الجمعة , 27 ديسمبر 2024

حمادة في تكريم المتفوقين في شهادات المهني: عودة التألق إلى التعليم المهني والتقني حتمية

أقيم احتفال تكريمي للطلاب المتفوقين في الدورة الأولى للإمتحانات الرسمية للتعليم المهني والتقني، برعاية وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده وفي حضوره، في المدرسة الفندقية- الدكوانة.

وحضر الاحتفال المدير العام للتعليم المهني والتقني احمد دياب، جورج حداد ممثلا المدير العام للتربية، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، رئيس دائرة الموظفين في مجلس الخدمة المدنية أنطوان جبران، ممثل نقابة اصحاب الصناعات الغذائية عدنان عطايا، مدير المعهد الفني الفندقي الشف أنطوان الحاج، رؤساء روابط الاساتذة في التعليم الخاص والرسمي، مستشارو وزير التربية والتعليم العالي، مديرو المعاهد والمدارس الفنية الرسمية والخاصة والاساتذة، شخصيات ورؤساء لجان الامتحانات الرسمية لدورة 2017 الاولى، رؤساء المصالح والدوائر والاقسام، الطلاب المتفوقين وذويهم.

بعد النشيد الوطني وترحيب من عريف الإحتفال رئيس مصلحة المحاسبة بالإنابة منير خوري، عرض وثائقي عن المديرية العامة للتعليم المهني والتقني تضمن لمحة تاريخية بالصوت والصورة، تعاقب طلاب على إلقاء كلمات بالعربية والفرنسية والإنكليزية تضمنت شكرهم وامتنانهم للقيمين على الحفل وتطلعات الى مستقبل في كنف وطن يؤمن لهم فرص العمل بتضافر جهود المسؤولين فيه، ثم قدم الطالب لؤي حديفة مشروع مصعد من اختراعه، والطالب أدهم نصر الدين رسم portrait للوزير حماده، وألقى الأستاذ الشاعر عاطف موسى قصيدة من وحي المناسبة.

ثم كانت كلمات لمدير عام معاهد “الآفاق” في لبنان الأستاذ فادي ناصر، رئيس رابطة الأساتذة ومديري المعاهد والمدارس الفنية الرسمية مدير مجمع أرض جلول المدرسي عبد الرحمن برجاوي ومدير عام معهد C.I.T القنصل ابرهيم الحداد، تناولت هموم التعليم المهني والتقني ورؤيتهم لتطوير هذا التعليم.

والقى دياب كلمة استهلها بشكر المديرية العامة لقوى الامن الداخلي والتفتيش المركزي والتفتيش التربوي والجيش “لمساهمتهم القيمة والفعالة في سبيل انجاح اجراء الامتحانات الرسمية لدورة 2017 الاولى”. وقال: “انها المرة الاولى التي ينجز فيها هذا الاحتفال، وعملا بنص هذه الغاية الكريمة فان بداية هذا الاحتفال والتفكير به لجهة تكريم المتفوقين هو اتمام يا معالي الوزير لما بدأتم به وما تنظيمه الا تلبية لطلبكم وهذا يعتبر خطوة كبيرة في سبيل الاهتمام بالتعليم المهني والتقني”.

اضاف: “ان يحتفل المرء بتكريم المتفوق فهذا عمل لا خلاف عليه، فالتفوق هو سمة طبيعية عند كل كائن حي وعند كل المجتمعات، والهدف من هذا التكريم هو تحفيز للمتفوقين للاستمرار في التفوق وتحفيز لزملائهم لكي يقتدوا بهم ويسلكوا طريق التفوق”.

وتابع: “ان تخصيصكم يا معالي الوزير مكافأة نقدية رمزية بقيمة بقيمة 500 الف ليرة لكل متفوق هو عمل كبير بنظرنا في ظل هذا الاهمال الذي كان سائدا. اننا ننظر الى هذا الاحتفال وهذه الخطوة الكريمة من جانبكم كرمي بذرة في ارض غير مكتشفة ومليئة بالكنوز، فهذه البذرة نأمل منها ان تؤدي الى بذر بذور اخرى في كافة اتجاهات التعليم المهني، هذه البذرة ستؤدي الى تحفيز المتفوقين والطلاب، والبذرة التي نأمل ان ترموها قريبا جدا بعد اقرار الموازنة العامة هي وضع المرسوم 9689/2012 الذي يتضمن اعطاء منح دراسية للطلاب الحائزين على معدلات 12/20 في شهاداتهم على اختلافها ويريدون الانتساب الى التعليم المهني في اختصاصات تحددها المديرية العامة للتعليم المهني بالاتفاق مع قطاعات الانتاج وتصدر بقرار من معاليكم بناء على اقتراح المدير العام، وعدد هذه المنح السنوية 2000 منحة”.

