أخبار عاجلة

«حزب الله» استعاد زمام المبادرة وثبت تلازم وقف النار بين غزة و«جبهة الإسناد» من الجنوب وبري كان على علم مسبق بالردّ

طويت صفحة الردود وتداعياتها بين ««حزب الله» وإسرائيل، بعدما حبس اللبنانيون أنفاسهم على مدى 4 أسابيع أرخت ثقلا إضافيا على الساحة السياسية والشعبية، وتضاعفت فيها حالات النزوح سواء من الجنوب باتجاه البلدات والقرى الأكثر أمنا، أو من الضاحية الجنوبية التي تعرضت للاستهداف في 30 يوليو الماضي من الجيش الإسرائيلي، ما اعتبر تجاوزا للخطوط الحمر واستوجب ردا من المستوى عينه.

 

وبعد رد «حزب الله» على اغتيال مسؤوله العسكري الأرفع فؤاد شكر، وما تخلله من مواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي، عادت «جبهة الإسناد» إلى «قواعد الاشتباك» السائدة منذ الثامن من أكتوبر الماضي.

 

وقد استعاد «حزب الله» زمام المبادرة بعد تلقيه سلسلة ضربات إسرائيلية في الأيام الأخيرة، بـ «رده المدروس» الذي لم تتبين حقيقة حجمه وما ألحق من أضرار بالإسرائيليين، في ضوء تكتم الجانب الإسرائيلي، جريا للعادة، على الكشف عما يصفه بالشؤون العسكرية المتعلقة بالجيش والأمن القومي.

 

رد «الحزب» أكد ان إسرائيل ستتضرر بشكل لا يقل عن لبنان في حال توسع الحرب، نظرا إلى قدرة «الحزب» على استهدافها بكثافة بصواريخه ومسيراته، فضلا عن تهديد قوة النخبة لديه «الرضوان» باقتحام الجليل الأعلى.

 

والرد سيدفع من دون شك بالمفاوضات في القاهرة إلى المساحة الإيجابية، وسيفرض تلازما بين وقف النار المرجح في غزة، و«جبهة الإسناد» اللبنانية التي فتحها «الحزب» من الجنوب في الثامن من أكتوبر الماضي، في اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة «حماس» في مستوطنة غلاف غزة. وكشف مصدر لبناني رسمي كبير لـ «الأنباء» عن ان «رئيس مجلس النواب نبيه بري كان على علم مسبق بنوعية الرد من دون الاطلاع على توقيته بالضرورة. وقد اهتم بدراسة تداعياته وعدم انعكاسه توسيعا للجبهة مع لبنان».

 

وأضاف المصدر: «أخذت قيادة الحزب في الاعتبار مصالح الشرائح الكبرى من اللبنانيين، وخصوصا جمهور المقاومة لجهة عدم التسبب بنزوحه من أماكن إقامته في بيروت وضاحيتها الجنوبية، وكذلك بعدم إلحاق أضرار باللبنانيين في سائر المناطق البعيدة من الجنوب».

 

ومع تراجع المخاوف وغياب هاجس تجاوز «قواعد الاشتباك» وتوسع الحرب لبنانيا، فإن باب السجال السياسي فتح مجددا من بوابة «عتمة الكهرباء» وتقاذف المسؤوليات حولها، وصولا إلى التعيينات لسد الشغور في عدد من المواقع الحكومية.

 

لكن اللافت كان المطالبة بتشغيل مطارات مدنية في المناطق إلى جانب مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت.

 

وفي هذا الإطار، شكك مصدر نيابي بارز لـ «الأنباء» في «جدية طارحي فكرة المطالبة بتشغيل مطارات إضافية في هذه المرحلة»، قائلا ان «الأسباب التي تحول دون ذلك عديدة. فالدولة اللبنانية في هذه الأزمة الاقتصادية، وتحت وطأة الحرب المستمرة منذ 11 شهرا، عاجزة عن تأمين كادر وظيفي وتقني لتشغيل مطار جديد».

 

وأضاف المصدر: «إذا كانت الشكوى من مطار بيروت الذي يعتبر واحدا من أحدث المطارات في المنطقة بوجود ثغرات أمنية وسيطرة حزبية عليه، فهل إذا تم استحداث مطارات في البقاع والشمال يمكن السيطرة عليها سواء أمنيا او سياسيا، وإبعادها تاليا عن التدخلات الحزبية؟».

 

وتابع المصدر: «هل هناك ضمانة ألا يتحول أي مطار في المناطق مسرحا لعمليات التهريب ودخول الأشخاص إلى البلاد بطريقة غير شرعية ذهابا وإيابا، الأمر الذي يدخل البلاد في نفق هي في غنى عنه، ويضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي؟».

 

ورأى المصدر النيابي «ان هذه الطروحات لا تخرج عن إطار السجال ومحاولة ملء الفراغ السياسي. ويدرك جيدا من يطرحها انها لن تلقى قبولا من القوى والأطراف المؤثرة والممسكة بزمام الأمور. وهي في النهاية لن تكون أكثر من زوبعة في فنجان تسجيل النقاط، ضمن الصراع الدائر حول الاستحقاق الرئاسي وهو جوهر الخلاف».

 

توازيا مع ما جرى أمس الأول، لم تتأثر الحركة في بقية المناطق اللبنانية شمال العاصمة بيروت، إذ قصد رواد البحر المسابح والشواطئ والمنتجعات. ولم تلغ حجوزات في المطاعم والمقاهي. ولم تحصل «هجمة» على محطات الوقود والسوبر ماركت والصيدليات والأفران وبقية المرافق التموينية.

 

كذلك لم تعلق الدروس في الجامعات الخاصة المعروفة التي انطلقت سنتها الجامعية اعتبارا من أمس الاثنين، وهي: الجامعة الأمريكية في بيروت، الجامعة اللبنانية – الأمريكية في فرعيها الرئيسي في بيروت والثاني في بلاط (جبيل)، الألبا. في حين تباشر جامعة القديس يوسف سنتها الدراسية اعتبارا من الثاني من سبتمبر المقبل، بدعوة التلامذة إلى الالتحاق تباعا بالكليات، وآخرها كلية الحقوق في 17 سبتمبر.

 

في الميدان الجنوبي، شهدت أجواء قرى وبلدات القطاع الغربي قبل ظهر أمس هدوءا نسبيا، في ظل تحليق متواصل للطيران الإسرائيلي المسير على علو مرتفع. وظهرا استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة رباعية الدفع في منطقة عبرا صيدا – أوتوستراد الشماع. وأفيد عن وقوع إصابات، إلا ان المستهدف وهو من القيادات الفلسطينية قد نجا بحسب شهود عيان.

المصدر: الانباء

عن Editor1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *