الجمعة , 27 ديسمبر 2024

باسيل من عبرا يطالب بمحاكمة الموقوفين الإسلاميين: لا يمكن أن نربط عبرا بظاهرة عبرت فلا هي ولا صيدا ولا عين الحلوة أمكنة للارهاب

اختتم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جولته في منطقتي صيدا والزهراني، بزيارة بلدة عبرا القديمة شرق صيدا، حيث اقيم له استقبال شعبي حاشد في البلدة، على وقع الاناشيد الوطنية والكشفية، يرافقه وزير البيئة طارق الخطيب والنائبان امل ابو زيد وزياد اسود، وكان في استقباله رئيس البلدية ادغار مشنتف واعضاء المجلس البلدي.

والقى باسيل كلمة بالمناسبة، قال فيها: “اليوم، نختتم زيارة شرق صيدا، في بلدة عبرا. هذه الزيارة لها الكثير من المعاني، لان هذه البلدة عاشت التهجير، وعاشت الارهاب، وعاشت التخلص منه، واعطت المثال عن البلدة النموذجية، التي بنت نفسها من بعد التهجير، وهذا كله بفضل ابنائها، ولا اعتقد ان الدولة اعطتكم الكثير، مخاطبا الحضور: “نحن منكم نأخذ القوة والعبر، لان عبرا هي العبرة. اهتموا بضيتعتكم، وعلى كل واحد يمر من عبرا أن يعتبر منها”.

أضاف “انا اعرف ان عبرا ليست مكانا للارهاب، ولا صيدا مكانا للارهاب، ولا عين الحلوة مكانا للارهاب، ولا لبنان محلا للارهاب. اعرف ان هذه الظواهر عابرة، وعبرت في عبرا، عبرت في طرابلس وعرسال والضنية، وعبرت في اماكن كثيرة، وفي اوروبا واميركا”، مستطردا “لكن الفرق ان مجتمعنا، هو الذي يرفض الارهاب، ولا يمكن ان نربط عبرا بظاهرة عبرت، واعتقد انه لن يبقى منها الا الذكرى، فهذا الامر غريب عن مجتمعنا وبلدنا، لذلك لا مكان له بيننا”.

وتابع “لذلك لدينا الجرأة، ان نطالب من عبرا، بالاسراع في محاكمة الاسلاميين المعتقلين، او الموقوفين بعبرا، او طرابلس، او اي مكان في لبنان، لتطالهم العدالة. فمنهم من هو متهم ليدان، ومنهم من هو بريء فليتبرأ، لانه لا يجوز ان تبقى هذه القصة عالقة ومرتبطة باحداث انتهت، ويفترض ان تكون عبرا وصيدا، قد خرجتا منها اقوى، لان هذه الضربات تقوي وتجعلكم تتمسكون اكثر ببلدتكم”.

وأشار إلى ان “لبنان هو اكثر بلد ناجح في محاربة الارهاب، واكثر بلد قادر على محاربته، لان طبيعة شعبه رافضة بطبيعتها للارهاب، لان الارهاب يريد محلا يدخل منه، وعقولا يدخل اليها، ونفوسا يتكون فيها، ومجتمعات يركز فيها. في لبنان لم يجد الارهاب ولا أي محل، الا الاماكن التي سكتت عن الارهاب، لا بل مولته”.

وقال: “نحن كنا في حكومة نعرف ان مسؤولين فيها وفي الاجهزة الامنية، كانوا هم من يمولون الارهابيين، ويستخدمونهم، مثلما داعش استخدمت لغرض معين في المنطقة، “شو بدها اسرائيل افضل من ذلك”، ان يصبح هناك كنتونات ارهابية، تنمو كالفطر وتتوزع. ولكن لان مجتمعنا هو مجتمع مقاوم للارهاب، رفض هذه الجماعات ونبذها، ولم تترك وراءها اثرا. لذلك هذا الاثر يجب ان ينتهي باصدار الاحكام، لنثبت في لبنان اننا بلد يعرف كيف يتعاطى مع الارهاب”.

