استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، النائب أحمد فتفت الذي قال بعد اللقاء: “في الأساس هي زيارة تضامنية مع سماحة المفتي بعد الذي تعرض له في الفترة الأخيرة. دار الإفتاء مرجعيتنا على الصعيد الديني في هذا البلد، وبالتالي من واجبنا أن نتضامن معه في كل لحظة. كما كانت فرصة لمناقشة عدد من الأمور القانونية التي تخص الطائفة السنية والأمور التشريعية، وكذلك تداولنا في الظروف الراهنة”.
واستقبل المفتي دريان أمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين “المرابطون” العميد مصطفى حمدان الذي قال: “تشرفنا اليوم بلقاء سماحته، فهو المرجعية الوطنية الأساسية، ليس فقط بالنسبة إلى أهلنا السنة، وإنما لجميع أبناء الوطن، وبالتالي كل ما سمعناه في الأيام الماضية من هرطقات وكلام مسيء بحق دار الإفتاء وسماحة المفتي هو كلام مرفوض، ولا يسمح لأي كان ان يتعدى على هذا المقام السامي، لذلك نحن نقول للجميع، تحلوا بشيء من المسؤولية الوطنية وبالهدوء والسكينة، خصوصا في هذه الأيام المصيرية على صعيد لبنان ومنطقتنا العربية”.
أضاف: “في ما يتعلق بما يجري على الساحة الوطنية، نحن نقول ان الجيش اللبناني هو دائما وأبدا الضامن للأمن والاستقرار ولحماية الحدود ضد كل الاعتداءات والأخطار، سواء كانت إرهابية مخربة أم يهودية. وبالتالي نحن نقف مع الجيش اللبناني ونقول له بان عقول وقلوب جميع اللبنانيين مع هذا الجيش في معركته لطرد هؤلاء الإرهابيين والمخربين من ارض لبنانية عزيزة، الجرود الشرقية، سواء كانت جرود عرسال أو جرود الفاكهة أو جرود راس بعلبك أو جرود القاع، على الجميع اليوم ان يقفوا صفا واحدا مع الجيش اللبناني”.
وشدد على ضرورة تحسين الوضع الاقتصادي في لبنان، وقال: “علينا ان نقر بأن هناك أزمة اقتصادية تطال الجميع، واذا ما استفحلت ستؤدي إلى الكثير من الأخطار سواء كانت أمنيه أم اجتماعية. وندعو الجميع الى أن يتخذوا القرارات الصائبة من اجل المواطنين اللبنانيين ككل”.
كما استقبل دريان وفدا من “ندوة بيروت” برئاسة القاضي خالد حمود، الذي قال بعد اللقاء: “ندوة بيروت ولدت من رحم بيروت، من أبنائها وعائلاتها، جاءت إلى هذا المقام الإسلامي والوطني بشخص مفتي الجمهورية أولا لأخذ مباركته لهذه الندوة ولتوجهاتها الاجتماعية والخدماتية والمطلبية والمعيشية لبيروت وأبنائها، بيروت الحاضنة لكل أطياف المجتمع اللبناني عدلا ومساواة وأنصافا، فالعدل أساس الملك.
وأعلن عن “دعم المفتي دريان بكل قوة، تأييدا للمطالب الإسلامية والوطنية المحقة، ولا تنازل عنها”، مؤكدا “ثبات وعزم الندوة على الحفاظ على الميثاق الوطني الذي بني عليه لبنان وعدم الإخلال به حفاظا على التوازنات الوطنية والوجود اللبناني”.
والتقى دريان هيئة العلماء المسلمين في لبنان برئاسة رئيسها الشيخ رائد حليحل الذي قال بعد اللقاء: “قمنا اليوم، وفد من هيئة علماء المسلمين من كل مناطق لبنان بزيارة سماحته، وكانت هذه الزيارة حقيقة بديلا عن وقفة كنا اطلقناها بأننا سنقف أمام مجلس البرلمان اللبناني لنوصل رسالة إلى رئيس وأعضاء المجلس نبلغهم فيها موقفنا الصريح والواضح إننا شركاء فعليون في هذا البلد، وبالتالي من حقنا ان نطالب بحقوق هذه الشراكة وبمفرداتها. في الأيام الماضية كان العرف أن يكون يوم الأحد اليوم الوحيد للاجازة في الأسبوع، لكن عندما يبحث في القانون الآن عن إمكانية جعل يومين للإجازة، فمن حقنا نحن المسلمين في هذا البلد ونحن شركاء أساسيون ومهمون وفاعلون ان يكون يوم الجمعة يوم عيدنا، يوم إجازة لنا جميعا. طبعا هذا الأمر بفضل الله عز وجل هو الأمر الذي استقرت عليه مسيرة دار الفتوى الكريمة منذ بدايات الأيام من بعد الانتداب الفرنسي إلى اليوم، وهو موقف صريح من صاحب السماحة، وهو الموقف الذي عليه المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، فأتينا اليوم إلى صاحب السماحة نزولا عند رغبته في أن يكون موقف العلماء وكلامهم ووقفتهم في دار الفتوى، وان نوصل الصوت للجميع دعما لسماحته في هذا الموقف، واننا لن نحيد ولن نتراجع عنه”.
واكد “اننا حرصاء على أمرين: اقتصاد البلد والعيش المشترك الآمن في هذا الوطن”. وقال: “هذا العيش يستوجب ان يشعر المسلمون بانهم حقيقة غير مهمشين ولا مستبعدين، مطلبنا الواضح والصريح عدم التطاول على مسلماتنا وشعائرنا وشرائعنا أبدا، سواء في موضوع الجمعة او غيرها من المواضيع، وقد لمسنا بفضل الله عز وجل تفهما كبيرا، بل أقول تطابقا في الرؤية بيننا وبين صاحب السماحة، وتعاهدنا أمام الله عز وجل أن نكمل المسيرة للوصول إلى تعزيز مواقعنا في هذا البلد، وطبعا تعزيز مواقعنا لن يأخذ من مواقع الآخرين شيئا، فنحن نحترم الآخرين ونحترم خصوصيتهم، لكن نتمنى ان تحترم أيضا خصوصياتنا. يوم الجمعة عندنا يوم عظيم ومبارك، ومن حقنا ان يكون يوم عطلة وإجازة وراحة اسوة بغيرنا. نحن لسنا ابدا مع المماحكات الفقهية التي قد يدخل بها البعض للأسف انجرارا إلى هذا الواقع المرير، هل يجوز التعطيل يوم الجمعة ام لا يجوز؟”.
اضاف: “نحن لا نحرم العمل يوم الجمعة، نحن لسنا كبعض الطوائف التي ترى يوما يحرم عليها حتى ركوب السيارة، ابدا، يجوز لنا ان نعمل قبل وبعد صلاة الجمعة، ولكن كميثاق عيش مشترك في هذا البلد كيوم لجميع اللبنانيين ينبغي ان يشعر المسلمون انهم ليسوا مغبونين، وليسوا طائفة على الهامش او من الدرجة الثانية، فنتمنى ان يراعي المسؤولون هذا الامر وان يستجيبوا لرغبة المسلمين في هذا البلد التي يجسدها ويمثلها موقف صاحب السماحة وهذه الدار الطيبة المباركة الكريمة، ونتمنى وعيا كاملا حتى لا يفسح المجال ابدا، لا قدر الله، امام أي شعور بالغبن مما يفضي الى زعزعة في الصفاء والنقاء بالعيش المشترك في هذا البلد”.
وتابع: “نتمنى ان تكون الرسالة واضحة، نحن لا نريد شيئا من احد، لكن لنا حق ونريده بكامل الصراحة. يوم الجمعة، يوم عيدنا، يوم معظم، يوم له منزلة ومكانة عندنا، نريد ان نشعر اننا في هذا البلد كما يوم الأحد، يوم عطلة ومحترم، كذلك يوم الجمعة، لا اكثر ولا اقل”.
وردا على سؤال قال: “في الفترة السابقة كان يوم الجمعة يوم عمل حتى الساعة الحادية عشرة، وكانت الإجازة الوحيدة هي يوم الاحد. اما الان، فقد عدل القانون حتى يكون يومي اجازة، لذا من حقنا ان نطالب بيوم الجمعة. نحن لا نقول عودوا الى ستة أيام دوام عمل ويوم واحد إجازة فقط. واذا كان المنحى ليس دينيا فلتكن العطلة الاثنين والثلاثاء، او الثلاثاء والاربعاء، او الأربعاء والخميس. وكما يقال لنا سنعطيكم ساعتين يوم الجمعة فليعط غيرنا ساعتين، لكن هذا ليس مطلبنا. نطالب بيومي إجازة الجمعة والأحد حتى نحن نشعر براحتنا كما غيرنا.