أقامت منسقية “القوات اللبنانية” في قضاء البترون وبرعاية رئيس الحزب سمير جعجع ممثلا بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، حفل عشائها السنوي في بترون فيلاج كلوب، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلا بطوني نصر، النائب سامر سعادة، النائب بطرس حرب ممثلا بنجله مجد حرب، مرشح القوات في البترون الدكتور فادي سعد، رئيس إتحاد بلديات البترون مارسلينو الحرك، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس رابطة مخاتير البترون جوزيف أبي فاضل، رؤساء وأعضاء المجالس البلدية ومخاتير قرى البترون، ممثلي الأحزاب والجمعيات والفاعليات السياسية المحلية، وحشد كبير من القواتيين في القضاء.
البداية مع النشيد الوطني ثم نشيد القوات، بعدها كلمة ترحيب للمهندسة يمنى حرب أكدت فيها “أن شعار القوات كان في زمن الحرب “حراس الهيكل عندما يدق الخطر على الأبواب وحيث لا يجرؤ الآخرون” أما اليوم فعندما سكتت المدافع وفي زمن السلم لقد أصبح شعار القوات اللبنانية ضمير الإنسان في هذا الشرق لبنان وطن أبدي سرمدي لا يزول وشرعيتنا على كل أرض لبنان. هذه هي القوات اللبنانية المؤمنة بسلطة الشعب بمرجعية واحدة هي الدولة وقوانينها ودستورها”.
وتابعت: “هنا في البترون بالذات، من أعلى جبال الرهوة الموصولة بالقرنة السوداء، وحدها أكبر محمية أرز في تنورين، قرب السور الفينيقي على بحر مدينة بيروت، وكل القرى المعلقة بين الأرض والسماء، حملنا كقوات الأرزة في الأعالي، من كل المناطق والقرى أتينا من أهل وأخوان وأحباب، لنقول لن نركع ومصلحة أرضنا فوق كل إعتبار. ومن هنا تحية لكل فرد آمن وحارب وناضل ولم يستسلم. تحية الى كل شاب وصبية إنضموا لمسيرة النضال، تحية للمواطن الصالح الذي يعمل للانماء في كل القرى، تحية لكل منتسب يحمل بطاقة القوات اللبنانية ويواصل العمل لبناء المستقبل، تحية لجيشنا القوي ولشهدائه الميامين، تحية لكل القوى الأمنية بكل أقسامها وفروعها. تحية لشهداء القوات اللبنانية وتحية لروح الشيخ بشير الجميل، والتحية الكبرى لرئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي معه ومعكم يبقى لبنان أمانة غالية بأعناق القوات اللبنانية”.
وختمت بكلمة لدياب ضاهر يونس حول القوات اللبنانية، وفيها: “مؤسسة حكيمة قائدها حكيم، نوابها رمز للمثابرة والعمل الدؤوب، وزراؤها مثال النزاهة والشفافية والعمل الصامت، جمهورها عاشق التحديات والصعوبات، من هي؟ إنها القوات اللبنانية”.
وتحدث منسق عام قضاء البترون عصام خوري فقال: “هذا العشاء الذي نقيمه اليوم هو لتعزيز أواصر العلاقة مع كافة مكونات البترون. ولنقول للجميع أننا نقوم دائما بواجبنا وقلبنا ويدنا مفتوحتين دائما للتعاون مع الكفاءات التي تمثلونها من أجل خدمة منطقة البترون ولبنان”.
وتطرق الى موضوع الخدمات التي تسعى القوات اللبنانية الى أن تكون عامة وفي خدمة المجتمع ككل، منتقدا تصرف بعض الوزراء في تعيين المحسوبيات في وظائف الدولة. وأشار الى “ضرورة المشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة لإيصال من يستحق الى الندوة البرلمانية ويعمل من أجل مصلحة الوطن”، مستذكرا شهداء القوات ومؤكدا “أن إستشهادهم لم يكن رخيصا وعابرا إنما كان دفاعا عن أرض لبنان أمام الطامعين به، مشيرا الى مقولة لأم الشهيد مارسيل بكاسيني عندما أبلغوها بإستشهاده “منيح اللي إبني إستشهد مش إنتو الله يحميكم ويرد عنكم”، مضيفا “هؤلاء هن أمهات شهدائنا اللواتي لم يسمحن لنا جميعا ببيع هويتنا وناضلوا معنا من أجل بقاء الوطن”.
وأكد أن “القوات اللبنانية صورة مجتمع يعيش على التضحية ويأخذ بصدره السهام دفاعا عن الوطن أيام الحرب وفي أيام السلم يترك البندقية ويعمل للبناء والإعمار”.
بعدها ألقى المرشح سعد كلمة حيا فيها “البترون القلعة الوفية التي لم يستطع الحرمان والإضطهاد والفقر أن يغيروا هويتها أو يقتلوا المقاومة فيها، أرحب بكم وأشكر حضوركم وأشكر كل من ساهم بإنجاح هذا الحفل وأريد أن أخص بالشكر رفاقي ورفيقاتي في المنسقية على جهودهم الإستثناية”.
وتابع: “منذ سنوات حاول كثيرون تشويه صورة القوات وعملوا المستحيل كي يقنعوكم بأن لا تؤيدوا ولا تنتخبوا القوات اللبنانية. وأعطوا الوعود لأبناء البترون بلاد القديسين بلاد مار يوحنا مارون والبطريرك الحويك كي لا ينتخبوا القوات اللبنانية. أجل كما سمعتم كي لا تنتخبوا القوات اللبنانية. فإذا أردتم دولة فاشلة سيادتها منقوصة وقرارها ليس بيدها لا تنتخبوا القوات اللبنانية. إذا أردتم جيشا ضعيفا ويريد من يحميه ويأخذ قرارات عنه فلا تنتخبوا القوات اللبنانية. إذا أردتم أن يعود الإحتلال الذي دفعنا دما وعرقا ودموعا لكي نتخلص منه ويعود ليتحكم بكل مفاصل حياتكم لا تنتخبوا القوات اللبنانية. إذا كنتم تريدون أن تعيشوا أهل ذمة وترتاحوا وهمكم أن تأكلوا وتشربوا شرط أن لا تتعاطوا بالسياسة لأنها وجع رأس وحكر على طبقة سياسية لا تشبهكم لا تنتخبوا القوات اللبنانية. إذا كنتم تريدون وطنا مزرعة للفساد ينخر مفاصله والقوانين غير محترمة والفاجر يأكل مال التاجر لا تنتخبوا القوات اللبنانية. إذا كنتم تريدون أولادكم بعد التخرج ان يقفوا على أبواب الزعماء ليستعطوا وظيفة ب500$ أو يقفوا على أبواب السفارات لكي يأخذوا باسبورا أجنبيا لا تنتخبوا القوات اللبنانية. إذا كنتم تريدون إنتظار الكهرباء حوالى أربعين سنة أخرى ونظل ندفع فاتورتين ويحملونا جميلة في ساعة تغذية بالطالع أو بالنازل، ما تنتخبوا القوات اللبنانية”.
أضاف: “إذا كنتم تريديون قضاء فاسدا القرار فيه مرهون للسلطة السياسية لا تنتخبوا القوات اللبنانية. إذا كنتم تريدون قطاعا صحيا ظالما وفاشلا يترك المريض يموت على أبواب المستشفيات لا تنتخبوا القوات اللبنانية. إذا كنتم تريدون الإقطاع السياسي أن يبقى يستعبدكم ويورثكم من جيل الى جيل كأنكم قطعة موبيليا في منزله لا تنتخبوا القوات اللبنانية. إذا كنتم تريدون أن تبقى أصواتكم مطروحة في المزاد العلني أو السري يوم الإنتخابات فلا تنتخبوا القوات اللبنانية. إذا كنتم تريدون أن تبقى النفايات تحت نوافذكم والكسارات تنهش جبالكم بشكل عشوائي ويبقى بحركم مجرور كبير ويصبح الحفاظ على البيئة كأنه جريمة لا تنتخبوا القوات اللبنانية. إذا كنتم تريدون ان تبقى المخدرات تسمم شبابنا وتدمر مستقبلهم لا تنتخبوا القوات اللبنانية. إذا كنتم تريدون أن يكون البرنامج الإنتخابي شاحنة زفت يفلش أمام بيوتكم ويستمرون بشرائكم ويبيعونكم بخدمة هي في الأصل من حقكم لا تنتخبوا القوات اللبنانية. وإذا أردتم أن تكونوا مرتاحين كما أنتم ودون وجع رأس الذي إسمه لبنان فلا تنتخبوا القوات”.
وأردف: “نعم أنا لم آت لأريحكم، أنا آت لأقول لكم أريد أن أتعبكم، أن نتعب سويا ونزرع سويا لكي نحصد سويا أساسا نحن الذين تعبنا سويا أجيال ورا أجيال ولولانا لما بقي الذي بقي. ولكن هذا لا يكفي، علينا التعب وعلينا النضال. نريد فعلا الكهرباء 24/24 وأن لا تبقى حلما لن يتحقق، نريد أن يطبب كل مواطن بكرامة بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو إنتمائه السياسي أو وضعه الإجتماعي. نريد أن نكون شركاء فعليين في وطن سلطته نابعة منكم أنتم وقراره لجيشه ولشعبه ودولته وسلاحه لا يحمله إلا جيشه الوطني وقواه الأمنية التي نؤدي لهم كل التحية على تضحياتهم. نعم أنتم اليوم مسؤولون والتاريخ لن يرحمنا إذا لم نبن وطنا يعيش أولادنا وأولاد أولادنا بكرامة فيه ودون منة من أحد. لبنان الذي بناه أجدادنا وضح من أجله شهداؤنا وحافظوا عليه، لبنان الغالي والرخيص من أجله لا بد أن يعود وينتفض ويقف على رجله لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح”.
بعدها كلمة ممثل جعجع الوزير حاصباني الذي وجه في مستهلها “التحية بإسم الدكتور جعجع الى كافة الرفاق والرفيقات والأصدقاء والصديقات” مضيفا: “لا شك بأننا نعيش في زمن فيه تحولات كثيرة، تحولات على المستوى الدولي، على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الوطني المحلي، تحولات كثيرة منها إيجابية وأيضا الكثير منها هو تحديات، تعودنا ان نواجه التحديات بصدر رحب وصلابة وثقة وإيمان. طبعا داخل لبنان وعلى مساحة الإنتشار اللبناني فلبنان موجود أينما وجد لبناني يؤمن بهذا الوطن. وهكذا كان اللبنانيون دائما متضامنين ومتماسكين كي يستمر وطننا لبنان كما نحب أن يكون. اليوم نحن بصدد إعادة الثقة الى الدولة بالفعل وهذا العنوان كان لنا به دور كبير جدا في صياغته، في صياغة عهد يستعيد فعلا هذه الثقة التي فقدت بين المواطن والدولة. لكن كيف نستعيد الثقة؟ أولا يجب أن ننسى الممارسات التي كانت تحصل والتي سببت بفقدان الثقة بين المواطن والدولة. والعمل بكد للوصول الى النتيجة المرجوة. نحن اليوم نبني دولة جميعنا يدا واحدة دولة يوجد فيها سيادة، التي تعني القرار الحر على أرض حرة مع شعب حر وحكام أحرار وجيش قوي وحده يصون سيادة هذه الدولة. نحن نبني دولة قوية أولا بمؤسساتها، التي نرفض أن تكون مرتهنة لأي جهة كانت والمهم إستقلالية هذه المؤسسات وعدم إختزال دورها وعدم ربطها بجهة أو باخرى كي لا تستخدم للمصالح الشخصية وبغير إطارها”.
وأضاف: “خلال الحرب تزعزعت كل هذه المؤسسات وكان هناك سبب واضح لذلك وبعد الحرب وجدت هيئات ومؤسسات رديفة في كثير من الأحيان للعجلة بإعادة إعمار لبنان وبعد بعد الحرب حصل ضياع بدور هذه المؤسسات لأنه كان يوجد ضياع وتعطيل للسلطة السياسية ولكن اليوم ما بعد الحرب وفي زمن السلم وفي زمن إعادة بناء الدولة لا يمكن أن نعمل أمورا صغرى خارج هذه المؤسسات. لماذا نقول هذا؟ لأن هذه الدولة التي نبنيها مات من أجلها آباؤنا ومات من أجلها إخواننا وأعطوا الدور لنا لنعيد بناء الحلم الذي كانوا يحلمون به بعدما أخذوا الإستقلال الذي حاولوا سلبهم إياه عدة مرات، نبني هذه الدولة ليحيا فيها أولادنا في المستقبل ويستطيعوا أن يشاركوا في التحولات الإيجابية التي يسير فيها وبإتجاهها العالم، وأن يكون للبنان دور أساسي على منصة الدول إقليميا وعالميا بتغيير وجه العالم بطرح وجه الحضارة على أعلى المستويات كما عود لبنان العالم بتاريخه، ولهذا السبب سنبقى معا يدا بيد دون خوف ولا كلل، يدنا مفتوحة بكل رحابة صدر لكل من يريد بناء هذه الدولة التي نحلم بها لكي نعيش جميعنا”.
بعدها، شارك الجميع في الحفل الذي قدمه المطرب سيمون حدشيتي ورقصوا حتى ساعات الفجر الأولى على وقع الأغاني الوطنية والأناشيد القواتية.