واردف دياب: “ان تحفيز الانسان اما يكون ماديا ام معنويا. فالتحفيز المعنوي هو اعطاء القيمة المعنوية لشهادة الطالب المهني والقيمة المعنوية هي قبولها في سوق العمل الرسمي والخاص ومتابعة الدراسة. نعم، عملنا على تطوير المناهج وعلى تعديل المناهج وسنوات الدراسة من اجل ان نستقطب الطلاب وعملا بالمناهج الاوروبية، ولكن لم نتفق مع الوزير السابق حسان دياب عندما عملنا على اعداد المرسوم 8090 الذي صدر عام 2012 والذي عدل سنوات الدراسة والذي سمح لطلاب الامتياز الفني للمرة الاولى في لبنان ان يكملوا دراساتهم الجامعية، علما ان القانون 472 الصادر عام 2002 وهو قانون تصنيف الشهادات يقول ان حامل اجازة فنية له الحق ان يترشح لوظائف الفئة الثالثة فما هو المانع من ذلك ولماذا لا يسمح لحامل هذه الاجازة الانتساب الى السنة الاولى في الدراسات العليا، ونحن كمديرية عامة للتعليم المهني والتقني مستعدون للبدء باعداد مشروع مرسوم في هذا الموضوع في حال اقتنعتم يا معالي الوزير بوجهة النظر هذه”.

وتابع دياب: “لبنان هو افضل مستوى في التعليم المهني بين الدول العربية ودول العالم الثالث من حيث المناهج وعدد الطلاب (102000 طالب). فمنذ العام 2003 حتى اليوم يؤمن التعليم المهني والتقني التجهيزات والامتحانات، فالبذرة الاهم هي وضع التعليم المهني والتقني على سكة التمويل لانه مهما بلغ الاهتمام بالتعليم المهني لا يمكن تأمين هذا التعليم الا من خلال تأمين تجهيزات، ولا يمكن تأمين التجهيزات من دون تأمين اعتمادات ووضع التعليم المهني ضمن القطاعات التي تمول من الموازنة العامة”.

وشكر دياب وزير التربية “على دعمه وتشجيعه للتعليم المهني”، متوجها الى المتفوقين والمتفوقات بالقول: “المهم هو الاستمرار في التفوق فلا يقوم اي نظام واي بلد في العالم الا بالاعتماد على التعليم المهني والتقني”.

ثم ألقى راعي الإحتفال كلمة نوه في مستهلها بمدير مدارس “الآفاق” ورئيس الCIT “لأنهما يمثلان كل مساهمة القطاع الخاص في التعليم المهني والتقني، وكما بدا لنا اليوم آتيا بطروحات واقتراحات سبق وأثرتها مرارا خلال الاشهر القليلة التي استلمت فيها هذه الحقيبة مع عزيزي وأخي وصديقي الدكتور احمد دياب، وانا أتعهد اليكم قبل أن أنتقل الى الحديث عن المتفوقات والمتفوقين، أن كل هذه المطالب ستكون في أولويات برنامج الشهرين المقبلين، وخصوصا أن العمل الحكومي والعمل النيابي قد استؤنفا، وكل ذلك يجعلني أقول لكم إن الدخول الى الجامعة في الشروط المنطقية الموضوعة، سيكون متاحا ولو رافعت أنا شخصيا أمام مجلس الجامعة اللبنانية او أمام أي محفل آخر لكي يطبق هذا المبدأ”.

وقال: “سأتحدث كذلك الى قيادة الجيش، لكي لا يكون هناك أي تمييز بين من يتخرج من التعليم المهني وغيره، وانا اظن ان كل الابواب يجب ان تفتح لكم. وأقول لكم وفي حضور شخصين عزيزين علينا، الرئيس الجديد للتفتيش المركزي القاضي جورج عطية المعروف بشفافيته وإن انتقاءه لهذا المركز ضمانة للادارة اللبنانية، والصديق القديم رئيس ادارة الموظفين في مجلس الخدمة المدنية ورفيق احمد دياب منذ السبعينات، يجب أن تلتقي روح التفتيش مع روح التنظيم حتى في الممارسة الوزارية”.

أضاف: “عزيزي أحمد، معك اكتشفت أهمية التعليم المهني والتقني واندفعت الى التوازن في إعطاء الحق، وأنت تعلم المعارك التي خضناها ولا نزال، في مواضيع القروض والهبات وتوزيعها بين الإدارات المختلفة لانه لا يجوز أن يكون هناك تمييز شبه عنصري مع التعليم المهني والتقني، وبالتالي أنا سأبقى كما كنت خلال الاشهر القليلة الماضية المحامي الاول لدى الدول المانحة ولدى المؤسسات الدولية ولدى الحكومة اللبنانية ولدى الزملاء في المجلس النيابي لتأمين قوانين البرامج والقروض الآتية الى لبنان، ما يسمح للتعليم المهني والتقني أن يعطي هذا البلد فعلا ركائز أساسية تنضم الى التعليم الاساسي والجامعي لتكون رافعة لعلمنا ولقدراتنا ورافعة لاتاحة فرص عمل حقيقية في لبنان وفي المحيط القريب اي افريقيا والخليج واوروبا القريبة، ولا اريد تشجيع الذهاب الى ما وراء البحار والمحيطات”.

وتابع: “يسجل التعليم المهني والتقني حضوره الثابت في منظومة التعليم المتنوع الإتجاهات والإختصاصات، ومرد ذلك إلى أن حقيقة الحاجات في سوق العمل هي للمهارات الفنية المتوسطة والأدنى، وهي حاجة مثبتة، وإن هذه الحاجات متشابهة في دول العالم كافة وخصوصا في الدول الصناعية. ربما لم نبلغ مرتبة الدولة الصناعية بالصناعات الكبرى والثقيلة ولن نبلغ ذلك في المستقبل، ولكن في الصناعات المتوسطة والصناعات التقنية والفنية الحديثة جدا، الإلكترونيات وغيرها، باستطاعتنا أن نكون silicon valley كما في الولايات المتحدة، أو نكون كالمدارس الكبرى في ألمانيا، التي هي شراكة مع الشركات الكبرى”.

وأردف: “يحتل التعليم المهني والتقني المساحة الكبرى في عدد الملتحقين به، وتبلغ النسبة في ألمانيا مثلا أكثر نن 80% من عدد الطلاب، فعندما نتحدث عن نسبة 23% عندنا، فذلك يعني أننا لا نزال مقصرين. فنحن في لبنان نعاني كثافة في الإنتساب إلى الجامعات ونقصا حادا في الأيدي العاملة الوسيطة والمتخصصة، ما يؤدي إلى بطالة مرتفعة؛ أنا أعرف أن هناك عشرات الآلاف من المهندسين يعملون كسواقي تاكسي، وأطباء أصبحوا في مرتبة أدنى من الممرض المتمرن في بعض الأحيان، ومحامين تحولوا الى ما هو مختلف كليا لأنهم لم يجدوا مجالا لا في القضاء ولا في المحاماة، هذا لا يؤدي الى تراجع العمالة وحسب، بل الى هجرة الأموال التي يتم إنفاقها على الإستثمار. أردت أن أقول ذلك للتأكيد على أن عودة التألق إلى التعليم المهني والتقني هي عودة حتمية، وإن زيادة عدد مؤسساته الرسمية والخاصة وتطوير إختصاصاته يعود بالخير والمردود الأكيد على الموارد البشرية وعلى فرص العمل والإقتصاد اللبناني ككل. هذا ما عمل عليه المدير العام الأستاذ أحمد جاعلا من هذه الصروح التي بني بعضها في الستينات وكان مهجورا تقريبا. هناك مجال لعمل العجائب في التعليم المهني والتقني”. وتوجه الى دياب بالقول: “وأنت بدأت بصنع العجائب. في بئر حسن، في الدكوانة، في كل لبنان، في عواصم المحافظات والأقضية وغيرها”.

وتطرق الى “وضعنا في البلاد الغارقة في الإختلافات التي فيها، ولكن الحمد لله على صونكم وصون البلد وصون حدوده والدفاع عنه، ولكن في مقاربة الأمور المعيشية وتزاوجها مع الوضع الإقتصادي، هناك خلافات؛ غدا نحن مدعوون الى اجتماع عند فخامة رئيس الجمهورية، وأنا أعتبره اجتماعا مفصليا، كما أعتبر أن جلسة مجلس النواب الأربعاء، ولو هي مخصصة بجدول أعمال موضوع سابقا، ولكن بكل تأكيد، في الكلمات الواردة وفي مقاربة النواب للأوضاع، ستبقى السلسلة والتوازن بين السلسلة والواردات هي الهم الأول، وهي تهمنا جميعا. وكنت مدافعا عن حقوق الإدارة والمعلمين والعسكر والقضاة والأساتذة وكل فئات القطاعات الرسمية والخاصة أيضا، مع أن قيامة المدارس الخاصة قامت علينا، لكن سنلقى صيغا وحلولا ينص عليها القانون 515 تتيح لنا إيجاد توازن بين حقوق المعلمين وسلامة “قجة” الأهل، الذين هم على مثالكم جميعا، بمعنى أن كثيرين منكم ضحوا كثيرا لكي يصل أولادكم الى هذه المرتبة”.

وتابع: “ما أود قوله أيضا إن ما أصاب حتى الآن التعليم المهني والتقني ومديريته العامة من تهميش، التوزيع الهادف للموارد والإستثمار في الإقتصاد الحقيقي، مرده عقلية، لن أصفها بالمريضة، لكنها غافلة عن احتياجات البلد الحقيقية؛ وهذا، نحن وإياكم والأهل الموجودون هنا، الذين يشكلون الرأي العام، هم الذين سيصوتون بعد سنة ونأمل أن يصوتوا، لأن التصويت هو رفع الصوت، وسيكونون مدافعين معنا في هذا الإتجاه”.

أضاف: “لن تكون القروض والهبات في عهدي على رأس وزارة التربية، وهذا كان سبب انسحابي من جلسة مجلس الوزراء، لن تكون محفظة انتخابية لأحد من الأحزاب أو من الطوائف، أو من المذاهب؛ هي لكم، هي لأولادكم، لكل التعليم؛ هناك جزء طبعا للنازحين ولكن المجتمع الدولي بدأ يقارب قضية القروض والهبات من بوابة الأمور الطارئة وهي موضوع النازحين، ولكن في موضوع النمو اللبناني الذي لم يعد بإمكاننا تركه جانبا، بقي النازحون أم لا، وأتمنى أن يذهبوا بأقرب وقت ممكن، ولكن يبقى لبنان جثة هامدة اقتصاديا وبنيويا وماليا، وهذا لا يجوز. وأنا هنا لأدافع عن هذا الأمر في الحكومة حتى آخر رمق”.

وتوجه الى الطلاب بالقول: “أيها المتخرجون والمتخرجات لقد تفوقتم في امتحانات رسمية نزيهة ومنضبطة وشفافة جاءت نتيجة سهر وجهود سعادة المدير العام واللجان والمستشارين واللجان الفاحصة وكل المعلمين، وهذا أتى في مصلحة سمعة الإمتحانات؛ لقد تغيرت سمعة الإمتحانات، لم يعد هناك إفادات، بل أخذتم شهادات بإمكانكم الإعتزاز بها، لأنها ستفتح لكم كل الأبواب”.

وقال: “إن الورشة قائمة لإحداث تطوير دائم ومستمر على مستوى مناهج التعليم المهني والتقني واختصاصاته وشهاداته، والغريب العجيب أنه في التعليم الأساسي من سنة 1977 الى سنة 1997 لم يحصل أي تطوير للمناهج؛ الآن نحن منكبون على ورشة كبيرة، لأننا تأخرنا عشرين سنة عن إحداث أي تطوير، بينما هنا، من دون مراكز تربوية ومن دون مئات الملايين، هذه المديرية والعاملون فيها والمستشارون والإختصاصيون طوروا سنة فسنة المناهج؛ أضافوا ما يجب أن يضاف، وشذبوا الأمور التي لم تعد موجودة أو معتمدة لا في مجتمعنا ولا في اقتصادنا، وأنتم تدركون ذلك لأنكم أكثر تقدما واطلاعا منا في الكثير من التقنيات”.

أضاف: “الإتكال عليكم أنتم خريجو الرسمي والخاص، ولبنان مزيج من الرسمي والخاص، وهذه ميزته بتعدديته وانفتاحه وحرياته، والحريات لها أساس؛ فعندما تخرجون من هنا، حاملين شهاداتكم، احملوا معكم إمتياز حبكم للحرية، الى العالم الخارجي، أي خارج المدرسة أو المعهد، وكونوا أحرارا، تجاه كل من يريد ان يستغلكم”. والى أهالي الطلاب، قال: “شكرا على ما قدمتم لنا وللبنان ولأولادكم”.

وختم مكررا التهنئة للأساتذة والمديرين والمتخرجين والمتخرجات.

وبعد شرح احدى الطالبات للوحة رسمتها مواكبة للإحتفال ودمجت فيها شعاري وزارة التربية ومديرية التعليم المهني والتقني الى صورة لبنان الأخضر وعلم لبنان، قدم دياب درعا تذكارية عربون شكر وتقدير لحماده، وقدمت اللجنة المنظمة للإحتفال درعا تذكارية لدياب لإطلاقه الإحتفالية، ثم وزع حماده شهادات التفوق وتولى دياب تقديم المنح المادية لهم وهي كناية عن خمسمائة ألف ليرة لبنانية.

واختتم الإحتفال بقطع قالب الحلوى تلاه كوكتيل للمناسبة.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *