زار الرئيس فؤاد السنيورة المحكمة الشرعية السنية في صيدا في مبنى دار الافتاء الاسلامية في المدينة، متفقدا أعمال التأهيل الجارية في قاعات ومكاتب المحكمة بمسعى منه مع نائبة رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة.
وكان في استقبال الرئيس السنيورة رئيس المحكمة القاضي الشيخ محمد ابو زيد الذي رافقه في جولة على ارجاء المحكمة، واطلعه على المراحل التي تشملها اعمال التأهيل التي لا تقتصر على الجانب البنيوي والتجهيزي بل تشمل ايضا اعادة تأهيل السجلات التي يعود تاريخ بعضها الى الحقبة العثمانية.
وفي هذا السياق، التقى الرئيس السنيورة بحضور القاضي ابو زيد، الأستاذة والباحثة في التاريخ العثماني في جامعة البلمند الدكتورة سعاد ابو الروس سليم التي تقوم بخدمة ودراسة أرشيف المحكمة، واطلع منها على منهجية العمل في ما يتعلق بإعادة ترتيب وارشفة السجلات العائدة للحقبة العثمانية قبل ان يتفقد برفقتهما بعضا من هذا الأرشيف.
وقال الرئيس السنيورة اثر الجولة: “الأرشيف الموجود هنا كنز من المعلومات وانا سعيت من ضمن كل الجهود التي تبذل من اجل استنهاض المدينة وخارجها بما تختزنه من معلومات ومن امكانات للتطوير، سعيت مع السيدة ليلى الصلح من اجل ان تتبنى اعادة تأهيل مكاتب المحكمة الشرعية، وعملية التأهيل الآن في المرحلة الأخيرة من الانجاز وهذا أمر جيد بالنسبة لمدينة صيدا لما لها من تاريخ عريق خلال المرحلة الماضية بحيث انها كانت هي عاصمة الولاية في مراحل معينة وتاريخها لا يقتصر فقط على المدينة ولكن على ما حولها الذي كان يمتد جنوبا الى مدينة عكا وشمالا اكثر من ذلك بكثير”.
أضاف: “المقصود من هذا العمل ليس اعادة تأهيل الأمكنة فقط بل المكننة لحفظ هذه المعلومات بطريقة رقمية، ونحن الآن نتقدم بهذا المجال وهذه الزيارة هي من اجل تفقد العمل وانا سعيد بما تحقق حتى الآن وانظر بكثير من الأمل الى ما سيصار لإنجازه في المرحلة القادمة بحيث تكون هذه المحكمة بما تم انجازه فيها نموذجا من أجل المحاكم الأخرى التي فيها تاريخ طويل للبنان والمنطقة بشكل عام. فاليوم انا سعيد بهذا اللقاء مع سماحة الشيخ ابو زيد وايضا الدكتورة سعاد سليم استاذة التاريخ العثماني في جامعة البلمند، وبالتالي اليوم كانت مناسبة للبحث في هذه المرحلة وكيفية استخراج المعلومات للاضاءة على مرحلة هامة من تاريخ لبنان”.