أضاف “لبنان النموذج، هو نقيض الارهاب، مهما فعلت الدول الكبيرة وحتى لو صنعت داعش في سوريا والعراق. داعش اصبحت جرثومة تنتقل بالهواء، اليوم، هذه الفكرة تنتقل اينما كان، يدخلون الى العقول. كيف نقاومها؟ نقاومها بالفكر، هذه الوسيلة الانجح، ومن المهم أن نحمي التعدد داخل مجتمعاتنا، لان داعش تعيش على الاحادية، وتريد ان تلغي التعدد، لتعيش وتخلق فوضى ومجتمعات متناحرة، لتستطيع ان تجد مكان لها. هذه الفكرة، يرفضها المجتمع اللبناني، والجيش اللبناني استطاع ان يسقطها في عبرا وعلى حدودنا الشرقية وفي طرابلس، أسقطها اينما كان. لهذا، وجودكم هنا مهم”.

وتابع “عندما ننعزل نحن المسيحيين، نفقد دور الوصل بين اللبنانيين. نحن اليوم نصل بين اللبنانيين، ونحن ضمانة كل اللبنانيين، لانه لا يمكننا ان نعيش بتطرف، طبيعتنا أننا لا نستطيع ان نعيش الا بالانفتاح، ومطلوب منا، ان نحافظ على خصوصيتنا في المجتمع بالعدالة وبالتقاليد وبالممارسة الدينية، ولكن أن نبقى منفتحين على الاخر، وهذا الامر الذي نريده بقانون الانتخاب. لبنانيتنا هذه، لا تتناقض مع مسيحيتنا، او مع اسلامنا، بالعكس مسيحيتنا واسلامنا ينتعشان ويزدهران من خلال لبنانيتنا”.

واعتبر أن “هذا ما يجب ان نظهره من خلال قانون انتخابي، يستطيع أن يراعي خصوصية اللبنانيين، ومن ضمن الوحدة اللبنانية الواحدة، يقدر على ان ينقلنا الى مزيد من الانفتاح، وليس الى مزيد من التقوقع، ويجب ان يبنى على احترام خصوصية كل فرد منا والاعتراف فيه. الانسان الذي لا تعترف فيه، بحجمه، وقوته وتمثيله، لا يمكن ان تأخذه الى المجهول وتقول له ثق بي واغمض عينيك، في مكان يعرف ان الماضي، الذي عاشه فيه، لم يكن كله مشجعا”.

وقال: “نحن عشنا تجارب، هاجرنا وتهجرنا، أخطأنا وأخطأوا معنا، ولكن لا نريد ان يظل الأهالي في عبرا يشعرون ان اصواتهم لا قيمة لها. الشعب الذي لا يشعر بقيمته وقيمة وجوده، يفقد فعاليته ضمن مجتمعه، ويختار طريق الهجرة”.

أضاف “نعود إلى ضيعنا وبلداتنا، عندما نشعر بعزتنا وبوجودنا الكامل، وهذا لا يتجسد الا بقانون انتخاب. من هنا نريد ان نفهم ان شغلنا الشاغل واولويتنا اليوم، هي قانون النتخاب. في كل جولاتي لم اتكلم الا عن قانون الانتخاب، لانه لا يوجد اولوية الا قانون الانتخاب، فلا اصلاح للحياة السياسية من دون قانون انتخاب، لانه لا يمكن ان نبني اي شيء في البلد من دون قانون للانتخابات”.

وتابع “اليوم، نحن نصنع مصيرنا بايدينا، نحن انتخبنا رئيس الجمهورية. انا اقول لكم ان الدول خضعت لارادتنا، لارادة الشعب اللبناني، الذي صمد ولم يتزعزع بفعل الفراغ، ولم يحصل هناك توافق ايراني- سعودي على انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، بل اتى نتيجة صمود العماد عون وصمود التيار الوطني الحر وصمود كل اللبنانيين”.

وختم “هكذا يجب ان نأخذ حقوقنا، بالصمود، بالمواجهة، بالقوة، وليس بالاختباء والخوف والانعزال. قوتنا ان نعيش مع غيرنا، ولكن بقوتنا، وهكذا سنعمل قانونا انتخابيا”.
ثم تحدث مشنتف فقال: “نشكر سعيكم في هذا العهد الجديد برئاسة الجنرال عون، الذي بشر لبنان بمستقبل مشرق. هؤلاء هم ابناء عبرا، الذين تربطهم اواصر الالفة والصداقة مع ابناء صيدا والجوار، يجمعنا مستقبل واحد، ومصير واحد. نفتح بيوتنا وقلوبنا لاستقبالهم، املين ان تكون زيارتكم الميمونة بادرة خير وتقدم يعم منطقتنا، وكل مناطق وطننا الحبيب لبنان”.

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *