاملة بالمثل بدءا من صالون الشرف في المطار. وأول كتاب وجهته الى الامين العام طلبت فيه منه إجراء دراسة حول طريقة استقبال الوفود الأجنبية في صالون الشرف وبحسب اي معيار يستقبلوننا في الخارج وكيف ندفع لصالون الشرف. إذ أن مبدأ المعاملة بالمثل يجب ان يطبق وهذا ما يقوم به البلد الذي يحترم نفسه. يجب مراعاة مصالح لبنان وفق هذين المعيارين”.
ثم انتقل الوزير باسيل واللواء ابراهيم الى مكاتب دائرة الاجانب الجديدة، قرب قصر بسترس، واطلعا على التجهيزات الجديدة وآلية الاصدار.
من جانبه، ألقى رئيس دائرة الاجانب بالتكليف السفير كنج الحجل كلمة ترحيب، شكر فيها الوزير باسيل واللواء ابراهيم على رعايتهما للمشروع وسهرهما على اتمامه بأفضل المهل والشروط”.
وأشار السفير الحجل الى “ان الانتقال الى البيومترية سيسمح بتأمين افضل المعايير للجوازات الرسمية اللبنانية وفق الانظمة الدولية، وسيسمح كذلك بتأمين خدمة اصدار سريعة وممكننة بشكل كامل”.
وأثنى الحجل على جهود كل من ساهم في انجاز المشروع من جانب وزارة الخارجية والمديرية العامة للامن العام”.
ثم اعطى الوزير باسيل المعلومات البيومترية العائدة وفق الآلية المعتمدة لاستصدار جواز رسمي بيومتري بإسمه، وتسلم من اللواء ابراهيم جواز السفر البيومتري رقم واحد، والصادر بإسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وآخر صادر بإسم السيدة الاولى.
والتقى الوزير باسيل مساعد وزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الايرانية حسين جابر أنصاري في حضور السفير الايراني محمد فتحعلي.
بعد اللقاء قال أنصاري: “أود ان أعرب عن بالغ سروري وسعادتي لهذه الفرصة التي أتاحت لي زيارة لبنان الشقيق في هذا اليوم الذي هو اول يوم عمل للحكومة الايرانية الجديدة برئاسة الرئيس الدكتور حسن روحاني بعد أن نالت الثقة من البرلمان الإيراني، وستكون مناسبة لي للالتقاء مع كافة المرجعيات السياسية والروحية اللبنانية الموقرة. وبعد وصولي الى لبنان صبيحة هذا اليوم تشرفت بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكذلك رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري”.
وتابع: “خلال وجودي في لبنان سألتقي عددا من المرجعيات السياسية والروحية والإجتماعية الموقرة في هذا البلد الشقيق. ونحن عندما نعاين هذه المنطقة التي نعيش فيها ونرى هذه الاختلافات والتباينات والنزاعات التي تعصف بدول هذه المنطقة وشعوبها نشعر ان لبنان الشقيق هو يمثابة الواحة الخضراء المستقرة التي تشكل نموذجا صارخا للتعايش الأخوي السلمي الكريم بين كافة أتباع الديانات السماوية السمحاء التي تعيش بوفاق وانسجام في ربوعه”.
وأضاف: “من ناحية اخرى، لبنان الشقيق يعتبر من وجهة نظرنا نموذجا صارخا ورمزا كبيرا من رموز التصدي للإرهاب سواء كان إرهاب الدولة الذي يمثله الكيان الصهيوني او الإرهاب التكفيري الظلامي المتطرف الذي تمثله هذه المجموعات الحاقدة المتطرفة. الرسالة الاساسية التي أحملها معي خلال زيارتي للبنان الشقيق ومن خلال الايام الاولى لعمل الحكومة الإيرانية الجديدة اريد ان اقول من خلال هذه الرسالة ان الجمهورية الإيرانية الإسلامية مصرة اليوم أكثر من أي وقت مضى على ترسيخ وتوطيد العلاقات الثنائية والتعاون البناء مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة في مختلف المجالات”.
وتابع: “من هنا، نحن نتطلع، منذ البداية، أن تشمل هذه الزيارة المرجعيات السياسية والروحية والحزبية والإجتماعية التي تمثل مكونات هذا البلد الشقيق. نحن نعتبر ان لبنان ومن خلال هذه الفسيفساء الفريدة التي يمثلها في التنوع السياسي والإجتماعي والديني والطائفي هو نموذج يحتذى من قبل كل شعوب المنطقة في الحرية والوحدة والتلاقي”.
وقال: “من ناحية أخرى، أن لبنان عندما حمل لواء التصدي والمقاومة ضد العدوان الإسرائيلي من جهة والارهاب التكفيري من جهة أخرى تحول الى نموذج فريد يحتذى به من قبل شعوب هذه المنطقة لا بل من قبل كل الاحرار في هذا العالم”.
وختم آملا “أن تساهم زيارتي الحالية للبنان الشقيق في توطيد وترسيخ التعاون الثنائي البناء بين البلدين في مختلف المجالات والأصعدة”.
وردا على سؤال نفى أنصاري أن يكون البحث والوزير باسيل قد تناول قضية السجين اللبناني في طهران نزار زكا، آملا “أن يأخذ الملف مساره القضائي الصحيح قريبا”.
واستقبل الوزير باسيل وفدا من الرابطة المارونية برئاسة المحامي أنطوان قليموس الذي حيا الجيش اللبناني والتضحيات والدماء التي يبذلها في سبيل الوطن، وقال: “بموازاة ملف تنظيف حدود الوطن من الارهابيين والتكفيريين نؤكد ضرورة العودة الى مقررات مؤتمر النزوح السوري الذي كانت عقدته الرابطة والمتعلق بكيفية مواجهة تداعيات هذا النزوح ووضع بعض الحلول لها. واعتقد ان العودة الجزئية التي حصلت من قبل بعض النازحين الى سوريا اكبر مؤشر على ان العودة آمنة نسبيا أو في المطلق، ولا يمكن ان ننتظر انتهاء الحرب في سوريا كي يعودوا خصوصا وان هناك بعض عائلات المسلحين قد عادت الى مناطق تحت سلطة النظام السوري”.
اضاف: “كما بحثنا في ملف التجنيس الذي لا نود ان يبقى في الادراج بل يجب اعارته الاهتمام المناسب”.