كرمت النبطية المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي زار المدينة اليوم بدعوة من مجلسها البلدي، فبدأ زيارته في منزل امامها الشيخ عبدالحسين صادق، في حضور النواب ياسين جابر وهاني قبيسي وعبداللطيف الزين ممثلا بسعد الزين، رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، رئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل، المسؤول التنظيمي لحركة “امل” في الجنوب باسم لمع، رئيس دائرة الجنسية والجوازات في الامن العام العميد الركن حسن علي احمد وشخصيات وفاعليات.
ورحب صادق بابراهيم “الذي تحققت على يديه وفي عهده انجازات عديدة منها تفكيك الشبكات الارهابية – التكفيرية وملاحقة العملاء، سواء كانوا عملاء للعدو الاسرائيلي او للارهاب التكفيري”، منوها بجهود الامن العام “التي اسفرت عن تفكيك العديد من الشبكات كانت ستستهدف المناطق ولا سيما مدينة النبطية”.
من جهته أكد ابراهيم ان “اكثر ما نحتاح اليه هو الوحدة التي هي اقوى من السلاح والرصاص، وأنت يا سماحة الشيخ علم من اعلام هذه الوحدة”.
بعد ذلك قدم صادق درع وفاء وتقدير له.
بعد ذلك انتقل ابراهيم الى باحة السرايا الحكومية في النبطية، حيث أعد له احتفال تكريمي، وأجريت مراسم خاصة لاستقباله في حضور شخصيات وفاعليات.
وألقى عضو بلدية النبطية الدكتور عباس وهبي كلمة ترحيبية وقصيدة من وحي المناسبة، أما ابراهيم فحيا “أهالي النبطية ومنطقتها، هذه المدينة التي لها رمزية لانها ترفع شعار الحسين وكانت مستهدفة من الارهاب التكفيري في الشبكة الاخيرة التي فككها الامن العام”، وقال: “نحن الآن نقاتل في جرود عرسال دحرا للارهاب، والمشهد الذي نراه للاعلام اللبنانية في النبطية لنقول للارهابيين أننا نعرف كيف نقاتل الإرهاب وكيف نفرح في الوقت عينه”.
بعد ذلك التقى ابراهيم محافظ النبطية القاضي محمود المولى في مكتبه في حضور وزير الدولة علي قانصو ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد والنائبين ياسين جابر وهاني قبيسي وممثل النائب عبداللطيف الزين سعد الزين وشخصيات وقيادات عسكرية وامنية ورؤساء بلديات ومخاتير.
ورحب المولى بابراهيم “الذي تستقبله النبطية رجلا وفيا، صادقا، مقداما، تتجلى صفات الرجل بالوسامة شكلا وبالرجولة موضوعا وبصفات الاخلاص لاهلك، وارضك، ولوطنك العزيز لبنان، نستقبلك بالصفة الرسمية نعم، ولكن حرارة استقبالنا لك تتخطى صفتك الرسمية والتي بجهدك وفضائلك ومناقبيتك تخطينا مراسم التعيين الشكلية حتى اصبحت ملاذا امنيا مقدرا، باحترافك وحسك الامنيين وانت العارف ضرورة التنسيق بين اجهزتنا الامنية التي تحققت عبر انجازات جنبت الوطن والمواطنين الويلات والكوارث وكيف لا وانت القادم ووليد المؤسسة التي ننحني لها اجلالا وتقديرا، عنيت بها مؤسسة الجيش اللبناني، مؤسسة الانصهار الوطني والشرف والتضحية والوفاء”.
وحيا “تضحيات جيشنا الباسل ورجال المقاومة الشريفة في حربهم ضد اهل التكفير والجهل وحاميي الارهاب الذي قض مضاجع مجتمعات العالم كله”، املا “النصر المظفر وتخليص العالم من آفة الارهاب بأقرب وقت”.
وشكر للبلدية “تكريمها المميز للواء ابراهيم والذي يليق بالنبطية واهلها، ويليق بشخص المكرم ومن معه وبمؤسسته الرائدة”. وشكر لابراهيم “مشروع وضع الحجر الاساس لمبنى الامن العام في النبطية”.
ورد ابراهيم بكلمة شكر فيها للمولى “حسن الاستقبال والضيافة، ونأمل ان ننجز قريبا بناء مبنى للامن العام في النبطية ومن ثم ننتقل الى الهرمل”.
بعد ذلك وقع ابراهيم ورئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل في حضور المولى بروتوكول بناء مبنى الامن العام الجديد في النبطية.
وتوجه ابراهيم الى دائرة الامن العام في سرايا النبطية وعقد اجتماعا مغلقا مع الضباط والعناصر. ثم انتقل مع كحيل وقبلان الى الموقع الذي سيشيد عليه مبنى الامن العام في حي الجامعات في النبطية وسيتولى مجلس الجنوب تشييده بعد أن قدمت بلدية النبطية قطعة الارض، وقام ابراهيم والحضور بوضع الحجر الاساس للمشروع وازاح ستارة تؤرخ له.
واختتمت زيارة النبطية باحتفال خطابي حاشد في حضور قانصو والنائب عبداللطيف الزين ورعد وجابر وهاشم وقبيسي والمولى وقبلان، مطران صور للموارنة شكرالله نبيل الحاج، رئيس جهاز امن السفارات العميد وليد جوهر، مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادي، القنصل رضا خليفة وعدد من الشخصيات السياسية والحزبية والامنية والعسكرية والاجتماعية ورؤوساء بلديات ومخاتير.
بعد النشيد الوطني ونشيد الامن العام وكلمة ترحيب من يوسف نصار، ألقى كحيل كلمة نوه فيها بابراهيم “الشخصية المميزة التي اعتمرت وشاح الامن والفداء وزرعت الامن في قلب الوطن”، وقال: “من مدينة سيد الشهداء بكل اطيافها نهدي اليك سعادة اللواء باسم النبطية في عرس النصر، نصر تموز الالهي بعض وفاء المدينة، تحملك الى قلبها هامة وعنوان وعزة واباء. نشكر لكم من كل قلوبنا تضحياتكم وجهودكم وحفظكم لامن مجتمعنا مع كل الاجهزة الامنية والعسكرية، من الاخطار المحدقة الصهيونية والتكفيرية، هؤلاء الناس الشرفاء هم من حرروا الوطن وبذلوا الدماء والنفيس وقدموا الشهداء والجرحى وما زالوا يقدمون التضحيات دفاعا عن عزة وكرامة هذا الوطن وشكلوا مع المقاومة المظفرة والجيش الوطني معادلة ذهبية ما زالت تحفظ لبنان من عبث وخطر التكفيريين والعدو الصهيوني”.
ولفت الى ان “البلدية خصصت عقارا لتشييد مبنى خاص للامن العام يؤمن بيئة ملائمة ومتطورة للعاملين والمراجعين، وقد أنجزت كل الاجراءات الخاصة بالعقار ونتطلع لرؤية هذا البناء منجزا ويكون في خدمة اهلنا”، منوها بمجلس الجنوب ورئيسه “الذي لم يبخل يوما على الجنوب والنبطية بمشاريع تنموية ترفع الحرمان والاستضعاف عن اهلنا”.
وكانت كلمة لقبيسي تحدث فيها عن مزايا ابراهيم ودوره في “تفكيك الشبكات العملية لاسرائيل او للارهاب التكفيري”، وقال: “نعرف الامن العام انه لانجاز جوازات السفر وتأشيرات الدخول ولكنه تحول في عهد اللواء ابراهيم الى جهاز بحجم الوطن وبحجم الدفاع عنه. شغل رئيس مكافحة الارهاب ورئيس جهاز المكافحة في مخابرات الجيش اللبناني ودافع عن الوطن بوجه كل العملاء ومن اراد سوءا لهذا الوطن ، ومن ثم انتقل الى مؤسسة جديدة، قبلكم سيادة اللواء كنا نعرف عن الامن العام بأنه يصدر جوازات السفر وتأشيرات الدخول الى الوطن، أما الآن فبعد جهد كبير، من ضابط مخلص تدرج في مؤسسة الجيش اللبناني وانتقل الى الامن العام، تحولت معه هذه المؤسسة الى درع كبيرة لحماية الوطن بوجه كل التحديات”.
أضاف: “أنتم تلاحقون العملاء الذين تزرعهم اسرائيل في وطننا ومدننا وقرانا، وتلاحقون الارهاب الذي يريد النيل من كل مقاوم شريف ومن كل لبناني مخلص، تاركين اثرا سلبيا في التعدي على لبنان. ما وجدناه ان الامن العام يتنقل من منطقة الى اخرى يلاحق هؤلاء الارهابيين، يسطر اروع البطولات ويسجل الانتصارات على مساحة هذا الوطن. الف شكر لكم سيادة اللواء على هذه الجهود التي تقدمونها للوطن وطوائفه واحزابه لانكم تمثلون الدرع الواقية للبنان بوجه كل الاخطار، وشكرا لكم لانكم حولتم الامن العام من مؤسسة صغيرة الى مؤسسة وطنية تكافح الارهاب واصبحت الى جانب جيشنا الوطني وكل المؤسسات الوطنية في تقديم الشهداء في سبيل الوطن”.
وختم: “في هذا الزمن الصعب ما احوجنا لنكون متكاتفين، موحدين الى جانب مقاومتنا وجيشنا الوطني اللبناني ومؤسساتنا الامنية الى جانب الامن العام، لنواجه المخاطر التي بشرونا بها تحت عنوان “ربيع عربي” وتحولت الى شلالات دماء تسيل في شوارع امتنا، ولكن لبنان استطاع بجهد الامن العام والمخلصين وبسياسة حكيمة، حماية الوطن رغم كل ما حصل من تفجيرات واعتداءات على اللبنانيين”.
ثم ألقى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” كلمة قال فيها: “جدارتك يا سعادة اللواء في مؤسسة هي توأم للمؤسسات الامنية في هذا البلد. مؤسسة صانت حياة وأمن الناس. الاستقرار الاجتماعي والاستقرار السياسي منوطان بالاستقرار الامني والاستقرار الاقتصادي. أجيالنا تتوق الى بلد تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والسيادة والكرامة، شهادتي فيك يا سيادة اللواء قد تبدو مجروحة لما يربطنا من علاقات شخصية وحضارية ووطنية أساسها الايمان بهذا الوطن ووحدته والعيش الواحد فيه وضرورة انصهار جميع ابنائه على اختلاف طوائفهم ومناطقهم واتجاهاتهم، ونحن نشهد دورك في تطوير مؤسسة وجهاز الامن العام الذي اصبح يمثل نموذجا للانصهار الوطني ولاداء المهمات الوطنية الصعبة، وانت رجل المهمات الصعبة في فترة صعبة من تاريخ بلدنا العزيز. انت كبير من شعبنا، تمثل تطلعات هذا الشعب وتحفظ القانون وتصون الامن وتسهر على مصالح الناس، ولقد قام الامن العام بقيادتك بدور طليعي أمني مهم في فترة اشتدت فيه الهجمة على بلدنا من عملاء صهاينة ومن ارهابيين تكفيريين استهدفونا في وجودنا. الدولة والمجتمع معنيان معا بصيانة الوطن وحفظ سيادته ورعاية أمنه عندما يكون التهديد للوطن تهديدا وجوديا، سياديا واستراتيجيا، ينبغي ان يبادر للوقوف الى جانب مؤسسات الدولة وأجهزتها الامنية والعسكرية للحفاظ على السيادة ضد المخاطر”.
وختم: “نحن اليوم نلتقي هنا وعلى قمم يربو ارتفاعها عن الفي متر عن سطح البحر، يقاتل ابطال دفاعا عن هذا الوطن جنبا الى جنب مع جيشنا اللبناني الباسل الذي تربطهما رؤية تكاملية متناغمة في الدفاع وفي موجبات الدفاع عن هذا الوطن رغم بعض الثرثرات والمزايدات من هنا وهناك وهنالك”.
بدوره قال ابراهيم: “للنبطية المدينة الأولى والبيت الاول والأرحب، للنبطية موئل القادمين إليها لينهلوا منها، ويتعلموا فيها تجربة العيش التي شكلت دائما حالة المتصل لا المنفصل، فلا اقتلعت أحدا، وكانت المصنع وحقل الاختبار لتجربة المدن الكبرى. للنبطية وأهلها سر وسحر، إذ لا قدرة لمن عرفها وعاشها على مغادرتها، ولا هي تغادر ذواتنا وأحلامنا الأولى. للنبطية القصيدة المفتوحة على الأدب والثقافة والمكتبات… بينما راهباتها تعلم ابناء القرى مواجهة الصعوبات بالمحبة والكلمة والحوار واحترام الآخرين. للنبطية ساحة المواجهات البطولية التي سطرها ابناؤها المقاومون ضد المحتل الإسرائيلي وكان اخرها عدوان تموز 2006، معلنة نهاية الاحتلال وبدء الانتصار والتحرير. للنبطية المدينة العاملية التي يزينها عمال التبغ في الحقول. للنبطية مدينة حسن كامل الصباح التي انطلق منها الاشعاع والنور. للنبطية هذه وأهلها واعضاء مجلس بلديتها ورئيسها كل الحب والتقدير، وكل الشكر والامتنان على هذه المبادرة التي تتوج بتقديم قطعة ارض الى المديرية العامة للأمن العام لتشييد مبنى دائرة امن عام الجنوب الثانية ومركز امن عام النبطية”.
أضاف: “مبادرة رئيس المجلس البلدي واعضائه هذه، على معانيها ودلالاتها الوطنية، هي تأكيد لانحياز طبيعي وعفوي الى منطق الدولة ومؤسساتها القوية التي تتجلى صلابتها ومتانتها بالصمود عند الخط الازرق امام عدو شرس ولئيم، وكذلك في حربها على الارهاب عند الحدود الشرقية والشمالية، هذه المواجهة هي معركة بقاء ووجود لأنه يستحيل للبنان العيش والاستمرار في ظل الارهاب الذي استطال شره وعدوانه على وطننا وقيمنا الروحية والثقافية والاخلاقية، ولانها مواجهة وطنية شاملة بكل ما للكلمة من معنى، ولأنها معركة لبنانية جامعة ووجودية، فإن المديرية العامة للأمن العام انخرطت منذ اللحظة الأولى في هذه المواجهة، فكانت عمليات الأمن الاستباقي سمة المديرية واستراتيجيتها، فأثمرت أمنا صلبا واستقرارا، وشكلت سدا منيعا امام اللهيب الذي يجتاح الاقليم، كما جنبت العملية الاستباقية الاخيرة لبنان من كوارث وويلات كانت ستشمل الكثير من المناطق ومن بينها مدينتنا الحبيبة النبطية. وفي هذه المناسبة أؤكد امامكم ان الامن العام مستمر في درء الخطر عن لبنان وشعبه والمقيمين على ارضه مهما غلت التضحيات. فكلفة المواجهة أقل بكثير من الانكفاء وانتظار تمدد سرطان الارهاب لينتشر في الجسم اللبناني ويعبث به”.
وتابع: “يمكن وصف هذه المبادرة ومثيلاتها بالخطوة المبتكرة بكل ما للكلمة من معنى، يصح اعتمادها والتأثر بها لأن الوطن فعل انتماء بما يساعد الدولة على تلبية الحاجات بعيدا من الاجراءات البيروقراطية والروتين القاتل للوقت، بعدما بدا جليا ان الادارات المحلية، لكونها على تماس مباشر مع هموم المواطنين، اصبحت قادرة على تحديد النواقص وسدها بدينامية وفاعلية ومرونة. ان هذه “الخطوة – المبادرة”، وتطويرها نحو توطيد أطر الشراكة وقواعدها وتوسيعها بين السلطات العامة والمجتمع المحلي، سيكون لها الدور الأمثل نحو بناء القدرات، وتشكيل السياسات الانمائية والتنموية على قاعدة حق المواطنين وواجبهم في المشاركة في تعزيز إدارة الشأن العام وتطويرها كمبدأ أساسي من مبادىء الديموقراطية التي ضمنها نظامنا البرلماني. وبما يمكنهم أيضا من تحقيق الانماء بكفاية أعلى ووقت أقل”.
وقال: “ان مبادرة المجلس البلدي لمدينة النبطية، رئيسا واعضاء، لكونها تعبر عن عاطفة نبيلة وتقدير لتضحيات المديرية العامة للامن العام، هي في الوقت نفسه خطوة استشرافية مميزة لاحتياجات المجتمع المحلي في سياق مسيرة من الانجازات التنموية التي تضع النبطية في مصاف المدن اللبنانية المزدهرة والمتطورة”.
وختم ابراهيم: “اخيرا، اتوجه بالشكر الى رئيس مجلس الجنوب الاستاذ قبلان قبلان ورئيس مجلس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل والاعضاء الكرام، على هذه المبادرة النبيلة، والى كل من ساهم في انجاح هذا اللقاء المميز، وكلي أمل في ان تحذو حذوهم ادارات المجالس البلدية الاخرى ليتكامل عملنا الذي له هدف واحد مشترك هو تأمين حقوق “الانسان” بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان اخلاقية واجتماعية ووطنية، تنعكس ايجابا على عملية التواصل بين المواطن ودولته”.
بعد ذلك قدم كحيل درع مفتاح مدينة النبطية لابراهيم الذي بدوره قدم له درع الامن العام، ثم اقامت بلدية النبطية غداء على شرف اللواء والحضور.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام