أخبار عاجلة

عون: لقاء الاثنين هدفه إيجاد حل للخلاف حول السلسلة يراعي مصالح جميع اللبنانيين

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “ان اللقاء الحواري الذي دعا اليه يوم الاثنين المقبل في قصر بعبدا في حضور رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري وعدد من الوزراء المختصين وممثلين عن القطاعات المختلفة، هدفه إيجاد حل للخلاف الذي نشأ حول قانون سلسلة الرتب والرواتب وقانون استحداث ضرائب لتمويل هذه السلسلة، “يراعي مصالح جميع اللبنانيين من دون ان يفقر فئة او يغني فئة اخرى، ذلك انه في ظل اوضاع اقتصادية صعبة كالتي يعيشها لبنان ليس في مقدور احد الحصول على ما يتمناه ويريده او يحقق له مصالحه دون مصالح الآخرين”.

وأشار عون الى أنه يأمل أن يعالج المشاركون في اللقاء الحواري “المسائل المطروحة بروح من المسؤولية لايجاد حل عادل لجميع الاطراف”.

موقف عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من آل الخازن في كسروان تكلم باسمه النائب فريد الياس الخازن، محييا مواقف رئيس الجمهورية، وقال: “مجد هذا القصر اعطي لمن استحقه، الى العماد ميشال عون في زمن الشدائد والنضال من اجل الحرية والسيادة والاستقلال، وفي يومنا هذا، الى العماد الرئيس صونا لكرامة الانسان، في لبنان معافى ومتصالح مع الذات ومع الغير. في بدء الازمنة الحديثة كان الشعب، ونحن الان في بيته. ومن هذا الشعب جاء قائد جسد الاباء والعنفوان، شرفا، تضحية، ووفاء. من قيادة الجيش الى قيادة الوطن، والجسر بين الاثنين كسروان، محطة عزيزة على قلب الجنرال، ممثلا كبيرا وشريفا لأبناء كسروان في كل لبنان. انه لشرف عظيم اننا تعاونا وترافقنا بقناعة ومحبة والتزام من اجل خدمة ابناء المنطقة ولبنان تحت راية الصدق والشهامة واحترام الذات. تجربة دخلت الوجدان منذ انخراطي في الشأن العام”.

وأضاف: “كسروان، عرين آل الخازن منذ القرن السابع عشر، كان لها ما ارادت مع كبيرين من رجالات لبنان: الرئيس فؤاد شهاب، باني الدولة المسؤولة ومؤسساتها، والرئيس العماد ميشال عون، باني العزة الوطنية والدولة القادرة بانفتاح ونبل واخلاق. تحديات جسام تواجه العهد، ولقد تخطى اهمها: اعادة بناء الوحدة الوطنية في سياسة جامعة وحدود رسمت معالمها بين الداخل والخارج بعد الوصاية والفلتان. هكذا هو رئيس كل لبنان: مقاتل لا يهادن في زمن التحديات ومحاور مرن من موقع القوة”.

وتحدث الخازن عن تاريخ العائلة وما اعطته للبنان سياسيا وروحيا ووطنيا، وقال: “إرادة وطنية جامعة لم تنكسر هذه المرة. منذ زمن يوسف بك كرم في منتصف القرن التاسع عشر الى اليوم والانتفاضة ملازمة للحقبات الفاصلة في تاريخ لبنان، جبلا ودولة، بوجه الاحتلال والطغاة، ومن اجل الحق بالمساواة. معك يا رئيس البلاد زمن التراجع ولى والحلم في ربيعه، فتستعيد الجمهورية بريقها ومعنى وجودها والدولة موقعها، فلا ينكسر الوطن ولا قلوب محبيك الكثر”.

ورد عون مرحبا بالوفد، ومنوها بما قدمه آل الخازن للبنان في مختلف المجالات، كما تحدث عن الاوضاع العامة في البلاد، ولاسيما منها الوضع المالي والاقتصادي، مجددا التأكيد أن “الليرة لا تدعم بالدين الذي يخفض قيمتها”.

وأورد عون عرضا لما تعانيه الدولة نتيجة 27 سنة من سوء الادارة والازمات المتلاحقة والتي لا يمكن اصلاحها في غضون بضعة اشهر، مشددا على ان مسيرة الاصلاح مستمرة وقد بدأ التغيير في الاجهزة الامنية والمؤسسات الرقابية والقضائية، داعيا اللبنانيين الى الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها.

وفي اطار التحضير للقاء الحواري يوم الاثنين المقبل، رأس عون جلسة عمل مع وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده في حضور المدير العام للوزارة فادي يرق، ورئيسة مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة مديرة وحدة ادارة ومتابعة تنفيذ برنامج التعليم الشامل السيدة صونيا خوري. وبعد الاجتماع، قال حماده: “كانت جلسة عمل مطولة مع فخامة الرئيس، تناولت كل وجوه السياسة التربوية في شقيها المتعلقين بالطلاب اللبنانيين والنازحين السوريين. ففي الشق الاول، عرضنا على فخامته التحضيرات الجارية لاطلاق السنة الدراسية باعداد اضافية مرتقبة من التلامذة اللبنانيين وبتجهيزات اكثر تطورا. وفي الشق الثاني، اشرنا الى احتمال زيادة عدد الاولاد السوريين النازحين الى ما يقارب 25 الفا، وسبل مواجهة هذه الزيادة عبر العمل على ابقاء مستوى المساعدات الدولية بما يتلاءم مع الحاجات اللبنانية”.

وأضاف حماده: “بحثنا أيضا مع فخامة الرئيس في سلسلة الرتب والرواتب وانعكاساتها على القطاع التربوي العام والخاص، وذلك تمهيدا للقاء الحواري الذي دعا اليه فخامة الرئيس، الذي سلمناه أيضا لوائح بأرقام واحصاءات وتوقعات بالنسبة الى هذه الانعكاسات، ليكون فخامته على بينة منها”.

وأوضح أن البحث تطرق ايضا الى الاجتماعات المرتقبة في نيويورك الشهر المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة والتي ستتناول الموضوع التربوي من خلال اللقاءات مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس ووزراء الدول المانحة والبنك الدولي.

وعرض عون مع مستشاره لشؤون التعاون الدولي الوزير السابق الياس بو صعب الملفات المتعلقة بالتعاون مع منظمات الامم المتحدة والتي تتناول المجالات كافة، وذلك في إطار التحضير لترؤس رئيس الجمهورية لوفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة.

الى ذلك، كانت لعون لقاءات سياسية وعلمية. وفي هذا السياق، استقبل الوفد النيابي التونسي الذي يزور لبنان حاليا ويضم نوابا من الاحزاب الموالية والمعارضة في تونس.
في مستهل اللقاء، تحدث السيد حسن عز الدين من دائرة العلاقات العربية في “حزب الله” شاكرا رئيس الجمهورية على استقباله الوفد، وعارضا لاهمية العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين التونسي واللبناني. وقال: “نحن نعلم فخامة الرئيس أنكم تحملون في وجدانكم وعقلكم رؤية تجاه منطقة الشرق الاوسط، لذلك ليس جديدا ان نثمن مواقفكم الوطنية والعربية والقومية، خصوصا على المستوى الوطني في بناء دولة القانون، الدولة القوية والقادرة على مواجهة العدو الصهيوني والعدو التكفيري”.

أضاف: “نحن نعلم أيضا أن لفلسطين في قلبكم ورؤيتكم مكانة كبيرة واولوية قصوى، لذلك لا نغالي إن قلنا إنكم جسدتم آمال شعوبنا العربية وطموحاتها عندما دافعتم عن فلسطين في الجامعة العربية”.

ثم تحدثت رئيسة الوفد النائبة مباركة ابراهيمي، فعبرت عن سعادتها والوفد البرلماني، المكون من مختلف الانتماءات الحزبية، في السلطة والمعارضة، بلقاء عون “القامة الوطنية اللبنانية، القومية والانسانية، التي يشهد لها العدو قبل الصديق”، مشيرة الى “أن تونس بأحرارها، من رجال ونساء، تساند محور المقاومة والحق العربي في فلسطين، كما تساند الشعب اللبناني وجيشه الباسل في مواجهة العدوان الداعشي”. وأشارت الى أن الوفد أتى الى لبنان “لنبارك لكم ما تحقق في جرود عرسال والانتصارات المقبلة، وندعم حرب الجيش اللبناني في مواجهة الارهابيين التكفيريين، متمنين لكم النصر”.

ورد عون مرحبا بالوفد، وشاكرا لأعضائه دعمهم، ومؤكدا “أن الجيش على أهبة الاستعداد والجهوزية لمواجهة خطر التكفيريين، وهو سيحرز الانتصار في معركته في مواجهة الإرهاب”.

وأشار رئيس الجمهورية الى “أننا تخطينا مرحلة الانقسام السياسي في لبنان، منذ جرت الانتخابات الرئاسية وأرسينا الاستقرار السياسي والأمني الذي نحمد الله على اننا ننعم به اليوم”، مشيرا في الوقت عينه الى العبء الكبير الذي يتحمله لبنان نتيجة استقباله أكثر من مليون و850 الف نازح سوري من جراء الحرب في سوريا، “وهذا عبء كبير اضافة الى اللجوء الفلسطيني المزمن”.

وقال عون: “نأمل أن يتحقق السلام سريعا في سوريا بما يساعد في حل مشكلة النزوح وعواقبه”، مستذكرا ما كان اعلنه امام القمة العربية في الاردن حين دعا مختلف الافرقاء العرب الى الجلوس حول طاولة حوار والاعتراف بالمصالح الوطنية والحيوية العائدة الى كل دولة.

وفي قصر بعبدا وفد الجمعية الدولية لطب الجهاز الحركي برئاسة الدكتور طوني تنوري الذي شكر لرئيس الجمهورية رعايته المؤتمر الدولي الذي عقدته الجمعية في لبنان بمشاركة وفود عربية واقليمية ودولية. وتحدث الدكتور رجا شفتري منوها بمواقف عون ودعمه للعلم والمعرفة في مختلف المجالات ولا سيما الطبية منها.

ورحب عون بالوفد منوها بما قدمته الجمعية من جهد في سبيل تعميم طب الجهاز الحركي، لافتا الى أن “لبنان استضاف مؤتمرات طبية عدة منذ تشرين الثاني الماضي، مما يعني ان هذا البلد عاد ليكون محور اللقاءات والمؤتمرات العلمية الدولية، وهذا يؤشر الى الثقة التي يضعها العالم بلبنان وبموقعه في المنطقة”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *